فاتح عبد السلام
الشعب العراقي، «مصطلح» رنّان تاجر به السياسيون « العراقيون» منذ ان دخلوا القصر الجمهوري مع الحاكم الأمريكي بول بريمر، وكانت تجارة رخيصة وفاسدة ودموية احياناً. الجميع يكذب على الجميع بإتقان مكشوف والجميع لا يستحيي من الجميع في خلطة ليس لها اول وليس لها آخر، فالجميع باركوا للأمريكان تحرير البلاد والجميع يتآمر في الامريكان، وافضلهم في السمعة يكذب على الشعب مكشفا إياه في المناسبات الشخصية او النفسية بأسباب الكذب والغش والخداع، وأتعسهم وانبذهم ماض ٍمن دون مقدمات منذ يومه الأول في الانتقام من الشعب اذا وجد لانتقامه سبيلاً، عبر تجهيله وتعطيل تطلعات شبابه و نهب ثروة جيل أو جيلين، فضلاً عن مآسي مصائر الدماء المجهولة التي بيعت برخُص التراب على موائد الصاعدين في الانتخابات.
ربّ قائل يقول ما مناسبة الكلام اليوم، واجد ان هذا الوضع يجدد مناسبته كل يوم وكل ساعة مادام البلد يراوح مكانه منذ
اكثر من عقدين، من دون افق استراتيجي لنهضته، ففد كذبوا على الفقراء والحالمين وقالوا لهم انّ “خطة مارشال” عراقية ستتهافت دول العالم لدعمها و ستنقذ البلاد كما حصل في المانيا بعد سنة من نهاية الحرب العالمية الثانية، أو كما حدث في اليابان بعد سنتين من توقف الدمار الشامل.
لنذهب مع أحد « كبارهم» المتجدد لمعانه في انهم جاءوا كـ « مقاولي تفليش”، ولا اعتراض منّي على كلامه الكارثي الذي صدم الملايين، ولم يحرك شعرة في رأس، ولا أقول شارب، النُخب السياسية. ذلك انّ هناك مراحل في البناء تحتاج فعلاً الى ” التفليش” من اجل تسوية الأرض للمباشرة بخطط جديدة لإعادة البناء، ألم يحن موعد البناء بعدُ عشرين عاما من “التفليش”؟
أعود لمصطلح « الشعب العراقي» الذي يتصدر لسان الصاعد والنازل من الطواقم السياسية، ألم يحن الوقت ليعرف هذا الشعب العراقي لماذا يحمل جواز سفر ليس له قيمة الجوازات العربية الأخرى، ولا يزال يعاني من النظرة الدونية والمشككة في سفارات اغلب دول العالم، بالرغم من العيش اكثر من عقدين في رحاب « العهد الجديد»؟