فاتح عبد السلام
تغريدة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو التي قال فيها: ” واشنطن تدعم عراقا مزدهرا خاليا من تأثير النفوذ الإيراني” جاءت متزامنة مع اتصال أجراه مع رئيس الحكومة العراقية طالب فيه بمحاسبة المتورطين بمهاجمة الحقول والشركات النفطية في إقليم كردستان. في غضون ذلك، هناك عدم موافقة واضحة وقطعية على ذهاب مجلس النواب في العراق لإقرار قانون جديد للحشد الشعبي.
كلام الوزير الأمريكي يرد بعد صمت طويل من إدارة الرئيس ترامب إزاء الأوضاع في العراق والصلة مع الوضع المشتبك تحت سقف الحرب الإيرانية الإسرائيلية الاخيرة وما حولها.
لو نظرنا الى الجانب الاخر من تغريدة الوزير روبيو لوجدنا المعنى شديد الوضوح في انّ الإدارة الامريكية لن تقدم دعما لبلد تحت النفوذ الإيراني ، بغض النظر عن مدى دقة التوصيف الأمريكي للعلاقة بين العراق وايران، لكن المعلومات المتوافرة من مصادرها الدقيقة تشير الى انّ واشنطن تربط رؤيتها بشأن النفوذ الإيراني في العراق والفصائل ذات الولاء المطلق لإيران، والتي تجهد الحكومة العراقية نفسها أحياناً في تسوية العلاقة معها حول مواقف استراتيجية تخص أمن العراق واستقراره، كما حدث في التنسيق أو التفاهم الذي جرى في خلال حرب الاثني عشر يوما بين ايران وإسرائيل لتجنيب العراق ان يكون ساحة صراع، كما حدث في لبنان مثلاً.
المصادر تقول انّ اتصال الوزير الأمريكي مع بغداد بحد ذاته يعبر عن تحذير واستياء من الإدارة الامريكية مما يجري، وانّ الشركات النفطية الامريكية هي خط احمر، بعد تعاقدات كبيرة لا يمكن التفريط بها بسهولة اذا الحقت احدى الهجمات المارقة إصابات قاتلة بالعاملين. وبحسب المصادر ذاتها فإن واشنطن تعرف مصادر الخطر وتضع المسؤولية على الجانب السيادي العراقي.
الوضع دقيق جدا، وانّ تراكمات ترحيل مشاكل محددة لها صلة بملف الفصائل من جهة والجانب الأمريكي أو الإيراني من جهة أخرى، يجعل المسؤولية جسيمة جداً أمام صاحب القرار في بغداد، وقد نشهد تسكينا للمخاوف عبر ترحيل جديد للمشكلة، لأنها تجاوزت حدود الحل الممكن في متداول المشهد السياسي الجاري.