الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مشاهدات من إسطنبول (2)

بواسطة azzaman

مشاهدات من إسطنبول (2)  ما حكاية السوق أو البازار المصري

ممّرات نابضة بالحياة ومكان جذّاب للسياح

 رعد أبو كلل الطائي

 

في كل جولة لنا في إسطنبول كنا نسمع الكثير عن السوق أو البازار المصري التأريخي ..  زادني وشدني فضولاً ان اقوم بجولة لزيارة هذه السوق لمعرفة ما حكايته .

بدايات السوق

تقع السوق في قلب مدينة إسطنبول القديمة وتحديداً في منطقة امينونو بالجانب الأوربي والتي تُعد من اشهر المناطق السياحية وأكثرها جمالاً وحيويةً ومركزيةً في الجانب الأوربي على الجهة الخلفية من المسجد الجديد ومجاور سوق الورود المعروف في امينونو وامامها جسر غلطة ويُعتبر ثاني اكبر الأسواق التقليدية بعد سوق البازار الكبير .

تتميز السوق بتأريخها العريق الذي يمتد إلى نهاية القرن السادس عشر الميلادي وتعتبر الروايات التأريخية بأنه سُميَّ بالسوق المصري لأنه كان يتم استيراد القهوة والتوابل من الهند وجنوب اسيا إلى مصر ومنها إلى إسطنبول فيما كانت السوق خلال العصر البيزنطي تسمى سوق (ماركو انو لوس) ويباع فيها بعض الاحتياجات الأساسية في ذلك الوقت ولقد تم بناء السوق في عام 1597م في عهد السلطان مراد الثالث وبأمر من والدة السلطان محمد الخامس خديجة تورهان وتم هندسته على شكل حرف (L )  مسقوف ومزج في بنائه العديد من الأساليب المعمارية السائدة في ذلك الوقت وتشتهر السوق بسقفه المغطى من الأعلى على شكل أقواس تظهر كتحفة معمارية وفنية تلفت الإنتباه وتثير إعجاب الناظرين بهندستيها الفريدة والوانها الجميلة .

وتعرضت السوق إلى الكوارث الطبـــــــــــــيعية منها الحرائق والزلازل وقامت بلدية إسطنبول بإعادة اعمارها وبنائها خلال الأعوام من 1940 - 1943م .

حجر مقببة

وللسوق ستة مداخل إلا إن المدخل الرئيسي لهذه السوق يقع في الزاوية الجنوبية الغربية المقابلة للمسجد الجديد وتحتضن السوق عدداً لا يحصى من المحلات وكل واحدة تقدم تشكيلة فريدة من نوعها فيما تحتوي السوق على 88 حجرة مقببة خصصت 21 منها للذهب والفضة والنحاسيات و وعشر حجر للهدايا والكماليات واربع لبيع الألبسة التقلدية التركية فضلاً على الألبسة العصرية والأحذية والحقائب و57 حجرة خصصت للبهارات والتوابل والأعشاب والمكسرات والأجبان والألبان والحلويات التركية الشهيرة والأدوات المنزلية والسجاد والعطور ومستلزمات التجميل.

جولة سياحية

وللوصول إلى السوق هناك عدة طرق مختلفة وسهلة وعبر وسائل النقل المتاحة مثل :  الترام والمترو والعبارة والحافلة تصل من خلالها إلى السوق .

انطلقت من منطقة با يزيد من خلال صعودي بالترام  إلى امينونو صوب وجهة السوق المصري وبعد حوالي نصف  ساعة وصلت إلى مدخل السوق الرئيسية وعند دخولي السوق غمرتني على الفور رائحة عبق العطور العشبية وفاحت رائحة التوابل والبهارات الملونة بألوان زاهية ممزوجة برائحة القهوة الشهية التي تغطي جميع أنحاء السوق وشعرت حينها كأنني في رحلة عبر الزمن القديم لما شاهدته من جدران حجرية وقبب مزججة وأرضية تزدحم بالأتراك والسياح العرب والأجانب على اختلاف مشاربهم واصوات التجار اصحاب المحلات تتلاطم بلغات مختلفة منهم ينادي بالعربية والتركية والإنجليزية لترويج بضاعته إذ يعرض كل تاجر بضاعته على طريقته الخاصة ليجذب الناس إليه فهناك الأعشاب المجففة ومستحضرات التجميل الطبيعية مثل الحناء والأسفنج الطبيعي والحلويات والمكسرات وكل ما تشتهي الأنفس فضلاً على التوابل والبهارات المتنوعة .

لغات متعددة

والشيء الملفت للنظر إن السوق تتميز بوجود باعة يتكلمون بلغات متعددة بسبب الأقبال الكبير الذي تشهده السوق من السياح الأجانب من أنحاء العالم العربي والأوربي والأفريقي والأسيوي ومن جنسيات مختلفة .

كما تتميز السوق بموقعها المتميز فمن خلال موقعها تتيح للسياح زيارة معالم إسطنبول الآثارية التأريخية والسياحية القريبة مثل الجامع الكبير الذي يبعد 170م وميناء امينونو على بعد 1400م وحديقة جولهانة التي تبعد بواقع  1200م وعن جامع السليمانية 750م وهناك فنادق راقية تصنيف خمس نجوم   هي الأخرى قريبة من السوق منها فندق ليجاسي ويورو .

وعبر ممرات السوق النابضة بالحياة لاح أمامي مطعماً يجذبُك مشاهدته ويافطته كتب عليها باللغة الإنجليزية (مطعم بانديلي) إنه حقاً مذهل بفن العمارة العثمانية المتجسدة في كل شرفته فالقطع الفيروزية تزين الجدران والأرضية بشكل جذاب ويقدم تشكيلة شهية ولذيذة من المأكولات من اطباق الدجاج واللحوم والأسماك وحسب ما يناسب اذواق الزبائن .

وبعد الخروج من السوق أو البازار المصري تشهد المنطقة المجاورة للسوق بمنطقة امينونو حراكاً مكثفاً لوجود اسواق الباعة المعروف بأحتوائها كافة المستلزمات التي تحتاجها الأسرة وتبيع انواعاً مختلفة من اللحوم والألبان والأجبان والسكاكر وأنواع الشوكولاتة وبعض الحلويات التركية والمعجنات والتي غالباً ما يقتنيها السياح والسكان في إسطنبول لتقديمها إلى الضيوف في المناسبات وأيام العطل والأعياد فيما تضم هذه الأسواق كذلك الملابس والمفروشات بكل أنواع المنتجات النسيجية علاوةً على الهدايا والألعاب وكل شيء مما يخطر في بال كل زائر ومتسوق .

بعد هذه الجولة نقول :

هذا البازار المصري كان فرصة

ممتعة ومكاناً جذاباً للسياح والزوار يليق لمدينة إسطنبول التي فتحت ذراعيها لألاف الزوار الذين يقصدونها يومياً ومن كافة الجنسيات .


مشاهدات 70
أضيف 2024/07/01 - 5:34 PM
آخر تحديث 2024/07/02 - 4:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 384 الشهر 811 الكلي 9362883
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/7/2 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير