الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إنتخابات عراقية بنكهة أمريكية

بواسطة azzaman

إنتخابات عراقية بنكهة أمريكية

عبدالجبار الجبوري

 

لم يبقْ على موعد الإنتخابات العراقية ،سوى شهر ونصف،والأحداث تتسارع في العراق،فبعد التموّضع الأمريكي، وإنسحابه من قاعدتي عين الأسد وفكتوريا بمطار بغداد،الى قواعد بديلة له في أربيل وسوريا،وإخلاء السفارة الأمريكية من الرعايا والسفير،حفاظاً عليهم من قصف وهجوم متوقع، من الفصائل العراقية المسلحة الولائية ،التي تهدّد بإقتحام القواعد والسفارة كل يوم،أمس حملت الأخبار موافقة الكونغرس الأمريكي،على وضع أربعة فصائل ولائية عراقية، على لائحة الإرهاب الدولي،بعد أن كانت قد وضعت منظمة بدر والعصائب، وزعميهما على اللائحة قبل عام، وهناك تسريبات أنهما سيلحقان الفصائل الأربعة في لائحة الإرهاب الدولي،هذه الخطوة الأمريكية المريبة ، تشيء بإكتمال السيناريو الأمريكي القادم في العراق ، بعد الإنتخابات وقبلها،في وقت مازال الجيش الإسرائيلي الصهيوني، يشنُّ حملات جوية وبرية عسكرية مدمرة ،في مدن غزة والضاحية وصنعاء والحديدة وغيرها ،مستخدماً إستهداف القيادات العسكرية ،لحزب الله وحماس والحوثي( عملية قصف قادة حماس بقطر،ووقصف حكومة اليمن ، واغتيالات يومية لقادة حزب الله)،وهناك معلومات متداولة ،ورسائل إستلمها السوداني بنفسه، تحذّر فيها بأن إسرائيل تتهيأ لقصف الفصائل الولائية في العراق،بمعنى إن الهدف الصهيوني القادم،هوالفصائل العراقية،لهذا الرسالة وصلت لقادة الفصائل،وردّوا عليها،(بأن أمريكا تحت أقدامنا)،وفي هذه الأجواء الساخنة إقليمياً ودولياً،حرب أوكرانيا تتصاعد صفحاتها، وإجتماع القمة الصينية الروسية والكورية الشمالية ،التي وصفها الرئيس ترمب بأنها(مؤامرة على امريكا)، لها تداعيات على الأوضاع الداخلية الأمريكية،أبرزها إغتيال ابرز داعمي ترمب ،في وضح النهار،اليميني جارلي كيرك،والتي هزت الشارع الامريكي ،وكذلك الأوضاع الأمنية والسياسية المنفلتة ،في لبنان وغزة وسوريا واليمن،تأخذ الاوضاع السياسية في العراق، الحيز الاكبر في إهتمام إدارة ترمب، وحكام نظام طهران ،وخاصة المرشد الأعلى الخامنئي،فهناك صراع سياسي وعسكري محتدم ومصيري، بين أمريكا وإيران في العراق، بعد إنكفاء الدورالايراني في سوريا ولبنان واليمن،يضع العراق في عين العاصفة الامريكية – الإيرانية،وأقصد بها الانتخابات العراقية المقبلة، والتي ستكون الحد الفاصل بين زمنين، الزمن الأمريكي أو الزمن الإيراني،فالطرفان يعملان بكل قوتهما،على الفوز بأخذ النفوذ الأكبر بعد الإنتخابات، والسيطرة والهيمنة على قراره السياسي والاقتصادي،هذا الصراع أصبح مكشوفاً، بدخول الطرفين في دعم الكتل والقوائم الانتخابية،بكل قوتهما،للفوز (بالكعكة)، إذن هي معركة إنتخابية غيرمرئية،يشهدها الشارع العراقي،ووهناك تدخل تركي وخليجي ولو بدرجة أقل وخجول،فإيران تدعم وتموّل قوائمها ،في جميع محافظات العراق،بأسماء وطنية براقة ،تصطاد بها السذج من الشخوص، الذين يسيل لعابهم للسحت الحرام،يقود هذه القوائم والكتل أحزاب طائفية تابعة لها، في حين تدعم إدارة ترمب قوائم وكتل أخرى، بكل ما أُوتيت من قوة وإعلام ومال،وهذا واضح في محافظات الانبار ونينوى وديالى وبغداد وصلاح الدين،وبعض محافظات الوسط ،الرافض للوجود الإيراني،إذن مانشهده هو حرب إنتخابية حقيقية،الرابح إمّا أمريكا أو إيران، والخاسرهو الشعب العراقي،لهذا نرى إجراءات أمريكا صادمة ،في إصرارها على تغيير جيوسياسي مؤكد في العراق بعد الانتخابات،هذا التغيرهو التغيير الناعم ،الذي يعتمد على إستخدام الجزرة والعصا،فالعصا هي العقوبات الامريكية التي تهدد بها حكومة