فاتح عبد السلام
النخيل في العراقي يعد بالملايين، لكنه كان في العقود البعيدة افضل حالا زراعة وانتاجا.
كانت التمور العراقية عنواناً مضيئا بتوهج مقترناً باسم البلد في الخارج، حتى خفت ذلك الضوء منذ اندلاع الحرب العراقية الإيرانية مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وترك المزارعين لبساتين النخيل في مناطق القتال في البصرة او دخول الجيش العراقي الى بعضها واتخاذ مواضعه فيها، وزاد على ذلك الحصار الذي أعقب حماقة حرب الكويت اذ منع البلد من التصدير وباتت عملية انتاج التمور وتصنيعها تعاني من ضعف الاليات التي تقدمت في دول العالم وراوحت مكانها عندنا. وبعد احتلال العراق 2003 زاد تدهور قطاع النخيل. وصارت دول محيطة بنا منها الأردن من أبرز مصدري التمور ذات الجودة العالية الى أسواق الولايات المتحدة والدول الاوربية والافريقية، في الوقت الذي يعد الأردن بلدا حديثا على زراعة النخيل بالقياس الى العمر الطويل لهذه الزراعة في العراق.
التمور العراقية كانت ذات أصناف نادرة واصيلة وغير مهجنة، وبات بعضها منقرضا تماما. اما الإنتاج العام من التمور المتداولة فهو في يد القطاع الخاص وبحسب إمكاناته، وهذا باب وطني يجب ان يفتح على مصراعيه وان تتدخل الدولة بثقلها من اجل احياء زراعة النخيل وتطوير انتاج التمور واستيراد المصانع المتقدمة في التعليب والتعقيم والتصدير. انَّ قطاع التمور ليس مسألة تخضع للاجتهاد، وانما هي عنوان عراقي يجب الاصطفاف خلفه من راجل دعمه وجعله عالياً مقترنا باسم البلد، كما كان.
وسجل العراق تصدير 650 ألف طن من تمور «الزهدي» إلى الأسواق العالمية في 2022، وفق إحصاء رسمي لوزارة الزراعة.
لكن التسويق بوصفه صناعة بحد ذاتها يعاني التخلف.
وتشير إحصاءات رسمية لعام 2023، أن عدد النخيل في العراق بلغ أكثر من 20 مليون شجرة منتجة، نزولا من قرابة 32 مليونا في ثمانينيات القرن الماضي وأربعين مليون نخلة في السبعينات..
والفرق كبير بين زراعة النخيل وإنتاجها.. «النخلة العراقية نتج سنويا بين 100 – 125 كيلوغراما وأحيانا يصل الإنتاج إلى 150 كيلوغراما”
.لكن إنتاج النخيل من التمور يعتمد على المكافحة الجيدة للآفات الزراعية، وتوفر المياه.
النخلة العراقية رمز، وتستحق يوما خاصا بها، يوما للعمل من اجل إعادة شبابها وألقها وانتاجها الغزير.
وفي الحديث النبوي الشريف، بالرغم من تصنيفه بحسب الالباني انه ضعيف، لكنه عميق المعنى:
«أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم آدم، وليس من الشجر. شجرة أكرم على الله من شجرة، ولدت تحتها مريم بنت عمران، فأطعموا نساءكم الوالد الرطب، فإن لم يكن رطبًا، فتمر»
رئيس التحرير-الطبعة الدولية