مشروع حل الحشد الشعبي
وليد عبد الحسين
جلسنا نحتسي شاياً وكعادة العراقيين هذه الأيام وأيامًا أُخر لن تفارق السياسة أحاديثنا، ولكل منا رأي واتجاه ومشرب.
تباحثنا يوم أمس في مدى أحقية مرشحي محافظتنا واسط في الفوز بعضوية مجلس النواب، وقلبنا صفحات كثير من المرشحين الجدد ومدى أهليتهم لتمثيل الجمهور في أعلى سلطة تشريعية ورقابية في الدولة، وما منجزات كثير من النواب الحاليين الذين تصدّوا ثانية للترشح، وكان من ضمن من ناقشنا مسيرته النيابية السابقة، نائب حالي ومرشح الآن، ملأ وسائل الإعلام أحاديث وصياحًا وتصريحات مفادها حلّ الحشد الشعبي وإلغاء الفصائل وما إلى ذلك من موضوعات لعب على وترها في الانتخابات السابقة وفاز في عضوية مجلس النواب، ولكن انقضت سنواته الأربع وتحدث وتباكى وتعالى صوته ولم يستطع حلّ فرع في قضاء تابع لمؤسسة الحشد في محافظته فضلًا عن حل مؤسسة الحشد الكبرى التي تعمل وفق قانون صادر من مجلس النواب وهو عضو سلطة تشريعية، يعرف أن القانون لا يلغى إلا بقانون ولا أعتقد أنه قادر داخل مجلس النواب أن يمرر ذلك، اللهم إلا التمني والتعويل على التدخلات الأجنبية وهذا عمل عصابات ومؤامرات لا عمل برلمانات وسياسة.
لم نفهم من سيادة النائب والمرشح كيف نحل مؤسسة الحشد وكيف ننظم الوضع الأمني في البلاد وما دوره الرقابي على هذه المؤسسة وهل كل مؤسسة تحصل فيها خروقات ومفاسد تُحل!
على كلامه يجب حل جميع مؤسسات الدولة لأنها تتشابه مع مؤسسة الحشد في وجود مثل هذه المخالفات!
مشاريع النائب الأخرى بخصوص الصحة، الاقتصاد، تعديلات القوانين البالية، الرقابة على عمل الوزارات، متابعة شؤون المواطنين، وغيرها، أنا ابن محافظته ولم أسمع من ذلك شيئًا فكيف سأقتنع أنه يستحق أن يمثلني أربع سنوات قادمة وهو ليس لديه سوى أن يظهر في الفضائيات ويطالب بحل الحشد، لماذا لا يعمل له ستوديو داخل بيته ويتفرغ لتصوير أحاديثه عن ذلك ويترك مجلس النواب للعاملين الميدانيين الجادين في تقديم شيء يُذكر للبلاد والعباد.
هذه خلاصة آرائي في أمسية الشاي مع بعض الأصدقاء يوم أمس، فانفضّت جلستنا دون أن نصل إلى نتيجة، لأننا عراقيون وليس لدينا القدرة في البحث عن الحقيقة وإنما كل منا رسّخ فكرة ورأيًا وتوجهًا في دماغه ولا يبحث سوى عما يعزز حبه لها وبغضه لغيرها، فما عاد الحوار والنقاش سوى تسلية للوقت، وهنيئًا للنائب الذي يرفل بامتيازات عضو مجلس نواب وحصانة وحمايات وأموال ولا يقدم شيئًا سوى أحاديث مصورة في وسائل الإعلام حاله حال وليد الجبر المسكين الذي يحدث متابعيه بكاميرا جهازه المحمول ولا يملك سلطة ولا امتيازات ولا حصانات!!
محام