حقارة الكذّابين
حسين الصدر
-1-
جاء الخبر عن الرسول الأعظم (ص) انه قال :
« لا يكذب الكاذب الاّ من مهانة نفسه «
وجاء الخبر عن امير المؤمنين (ع) انه قال :
( أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب )
وقيل للامام الصادق ابي عبد الله جعفر بن محمد ( عليه السلام )
( يكون المؤمن بخيلا ؟
قال :
نعم
قيل : فيكون جبانا ؟
قال :
نعم
قيل فيكون كذأبا ؟
قال :
لا
ولا جافياً
ثم قال
يجبل المؤمن على كل طبيعة الاّ الخيانة والكذب «
-2-
وقال كاتب السطور :
أعوذ بالله مِنَ الكّذاب
ومِنْ حديثٍ ليسُ بالصوابِ
قد حقّروا الكذّاب حتى غدا
أهونَ في القَدِر مِنَ الذُبابِ
-3 –
الطامة الكبرى اليوم هي أنّ الكذب أصبح متفشيا في المجتمع وساريا فيه سريان النار في الهشيم ..!!
فترى الزوج يكذب على زوجته وأولاده ،
وترى أصحاب المخازن التجارية يكذبون على زبائنهم
وترى الطلاب يكذبون على اساتذتهم،
وترى الموظفين يكذبون على مدرائهم ،
وترى المحترفين السياسيين يواصلون اكاذيبهم بلا هوادة على مواطنيهم،
والى جانب ذلك أكاذيب عجيبة تجدها في وسائل التواصل الاجتماعي وهي للتضليل والافساد .
-4-
نعم ان تفشي الأكاذيب هو من أقوى الأدلة على الفساد الأخلاقي الذي تنتهي اليه كل ألوان الفساد الأخرى .
-5-
جاء في التاريخ :
ان رجلاً جاء الى رسول الله (ص) وقال :
يا رسول الله :
أنا أسرق ،
وأزني ،
وأشرب الخمر ،
وأكذب ،
وأريد أنْ أُعاهدك على ترك بعض هذه المعاصي
فقال له الرسول (ص) :
عاهدني على ترك الكذب .
فقال الرجل :
أعاهدك على ذلك وانصرف ،
وحين أراد ان يشرب الخمر فكرّ وقال في نفسه :
اذا سألني النبي (ص) وأخبرته بانني لم اشرب الخمر أكون قد كذبت عليه وخالفت عهدي، واذا اخبرته يُقيمُ الحدّ علي فترك شرب الخمر
وهكذا الحال بالنسبة الى السرقة فاذا سرق وسأله النبي (ص) وأخبره انه لم يسرق سيكون كاذبا
واذا اخبره بالسرقة قطع يده، وانتهى به المطاف في النهاية الى ترك الزنا ، وترك شرب الخمر وترك السرقة حين التزم بترك الكذب وفي الحديث :
( جُعِلتْ الخبائث كلها في بيت وجُعِل مفتاحها الكذب )
أقول :
فلنعاهد رسول الله (ص) كما عاهده ذلك الرجل ولنبدأ بمشاويرنا الحياتية نقية صافية من أوضار الأكاذيب وأدرانها .
فهل من مستجيب ؟
