وعندما يغيب الرقيب
حامد الزيادي
قال تعالى «.. وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا « [الأحزاب:52]
ان حالة الانفلات والفوضى المالية والإدارية والاخلاقية تتفاقم وتهدد بنية المجتمع وتقوض اركانه عندما يغيب الرقيب الذاتي ويتجرد من الأخلاص والمسؤولية مما ينعكس سلبا على الرقابة ألشعبية و الرسمية كونها تنطلق من الذات اولا وتتسلل الى مفاصل الحياة وعموم نواحي المجتمع فمن يتجاهل أهمية وخطورة هذه الحلقة ويحاول اضعاف وتغييب دور الرقابة الذاتية و المجتمعية والتي تمثل ضمانة لحماية الحقوق العامة والخاصة والدعامة الأولى لخلق مجتمع متماسك ورصين ، وبدون ذلك سينخر الفساد والتخلف والانحراف جسد المجتمع،، وما نلاحظة اليوم من استهداف هذا المفصل الحساس ومحاولة تحييده أو اختراقه ومصادرة دوره عبر طرق مشبوهه تشكل خلل وتعطيل عندنا يتم تفريغ المحتوى الأخلاقي المناط به واستبداله بمحتوى بعيد تماما عن مهامه الأساسية كي يصبح وجوده من عدمه واحد ناهيك عن عملية الخداع والاستغفال في تمرير المخالفات والخروقات عبر بوابة الالتفاف على الرقيب نفسه!!
امام تعدد وتنوع الجهات الرقابية ويرجع ذلك للكسب الحرام الذي بات هم الفاسدين وما نراه من تفشي وتعدي على المال العام والخاص هو بسبب غياب الرقيب والقفز على كل الشرائع السماوية التي حذرت من تعطيل الرقابة الهادفة التي تحمي وتصون الحريات والحقوق بدل التشكيك والسخرية من عملها ولا نريد أن نخرج من سلطة الرقيب التي صادرت الحريات الي سلطة التجاهل والتجهيل حتى تجرأ من سولت له نفسه ان يعيث الفساد بالأرض فقضية تفعيل اليات الرقابة ألشعبية ناتجة من الرقابة الذاتية ومثلما تجاوز المخالفون أدوات الرقابة البدائية صاروا أكثر جراة على تجاوز التقنية الحذيثة من كامرات المراقبة والأبواب المشفرة وغيرها لهذا نقول ان الرادع ذاتي قائم على احترام النظم والشرائع القانونية والأنتماء الصادق للمجتمع وينبغى أن يراقب الإنسان نفسه قبل العمل وفى العمل..هل حركه عليه هوى النفس أو المحرك له هو الله تعالى خاصة؟ فإن كان الله تعالى، أمضاه وإلا تركه، وهذا هو الإخلاص.