السوداني ،التي ستمنع دخول الفصائل الموضوعة على قائمة العقوبات والارهاب الدولي،في المشاركة في الانتخابات، وهذا سيشمل زعماء الفصائل، وأسماء زعماء الاحزاب،التي لها فصائل مسلحة،في خطوة التغيير الناعم ،التي ستنفذها إدارة ترمب قبيل الإنتخابات،وتُبعد الفصائل والأحزاب عن الاشتراك في الإنتخابات،وربما تنفذ إسرائيل تهديدها، ضمن إستراتيجية الرئيس ترمب، في انهاء دور الفصائل والحشد الشعبي، في البدء بقصف مقرات وإجتماعات للأحزاب والفصائل، كما حصل مع إجتماع زعيم حزب الله وقادته العسكريين، وإجتماع حكومة اليمن وقادتها،وهذا هو السيناريو الأقرب لإسرائيل وأمريكا، بعد إنسحابها من قواعد عين الأسد وفكتوريا، وغلق سفارتها ببغداد،وفرض عقوبات على الفصائل،إذن القرار الامريكي الأخير، هو وضع حكومة السوداني والأطار التنسيقي، وحتى إيران في حقيقة الأوضاع ،وفي قلب الأحداث لا خلفها،بل من أولوياتها في المنطقة، لأن العراق أصبح لأمريكا، هو الخندق الأخير لإيران ، التي إذا ما إنتهى ستنكشف عورة إيران، وتبقى وحيدة أمام إسرائيل وأمريكا وحلفائها، وإن مدة( 30يوما) قد تنتهي بعد أسبوع، لفرض أوروبا حصار تأريخي على طهران، بما يعرف(آلية الزناد)،يجيء هذا وتعثر العلاقات بين طهران ووكالة الطاقة الذرية الدولية ،ومنع دخول مفتشيها الى مواقع إيران النووية،كل هذه الأحداث والمعطيات،تجعل المنطقة كلها على كف عفريت، لايمكن التكهن بمصير المنطقة ،بعد إنتخابات العراق، فكل شيء سيتغير بالتأكيد، ويبقى قطب واحد متنفذ في المنطقة،فلعبة جرّ الحبل ،بين طهران وواشنطن، ستنتهي بإنتهاء إنتخابات العراق، ولهذا نحن لانعوّل على اي من الطرفين ،في جلب الخير للعراق، فلكل منهما مشروعه التدميري للعراق،ولكن التعكّزعلى أحدهما ،والإستقواء به ،هو شرّ لابد منه، لدى السلطة في العراق، وحتى الشعب العراقي،المغلوب على أمره ،وهو بين عدوّين تاريخيين ،لايريد ايّ منهما الخيرللعراق والعراقيين،إن إنتخابات العراق المقبلة ،سيتحكم بها ترمب ، وهو من سيشكّل الحكومة المقبلة، وليس الإطار،بعد رفع العصا بوجه إيران وفصائلها،وهذا هو الحل الأسهل لترمب ،في تنفيذ قراره حلّ الحشد الشعبي،ونزع سلاح الفصائل الولائية، والتي ستتخلى عنها طهران،بأول فرصة تضمن عدم عودة الحرب عليها،قرار الرئيس ترمب ماض في تنفيذ بالقوة الناعمة أو بالقوة الخشنة، ونقصد قصف مقرات ومواقع ومعسكرات الفصائل ، ومنع مشاركتها والحشد في الانتخابات ،هذا هو سيناريو ترمب الأخير،فلم يعدّ هناك لترمب مايخشى منه في العراق،لقدهدد بإيقاف كل تعاون عسكري، وأمني وإقتصادي ومالي مع حكومة السوداني، وسحب جيشه ورعاياه من العراق،والآن سيتفرغ لمن هو خارج القانون، وللسلاح المنفلت،حسب توصيفه،ويطبق خطته في التغييروالسيطرة على نتائج الإنتخابات، بعد إقصاء مايمكن إقصاؤه من أحزاب ولاؤها لإيران ،وفصائل ولائية وشخصيات ولائية، لرؤساء كتل إنتخابية ،اليوم الإطار التنسيقي، وحكومة السوداني في مأزقوفي أضعف حالاتها ،بين نارين، نارالفصائل وتهديداتها لامريكا وإسرائيل، ونارترمب،وإصراره على إجراء التغيير الجيوسياسي الناعم في العراق،للحصول على نفوذ أوسع في العراق، وطرد وإنهاء النفوذ الإيراني الى الأبد، نعم ستكون الإنتخابات العراقية المقبلة ،بإشراف الرئيس ترمب وحده، وهو من سيشكّل الحكومة العراقية المقبلة، والأيامُ حبلى بالمفاجآت....!!! 

 


مشاهدات 407
الكاتب عبدالجبار الجبوري
أضيف 2025/09/24 - 3:04 PM
آخر تحديث 2025/09/26 - 11:08 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 563 الشهر 19219 الكلي 12037092
الوقت الآن
الجمعة 2025/9/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير