الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وللثقافة القرآنية آثارها الكبيرة

بواسطة azzaman

وللثقافة القرآنية آثارها الكبيرة

حسين الصدر

 

-1-

جاء في التاريخ :

انّ الرسول (ص) أرسل الى ( المقوقس ) صاحب الإسكندرية رسولاً يدعوه الى الإسلام .

وقد أختار (ص) حاطب بن أبي بلتعة للقيام بهذه المهمة .

وحاطب : صحابي شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله (ص) .

قال حاطب :

{ فأنزلني المقوقس وأقمت عند بابه ليالي ، ثم أرسل اليّ فقال :

اني أسالك فأجبني ... ،

قلتُ :

هلّم

قال :

أخبرني عن صاحبك أليس هو نَبيّاً ؟

قلت :

بلى

قال :

فما له لم يدعُ اللهَ على قومه حيث أخرجوه من بلده الى غيرها ؟ }

وهنا برز دور الثقافة القرآنية والاحاطة بما ذَكَرَهُ القرآن الكريم مِنْ أخبار الأنبياء وما عانوه من الجحود والاعنات

فجاء جواب ( حاطب ) سريعاً مقنعا حاسماً للنقاش، حيث قال للمقوقس:

« عيسى بن مريم عليه السلام أتشهدُ أنّه رسولُ الله ؟

قال :

نعم

قال حاطب :

« فما له أَخَذَه قومُه فأردوا أنْ يصلبوه ، ولم يَدْعُ عليهم فيهلكوا حتى رفعه الله اليه ؟

فقال :

أنت حكيم جاء من حكيم ، هذه هدايا ابعثُ بها معك الى محمد ..»

وهنا لابد من الالتفات الى جملة نقاط :

1 – اختيار الرسول لابُدَّ ان يكون مدروساً وصولاً الى اختيار الرجل المناسب القادر على النجاح في المهمة .

2 – ان الثقافة القرآنية هي زاد معرفي عظيم يُمكنُ مِنْ خلاله الوصول الى تبيان الحقائق والرد على التساؤلات والاثارات .

3 – انّ المقوقس راعى اللياقات الأخلاقية والأدبية فهو وإنْ لم يعلن إسلامه الاّ انه أرسل الهدايا الى الرسول (ص) تعبيراً عن إعظامِهِ واحترامه له بينما مزّق بعض الجبابرة الكتاب

المرسل اليهم من الرسول (ص) حين دعاهم الى الإسلام .

4 – وانحسار منسوب الثقافة القرآنية عند معظم الشرائح الاجتماعية المعاصرة، وهذا مؤشر سلبي يجب معه التركيز على أهمية معايشة القرآن ومصاحبته، واستلهام معانيه، واستيعاب مفاهيمه وحقائقه، والانطلاق منه الى ميادين الحياة.

 

 

 

 


مشاهدات 386
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/04/27 - 3:56 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 8:57 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 335 الشهر 9459 الكلي 10052603
الوقت الآن
الجمعة 2024/11/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير