أحمد عبد الجبار لـ (الزمان الرياضي): الإنضباط سر النجاح وطموحات الكرخ لا تتوقّف أمام الفرق الكبيرة

بغداد- نصير الزيدي

 كيف بدأت مسيرتك التدريبية بعد اعتزالك اللعب؟ وما الذي جذبك إلى مهنة التدريب؟

- بعد اعتزالي اللعب، طلب مني الكابتن غانم عريبي العمل في الأكاديمية الرياضية والفئات العمرية، والعمل مع هذه الشريحة ممتع جداً. ثم جاءت الدعوة من الكابتن المرحوم شرار حيدر لأكون مساعد مدرب في نادي الكرخ. غالبية اللاعبين بعد الاعتزال يطمحون لأن يكونوا مدربين، ولا سيما أنهم يعرفون أسرار كرة القدم ويتقنون التعامل معها.

 ما أبرز المحطات التي أثرت على أسلوبك كمدرب قبل استلامك مهام تدريب نادي الكرخ؟

- أول تجربة كانت مع نادي الصناعات الكهربائية، حيث استلمت الفريق وهو على وشك الهبوط، وتمكنت من إنقاذه قبل أربعة أدوار من نهاية الموسم. ثم انتقلت إلى نادي الكرخ بطلب من المرحوم كريم سلمان لأعمل كمساعد له، رغم أنني كنت مدربًا أولًا في الصناعات الكهربائية، وهذه التجربة أعتز بها كثيرًا.

 كيف تقيم تجربتك حتى الآن مع الكرخ؟ وهل تشعر أنك تحقق ما تطمح إليه؟

- التقييم يأتي من إدارة نادي الكرخ. استلمت الفريق ثلاث مرات في ظروف صعبة ونجحت في كل مرة بإنقاذه من الهبوط. الفريق يمتلك 6 محترفين، ونحن مستعدون للمنافسة. الفوز بكأس العراق إنجاز تاريخي للنادي، ولم يكن ليتحقق لولا جهود الطاقم التدريبي واللاعبين.

ظروف صعبة

 ما التحديات التي واجهتك عند تولي تدريب الكرخ في هذا الموسم؟

- هناك الكثير من التحديات، أبرزها الظروف المادية الصعبة التي أجبرتنا على الاستغناء عن لاعبين مهمين مثل مهند أبو طه، حمزة عدنان، ووكاع رمضان. ورغم ذلك، تمكنا من تكوين فريق منافس وابتعدنا عن مراكز الهبوط، وهو إنجاز شخصي لي كمدرب.

 نادي الكرخ معروف باعتماده على الشباب، كيف تتعامل مع هذا الواقع؟ وهل تراهن على هذا الجيل؟

- نعم، هذه استراتيجية يتبعها رئيس النادي الأستاذ كريم حمادي والمرحوم كريم سلمان. ننتج اللاعبين ونصدرهم للأندية الأخرى. هذا الموسم بدأنا بتجهيز بعض اللاعبين الشباب للموسم القادم مثل حسين فاهم، سجاد حسين، حيدر علي، وأمير شهاب، وهم سيكونون عماد الفريق.

 لفريق يقدم أداءً جيداً أمام الفرق الكبيرة رغم قلة الخبرة، ما السر في ذلك؟

- لا يحتاج اللاعب إلى تحفيز في المباريات الكبيرة. تغلبنا على الزوراء والقوة الجوية وخسرنا بصعوبة أمام الشرطة. السر هو القراءة الصحيحة للمدرب والخليط المتجانس من الشباب والخبرة.

 ما هو تقييمك لأداء الفريق حتى هذه اللحظة؟ وهل هناك نقاط تحتاج إلى تطوير معين؟

- التقييم العام جيد، لكننا فقدنا نقاطًا بسبب قلة الخبرة. نحتاج إلى بعض المحترفين والمواهب الشابة كي نمضي قدمًا. الوقت كفيل بتطوير الفريق، والتوفيق يبقى عنصرًا مهمًا في كرة القدم.

 ما هي فلسفتك التدريبية؟ هل تفضل اللعب الهجومي أم التوازن التكتيكي؟

- في البداية لم أتمكن من تطبيق فلسفتي، لكن مع الوقت نفذنا أفكارًا مثل الدفاع المنخفض والتحولات الهجومية أحب أسلوب الاستحواذ وتدوير الكرة، لكن التوازن الدفاعي ضروري لأننا فريق غير جماهيري ومطالبون بنتائج.

 كيف تستعد لمواجهة الفرق الجماهيرية مثل الزوراء والطلبة والقوة الجوية؟

- لاعبونا يتألقون في هذه المباريات لأنها تمنحهم فرصة للانتقال لأندية أكبر. هذا الموسم فزنا على الزوراء والقوة الجوية، وأحرجنــــــا الشـــــــــــــرطة والطلــــــــبة.

 ما المعايير التي تعتمدها في اختيار التشكيلة الأساسية؟

- طريقة اللعب تحددها نوعية اللاعبين نستخدم أحيانًا 5-2-3-1 التي تحتاج إلى جهد بدني عالٍ، وأحيانًا 4-4-2 وهي طريقة تقليدية مرنة. الأهم هو تنفيذ الواجبات.

منظومة فار

 كيف تقيّم مستوى الدوري العراقي هذا الموسم؟

- الدوري العراقي بتطور مستمر، وأصبحت الفرق الصغيرة تحرج الكبار. إدخال منظومة VAR وتحسن البنى التحتية ساعد كثيرًا، لكننا نحتاج إلى جدول سنوي منظم لتسهيل عمل المدربين.

 هل ترى أن هناك دعم كافٍ للمدربين المحليين من إدارات الأندية؟

- بعض الإدارات تدعم المدرب المحلي وأثبتوا نجاحهم، لكن هناك من يفضل المدرب الأجنبي، وهذا حق مشروع. تبقى المسألة مرتبطة برؤية الإدارة.

 ما هي طموحاتك الشخصية كمدرب على المدى القريب والبعيد؟

- طموحي هو تحقيق الألقاب، لكن هذا يرتبط بطموحات الإدارة. شخصيًا، أحلم بتدريب أحد المنتخبات الوطنية.

 هل تفكر بخوض تجربة تدريب خارج نادي الكرخ أو حتى خارج العراق مستقبلاً؟

- النتائج تتحكم بمصير المدرب، وكل المدربين يحلمون بالاحتراف الخارجي، لكن الظروف المحيطة هي التي تحدد مستقبلنا.

 ما رسالتك لجماهير نادي الكرخ؟

- رغم قلة عددهم، أقول لهم نحن نعمل بجد ونجتهد كثيرًا. أغلب لاعبينا من الشباب ويحتاجون لجهد كبير شكرًا لدعمكم المتواصل.

 من هو المدرب الذي تأثرت به أكثر في مسيرتك؟

- تأثرت كثيرًا بالمدرب العراقي عدنان حمد. أما من حيث الفلسفة التدريبية فأنا معجب بأسلوب بيب غوارديولا، واطلعت على كتبه الإلكترونية. كما يعجبني أسلوب الأرجنتيني مارسيلو بيلسا.

 ما الذي ينقص كرة القدم العراقية لتعود إلى سابق مجدها في رأيك؟

-نحتاج لمواكبة التطور الآسيوي والعالمي، والاهتمام بالمواهب الفطرية والقاعدة يجب اختيار مدربين على مستوى عالٍ، والابتعاد عن الخلافات الإدارية. كما أن ملاعب التدريب عنصر أساسي لتطور الكرة العراقية.