السلوك السوي والشيطاني
سعد جهاد عجاج
لا يكاد يمضي يوم الا وتطل علينا اخبار مفجعة ومفزعة تضرب عمق الثقة الاجتماعية ونتمنى ان يكون اخرها، ولو ان المثل يقول «ما كل ما يتنمى المرء يدركه»، خبر العميد في احدى كليات البصرة وسلوكه الفاضح الذي لا يليق الا بوصف السلوك الشيطاني. هنا لا بد من الوقوف والتأمل في الحالة والمسببات والمآلات وهل ان هذه الحالة محصورة بشخص وزمان ومكان ومؤسسة ام انها متكررة وبأشكال متعددة. يعتقد الكثير انها حالة فريدة من نوعها ولهذا كانت الصدمة بالنسبة لهم كبيرة والحقيقة انها تحدث ولكن بأشكال واساليب مختلفة. بطبيعة الحال ليس هناك دخان بلا نار وما سمعناه ورأيناه ليس وليد اللحظة وانما كانت هناك نوايا خبيثة واوليات وتمهيد ووقت ومكان وتكرار ومراودة وخضوع واستسلام من كلا الطرفين حتى وصل الامر الينا بهذا الشكل الدنيء. تتعرض النساء في الكثير من الدوائر الى الابتزاز والاذلال ولا تنجز اوراقها حتى تقدم نفسها لموظف او مسؤول على طبق من ذهب. نسمع الكثير من القصص التي يشيب لها الراس حتى وصل الامر ان المرأة حين تطلب الطلاق في المحكمة تتم مساومتها واستدراجها من قبل البعض بمقابل تسهيل اجراءات الطلاق. ان البيئة الجامعية ليست بيئة ملائكية كما بقية البيئات ولكن يفترض ان يكون راس الهرم فيها اشبه بالملاك ليكون قدوة ومفخرة لغيره لكن للاسف ضعف الوازع الديني وتمكن الشيطان وسيطرته على البعض جعلهم لا ينظرون للمقابل الا نظرة شيطانية اردتهم ونُكِصوا على اعقابهم حتى رُدوا الى ارذل العمر واي رذالة كهذه يذيع صيتها بين الملا. لا بد من فلترة القيادات لتكون مثابة وقدوات وانفاذ القانون لكي لا ينفرد البعض بإجراءاته التعسفية التي تكون حبالا وشركا يقع فريسته الكثير وليقطع الطريق امام من يتصيد بالماء العكر ولا ننسى القصاص من المجرم ليكون عبرة لغيره مهما علا شانه.