أَبْعد اللعنة عن نفسك

حسين الصدر

 

.لا أدري لماذا يبلغ التنكر للمعروف ذروته فيمتنع من أًسدي اليه المعروف حتى عن كلمة شكر واحدة ؟

انه الجفاء ،

وانه الشح ،

وانه الانقلاب على كل ما تقتضيه الأخلاق والآداب .

-2-

قد ترسل كتاباً الى صديق تشعره بحبك له فيبخل عليك بكلمة يثمن فيها هديتك له ، ويلتزم الصمت وكأنه أخرس لا يقوى على الكلام .

وهذا الموقف موجع ومؤلم .

-3–

وقد تبذل جهدك وجاهك لايجاد عملٍ لأحد العاطلين عن العمل وبهذا تنقله من خندق الى خندق .

تنقله من خندق البطالة الى خندق الاطمئنان على رزقه ، وهو يلوذ بالصمت وكأنَّ ما جرى لا يتعلق به من قريب او بعيد ..!!

-4-

وقد ترى طالباً يعجز عن دفع أجور الدراسة في احدى الكليات فتبادر الى إعانته ودفع الأجور عنه في موقف انساني نبيل يقطر حنانا ولطفا ولا تسمع منه رغم ذلك شيئا يشعرك بتقديره لموقفك ..!!

وهنا نتذكر قوله (عليه السلام) :

{ لعن الله قاطعي سبيل المعروف ،

قيل :

وما قاطعوا سبيل المعروف ؟

قال :

الرجل يُصنع اليه المعروف فيكفره ، فيتمنع صاحبه مِنْ أن يصنع ذلك لغيره } .

-5-

والامتناع عن اسداء المعروف لا يرضى به المؤمن الحصيف .

اسمع ما قاله الامام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عله السلام)

{ اصنعوا المعروف الى كل أحد فانْ كان أهله ، والا فأنتَ أهله }

وفي العراق الجديد ابتلى المواطنون  بنمط ممن تربع على المناصب ولم يسد معروفا الاّ لخاصته وأقربائه والمنتمين الى الجهة السياسية التي انضم اليها دون سواهم في مفارقة أخلاقية وإنسانية واجتماعية يندى له الجبين خجلا .

                                -6-

واخيراً :

فان اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة

نسأله تعالى ان يجعلنا واياكم منهم فانه الموفق والمعين والهادي الى الصواب .