الصين تتصدّر قائمة مستوردي النفط العراقي أمام الهند وكوريا
بغداد تبحث بدائل للغاز إذا جدّدت واشنطن رفض عقد تركمانستان
بغداد - قصي منذر
كشفت وزارة الكهرباء، عن إجراء مباحثات مع الجانب الأمريكي بشأن استيراد الغاز التركمانستاني، مؤكدة أنها ستلجأ إلى عدة بدائل في حال فشل المفاوضات.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في تصريح أمس إن (استيراد الغاز التركمانستاني، محل بحث لاستحصال الموافقات من الجانب الأمريكي، لإقناعهم بأن الاستيراد مخصص لسد الحاجة المحلية، ريثما يبدأ الإنتاج الوطني للغاز، وأن ذلك لا يؤثر على العقوبات المفروضة على إيران باعتبار أن العقد يتعامل مع دولة تركمانستان).
نقص مزمن
وأضاف إن (محاولة العراق لتخفيف نقص الكهرباء المزمن باستخدام الغاز التركمانستاني، عبر إيران فشلت تحت ضغط أمريكي، ما دفع بغداد للبحث عن بدائل لضمان استمرار الطاقة الكهربائية)، وأوضح موسى إن (البدائل كثيرة، ومنها إنشاء منصات لتحميل الغاز المسال في أم قصر وخور الزبير والموانئ العراقية الأخرى)، متوقعًا إن (تدخل هذه المنصات الخدمة قبل ذروة الصيف المقبل، بالإضافة إلى تفاهمات مع الجانب القطري والعماني لتوريد الغاز لحين اكتمال الإنتاج المحلي).
ولفت إلى إن (الوزارة وقعت مجموعة عقود لإنتاج المحطات الدورة الحرارية التي تعمل بالوقود المحلي، وكذلك المحطات الدورة المركبة التي لا تحتاج إلى وقود).
وكان من المقرر أن تُصدّر تركمانستان الغاز، إلى العراق عبر إيران بموجب اتفاق مبادلة الغاز، حيث ستستلم إيران الغاز وتزوده للعراق، إلا أن ذلك يشكل انتهاكًا للعقوبات الأمريكية على طهران، ويتطلب موافقة واشنطن التي لم تصدر حتى الآن، في ظل تصعيد إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، لحملة الضغط الأقصى على إيران.
ووقعت الوزارة في 19 تشرين الأول الماضي، اتفاقية مع تركمانستان لتوريد كميات تصل إلى 20 مليون متر مكعب يومياً، على أن تقوم شركة لوكستون إنرجي السويسرية بتوريد الغاز للعراق عبر شبكة خطوط الأنابيب الإيرانية باستخدام آلية المبادلة لتيسير النقل. لكن الحكومة العراقية، قررت تعليق العمل بعقد استيراد الغاز المبرم مع تركمانستان، بسبب معارضة الولايات المتحدة الأمريكية لاحتواء العقد على بند يتيح لإيران الحصول على ربع الكمية الموردة عبر أراضيها.
ويعاني العراق من نقص حاد في الطاقة الكهربائية نتيجة قلة الوقود لتشغيل المحطات، إضافة إلى قدم شبكات التوزيع. فيما هبطت غالبية صادرات العراق، من النفط الخام المنقول بحراً إلى الدول الآسيوية، مع حصول الصين والهند وكوريا الجنوبية على الحصة الأكبر خلال شهر أيلول الماضي، وفقًا للأرقام الرسمية.
وأوضح تقرير أمس إن (الصين استوردت 1.106 مليون برميل يومياً، بزيادة 34 ألف برميل يومياً عن نفس الفترة من العام الماضي، بينما بلغت صادرات العراق إلى الهند 873 ألف برميل يومياً بزيادة 39 ألف برميل يومياً مقارنة بشهر ايلول 2024، في حين سجلت كوريا الجنوبية استلام 293 ألف برميل يومياً بزيادة 6 آلاف برميل يومياً عن العام الماضي)، وأضاف إن (الدول الأوربية، شهدت ارتفاعاً في وارداتها من النفط العراقي، إذ استوردت اليونان 197 ألف برميل يومياً، مقارنة بـ192 ألفاً في ايلول 2024، بينما قفزت واردات فرنسا إلى 134 ألف برميل يومياً مقابل 45 ألفاً في نفس الشهر من العام الماضي).
دعم الاقتصاد
وأشار التقرير إن (صادرات النفط العراقي تواصل دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز دور العراق في أسواق الطاقة العالمية، مع تركيز واضح على تلبية الطلب المتزايد من الدول الآسيوية والأوربية على حد سواء). وارتفعت أسعار خام البصرة بنوعيه الثقيل والمتوسط، مع صعود أسعار النفط في الأسواق العالمية. وسجلت أسعار خام البصرة الثقيل 59 سنتا بما يعادل 0.93 بالمئة، ليصل إلى 63.80 دولاراً، كما ارتفعت أسعار خام البصرة المتوسط 59 سنتا بما يعادل 0.91 بالمئة، ليصل 65.35 دولاراً. وكانت العقود الآجلة لخام برنت، قد سجلت زيادة بنحو 23 سنتاً، أي ما يعادل 0.35 بالمئة، لتصل إلى 65.70 دولاراً للبرميل، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 21 سنتاً، أي ما يعادل 0.34 بالمئة، ليصل إلى 61.90 دولاراً للبرميل.