الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نجمة المجتمع البصري ثورة يعقوب : لم ترسم الدراما شخصية نسائية من ذوي البشرة السمراء

بواسطة azzaman

نجمة المجتمع البصري ثورة يعقوب : لم ترسم الدراما شخصية نسائية من ذوي البشرة السمراء

 

بغداد - رجاء حميد رشيد

تنحدر من أصول افريقية ،نشأت وترعرعت في أقصى الجنوب ،ثغر العراق الباسم ،البصرة ،حياتها الفنية مليئة بالعطاء، حيث أخرجت وشاركت في عدد من الأعمال الفنية منها(إخراج مسرحية قصيرة للأطفال حول البيئة وبأسلوب المسرح التفاعلي ،عنوان المسرحية ( بيئة نظيفة ) عام 2023 ،المشاركة في تدريب الأطفال الممثلين في مسرحية قصيرة ( إخراج عامر الأزرقي )حول التنمر وكيفية منعه من الانتشار في المجتمع  وبأسلوب المسرح التفاعلي (مسرحية ورود) عام 2022، إخراج افتتاحية مهرجان خريف صلالة (سلطنة عمان ) عام 2002 ،إخراج افتتاحية وختام مهرجان الوفاء المسرحي الثالث في البصرة عام 2001)، صقلتها من خلال دراستها الاكاديمية، دكتوراه فنون مسرحية ( جامعة بغداد/ كلية الفنون الجميلة – 2004،ماجستير فنون مسرحية ( جامعة بغداد/كلية الفنون الجميلة -1996) بكالوريوس فنون مسرحية ( جامعة بغداد/كلية الفنون الجميلة -1985). انها الفنانة  الممثلة ثورة يوسف يعقوب.

تبادلنا اطراف الحديث معها :

 حدثيني عن موهبتك الفنية وما دور الأهل في تنميتها ؟

- في طفولتي البعيدة فترة الستينيات من القرن الماضي قليل من البيوت كانت تمتلك جهاز التلفزيون ..فما بالك بعوائل ذوي البشرة السمراء ...عوائل فقيرة ..ولكنها حالمة ...كان أبي يخصص لنا يوم الخميس للسمر وقص القصص. والحكايات...في أحد هذه الخميسات أحضر ملاءة بيضاء وطربوش وحمل بيده فانوس ،ربط الملاء بين العمودين الشاخصين وسط باحة الدار واللذان يحملان السقف على رأسيهما مما يسمح بتكوين منطقة ظل عند الظهيرة الحارقة...أرتدى والدي دشداشه بيضاء وأدخل فيها بعض الملابس ثم ربط الحزام على خصره فتدلت كومة الملابس كما الكرش الكبير، وبدأ يسأل من أنا .....أخيراً أجاب نفسه ،أنا قرقوز وسأخذكم إلى مدن بعيدة ،وهكذا عرفت خيال الظل من خلال والدي الذي لم يدرس المسرح أبداً ،لكنه كان فناناً بالفطرة، هو المحفز الأول...ومعلمي الأول في حب المسرح.

 بداياتك في عالم الفن، ممثلة ثم مخرجة؟

- انا لست مخرجة باختصاص أكاديمي ،لأن اختصاصي من البكالوريوس وصولا إلى الدكتوراه هو فن التمثيل ،الاخراج ليس مهنتي الاحترافية ،وإنما توفرت لي فرص جميلة لإخراج أوبريتات  ومسرحيتين للأطفال، كذلك مشاهد تعليمية للمسرح التفاعلي حول التنمر ، ولا يمكن أن يشكل هذا مسيرة إخراجية .

 قبل أربعون عاما حصلت على جائزة أفضل ممثلة واعدة ( مسرحية احتفال تهريجي للسود) في مهرجان يوم المسرح العالمي – بغداد، هل تجدين نفسك وصلت للنجومية ؟

- عندما حصلت على جائزة أفضل ممثلة واعدة عن مسرحية (احتفال تهريجي للسود)، إخراج سامي عبد الحميد كنت حينها طالبة في المرحلة الثالثة فرع التمثيل عام 1983 ، جيل الثمانينات كن ممثلات  ساهمن بارتقاء المسرح العراقي وهن الآن رائدات يحملن على اكتافهن هموم المسرح العراقي ،وبمناسبة النجومية، انا لست نجمة مسرح معروفة جدا على المستوى الوطني ، لكني نجمة في مجتمعي البصري الجميل .

 ماهي الصعوبات والتحديات في مسيرتك الفنية؟

- لم تكن هناك صعوبات في الوسط الاكاديمي ، ولكن عندما نتخرج ونواجه الواقع ، تواجهنا صعوبة الاستقطاب للتلفزيون أو المسارح الكبيرة ، مثلا لم ترسم الدراما العراقية شخصية نسائية من ذوي البشرة السمراء كدور فاعل .. ليس بالماضي القريب البعيد  ولا في الوقت الحاضر .

 الى اي مدى استطعت من خلال أعمالك تحقيق بعض العدالة الاجتماعية والقضاء على التهميش والتمييز لأصحاب البشرة السمراء ( الافرو عراقيين) في البصرة؟

- لا يمكن أن أقول أن هناك تمييز عنصري ، كلا ،لا أساس لهذا الشيء ، لأن التمييز يدخل في نطاق الحقوق والواجبات ، ونحن لم نحرم من حقوقنا في المواطنة ، إذن ليس تمييز بل هناك تنمر مجتمعي  وهذا نعالجه منذ أربع سنوات عبر المشاهد المسرحية مع الاطفال لأنهم الفئة الأكثر تعرضا للتنمر من بين ذوي البشرة السمراء .

 كيف تجدين المسرح اليوم ؟

- المسرح العراقي من المسارح العربية العريقة،عرف بتجربته الكبيرة، وهو أكثر المسارح الذي تعرض لمحاولات التدمير الفكري ، ولكن جميع القائمين على العملية المسرحية من المخرجين ، الممثلين ، كتاب النص،العاملين خلف الكواليس والمسؤولين في سدة القرار الفني  بدءً من نقابة الفنانين المركز العام ووزارة الثقافة ، أكدوا على ضرورة حماية هذا الإرث ، لذا كانت خطوة تشكيل اللجان لقراءة النصوص الدرامية أو المسرحية مهمة جدا لتقويم مسيرة المسرح العراقي، وتوجيه خطواته نحو مسرح يعكس وجهة نظر المجتمع وتطلعاته المستقبلية .

 هل لديك تجربة في كتابة القصص او النصوص ؟

- عملنا تجربة فريدة في الكتابة الثنائية عن بعد  نحن (رابطة لوتس الثقافية النسوية مع مجموعة Her Story( قصتها هي ) تلك المجموعة من نساء امريكيات فنانات أدبيات،مسرح ،موسيقى ،القصة، الشعر والرسم . تجربتي ضمن هذه التوليفة شيء أضاف لي الكثير إذ كانت هناك سيدة أسمها ليتا نولي ،وهي فنانة مسرحية  أمريكية من أصول إفريقية ،كتاباتنا كانت مبنية على أساس ما هو شعور المرأة السوداء بعيدا عن الموقع الجغرافي بل تجردنا مكانيا  وناقشنا  الأمر إنسانيا، كان شعوري عندما شاهدت مسلسل الجذور والتي كانت فيه شخصية البطل تدعى كونتا كنتي ، وجدت من خلال الكتابة الثنائية اننا كنا قريبتان من بعض ..متشابهتان في مواجهة بعض المشاكل. ناقشنا طفولتنا وعلاقة كل واحدة منا بوالديها، الغريب انه كان هناك ذلك التقارب لنفس المشاكل العائلية .

 اجمل شيء في هذه التجربة اننا كنا نكتب كل بلغته، ونقرأ ترجمة احدانا الأخرى ،ونقدم ملاحظات لبعضنا البعض ،ومن ثم يبدأ المزج بين نصينا لاستخراج نص جديد ، الذي كان نصاً إنسانياً بشكل عميق  تجاوز اللون ،نصاً بحث عن الآمال والطموحات الموؤودة،عن الأحلام التي لم تتحقق بعد ،وعن الإرادة القوية التي حققت بعض الأحلام، ثم تم عرض نتاجنا في أمسية في المتحف  بمدينة ماساتشوستس.

 قلما نجد  النساء ذوات البشرة السمراء يعملن في المجال الإعلامي، لاسيما وأن الإعلامية رندا عبدالعزيز، حققت نجاحًا في مجال عملها كمذيعة أخبار في قناة العراقية الرسمية، فهي أول مذيعة في العراق من هذه الشريحة من المجتمع، مالسبب في رأيك؟

- عدم وجود فتيات من ذوي البشرة السمراء في المجال الإعلامي ،تحديدا التلفزيون ،هو تأخر هذه المؤسسات في التحرك الجاد لتفادي مثل هكذا أمور وهذه النقلة مع تأخرها عقدين من الزمان  في ظل الديمقراطية ،الا انها تبعث الأمل لمستقبل قادم خالي نوعا ما من التنمر على المنحدرين من أصول إفريقية.

 ماهي آخر أعمالك الفنية؟

- حاليا نعكف على دراسة عميقة لطبيعة الطقوس للأفرو- عراقيين لأنها بالنسبة لي تشكل مادة خصبة مسرحيا  بسبب أصالتها.

هل حققت ثورة يعقوب أحلامها؟

تحقيق الأحلام.. أعتقد أنها جملة مثالية جداً، ولا وجود للمثال، لم أحقق معظم أحلامي.

 نلاحظ ان هناك تباين واضح بين  قلة عدد النساء  العاملات في  الاخراج الفني  قياسا  بالرجال ،ماسبب ذلك ؟

- فرع الاخراج في كليات الفنون الجميلة القليل من الفتيات يخترن هذا الفرع ،ربما هو الخشية من المغامرة عند البعض منهن ، مع قلة المخرجات الا أنهن في الصفوف الأمامية من حيث الاجتهاد والابتكار.

الأعمال الفنية

شاركت بتمثيل عدد من الاعمال المسرحية الاكاديمية (مسرحية هملت  -إخراج د. صلاح القصب – 1981 ،الخليقة البابلية  - إخراج د. صلاح القصب – 1982 ،احتفال تهريجي للسود  ، إخراج د. سامي عبد الحميد – 1983 ، طائر البحر ، إخراج د.صلاح القصب – 1983 .،المعطف – إخراج  د. شفيق المهدي -1984) ، و مسرحيات خارج الكلية (  مسرحية  جعبان  - إخراج د. حازم عبد المجيد  2015) فازت المسرحية بجائزة المهرجان الكبرى للعمل المتكامل ، مانيكان – إخراج خالد السلطان عام  2011 ،في انتظار غودو – إخراج خالد السلطان عام 2002 ،بالسرعة الممكنة -إخراج د. طارق العذاري 1998،مسرحية الحلم والهامش في رحلة كلكامش –إخراج د. عبد الكريم عبود عام 199، شعبية ( أيام زمان ) - إخراج د. عقيل مهدي 1983 )،مسرحية ارتحال في زمن الصمت ، مسرحية كيروغراف جسد من اخراج د.حازم عبد المجيد، وشاركت المسرحية في مهرجان فاس الجامعي عام 2011، مسرحية الحلم والهامش في رحلة كلكامش على مسرح قاعة الشعب في بغداد عام 1992،ومسرحيات الأطفال (الأرنب الذكي – إخراج د. طارق العذاري عام 1999 ،ليلى والذئب – إخراج د. طارق العذاري عام 1998 ،بابا نوئيل والميلاد  -إخراج د. طارق العذاري عام 1997 ،آكل العسل – إخراج طالب جبار عام 1982.

الجوائز

 جائزة افضل ممثلة في مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب (مسرحية جعبان ) عام 2015 .،جائزة أفضل ممثلة لدور رجالي مسرحية ( في انتظار غودو ) عام 2001 )في مهرجان الوفاء المسرحي الثالث في البصرة، جائزة أفضل ممثلة  مونودراما ( مسرحية بالسرعة الممكنة ) عام 1998 )في مهرجان منتدى المسرح في بغداد  مناصفة مع  الفنانة نغم فؤاد سالم ،.جائزة أفضل ممثلة واعدة  ( مسرحية احتفال تهريجي للسود  ) عام 1983 في مهرجان يوم المسرح العالمي –بغداد .

الخبرات والمشاركات

  في كلية الفنون الجميلة ،جامعة البصرة على فترتين –  2007-2013) عملت مقرر قسم الفنون المسرحية ( 1998-2000)، مديرة مكتب انتاج قسم الفنون المسرحية للفترة ( 1996-1998

 وتجيد اللغة الانكليزية ،ولها مشاركات في العديد من المؤتمرات والورش والدورات والحملات في مختلف المجالات داخل وخارج البلد ، عضو في نقابة الفنانين،-           عضو شرف في مؤسسة آنو للفنون الأدائية، عضو في رابطة لوتس الثقافية النسوية( منظمة غير ربحية (وساهمت في التدريب ضمن برنامج تطوعي ( كتابة السيرة +مقابلة العمل + تأسيس المشاريع الصغيرة)، والتوثيق لتمكين الثقافية النسوية لتنفيذ القرار 1325 وتمكين النساء ،كما عملت  ضمن  مشروع المجلس الوطني البريطاني حول تحسين مجالس الآباء ونوادي القراءة الذي تنفذه الرابطة ضمن هذا المشروع، وتدريبات الأطفال وتطوير مهاراتهم و الدعم النفسي ،مسؤولة عن الجلسات الحوارية والإعداد والتقديم .

المؤلفات والمطبوعات

كتاب بعنوان ( جمالية التوظيف للطقوس الشعبية في العرض المسرحي ) ويتناول الكتاب التراث الإفريقي لمكون اجتماعي وهم ذوي البشرة السمراء والتي تعتبر هذه الطقوس وسيلتهم للتواصل مع جذورهم الإفريقية وهي تشكل نوعا من الدراما والعرض المسرحي  ،كتاب تحت الطبع بعنوان ( سيميائية الجسد عند الممثل المسرحي ).


مشاهدات 31
أضيف 2024/07/02 - 5:11 PM
آخر تحديث 2024/07/03 - 5:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 117 الشهر 954 الكلي 9363026
الوقت الآن
الأربعاء 2024/7/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير