الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
شجوني مع الحياة .. قصة حقيقية بطلتها أم علي 

بواسطة azzaman

شجوني مع الحياة .. قصة حقيقية بطلتها أم علي 

عباس سليم الخفاجي

 

قصتي ليست كبقية قصص النساء لكثرة الألم والشجن الذي أصابني، حتى بدأ الشيب يغزو قمة رأسي ووصل إلى أعماق قلبي، ولم يكن في مخيلتي يوماً من الأيام أن ارتبط بشخص عابر (بمعنى زواج تقليدي) إلا أن القدر ساقني إلى ذلك الواقع المرير.

بدأت قصتي حينما كنت طالبة جامعية في المرحلة الثالثة من كلية الإدارة والاقتصاد، ولكوني من عائلة متواضعة وميسورة الحال وكبقية الشابات انتظر فارس أحلامي الذي استقر معه ويغمرني بالسعادة كما هي أحلام المراهقات ومثلما نراه في المسلسلات والأفلام الرومانسية.

وذات يوم تقدم لخطبتي شخص غريبٌ عن عائلتي يعمل في مهنة التدريس ويكبرني ب خمسة عشر عام فأنا من مواليد 1979 وهو من مواليد 1964، رفضته بشدة بادئ الأمر وبعد مرور مدة من الزمن وبوساطات عائلية من قبل والدي ووالدتي رحمة الله على نفسها الزكية التي رأت بهذا الرجل انه مناسب، لكونه يلبي احتياجاتي وسيسمح لي بإكمال دراستي الجامعية كما وعد وتعهد، ولعديد من الضغوطات من الأهل والأقرباء وافقت على زواجي منه لكثرة تردده على أهلي، ولا اعرف ماذا أقول هل هو طيش شباب أم حُلم أم لحظة ضعف في تلك الفترة التي تمر بكل شابة.

بفترة الخطوبة تعهد لي بإكمال دراستي الجامعية مما جعلني أفكر كثيراً بهذا الزوج الذي يُعتبر مثالي لبعض النساء خاصة ونحن في مجتمع شرقي يحِدُ من حركة المرأة، (وصارت القسمة مثلما يقال) ودخلت معه عش الزوجية، وما هي إلا برهة من الزمن وإذا به يطلب مني ويُصر على ترك دراستي ويُنكل بوعوده السابقة بحجة الحَمل وتربية أطفال المستقبل.

حملت منه بتوأم، وولدت بنت وولد بولادة مُبكرة، وبعد مرور ساعة من الزمن توفيا الطفلان لكونهم ولدا في الشهر السابع من الحمل، ونتيجة لتلك الصدمة بقيت سبع سنوات دون حمل مرة أخرى، وبعدها رزقي الله بابني (علي) وحالياً هو في الصف السادس الابتدائي، وبعدهُ بأربع سنوات رزقت ببنت وأسميتها (زينب) وهي الآن في صفها الثاني الابتدائي، وأخر العنقود (مريَم) وقد سجلتها تواً بالابتدائية.

وبعد ولادة مريم طفلتي الأخيرة تعرضتُ لوعكة صحية قاربت الشهر، وبعد مراجعتي لطبيبتي والمواظبة على العلاج تحسنت حالتي، حينها اكتشفت في تلك الفترة إن زوجي له علاقة مشبوهة مع إحدى بنات الليل الساقطات وعلِمت وتيقنت انه يخونني معها بعد مُضي 18 سنة من زواجنا.

وهنا بدأت رحلتي مع العذاب وجن جنوني في ظل رجل خائن كرست حياتي لخدمته وضحيت بدراستي وأفنيت شبابي من اجل إسعاده، وبعد ستة أشهر من المشاكل معترفاً بذنبه، حتى بات يُقبل أقدامي ويطلب السماح والعفو والصفح عنه مدعياً إن تلك المرأة ألشيطانه أغوته، دون أن اسمح لنفسي تقبل الاعتذار.

وبعد ذلك تبدلت وتغيرت طباعه للأسوأ حتى صار كذئب ووحش مفترس، يضربني ويشتمني ويعنفني جسدياً بل وصل به الأمر لمحاولة قتلي بإطلاق عيارات نارية من مسدسه الشخصي، مما اضطرني لترك المنزل بصحبة أطفالي والعودة لبيت أهلي.

والى اليوم صار خمس سنوات على انفصالنا، وبداية الأمر تركته بمصطلح (زعلانة يم أهلي لمدة 3 سنوات) وصار سنتين لطلاقي منه رسمياً، وبعد محاولاته العديدة بإرجاعي ومتوسطاً لدى أقربائه وأقربائي وعدد من شيوخ العشائر الأجلاء، إلا إنني صممت وما زلت على الانفصال وتركه، وهو اقل رد اعتبار لكرامتي ولطعنه خنجر الغدر بظهري مع أرذل خلق الله.

حالياً لم احصل منه على نفقة مطلقاً بسبب تمسُكي بأطفالي لأحافظ عليهم وأحسِن تربيتهم، بعد أن خرجتُ من داره دون أن احمل معي أي ملبس أو أثاث ما عدى حقيبة الطفلة الصغيرة مريم التي تحتوي على الحليب وعدد من ملابسها البسيطة، وحينها تنازلت عن مهري الحاضر والغايب أمام الناس وأمام قاضي محكمة الأحوال الشخصية، وكتبت بوقتها تعهُداً خطي بعدم مطالبتي له مستقبلا بأي نفقة أو تعويض.

اسكن في الوقت الحاضر مع أهلي في دار والدي برفقة أخي وعائلته، ومن جانبه أخي أسأل الله أن يكرمه هو من يصرف علينا ولم يُقصر بشيء يشهد الله رغم إمكانياته المتواضعة، أما الأخ الأخر فعلاقتي به شبه معدومة بسبب وقوفه مع زوجي وعدم موافقته على طلاقي والضغط علييّ من قبله للرجوع لبيت الزوجية، ومن سنة لأخرى التقي بأخي الأخر مرة أو مرتين وكأننا أغراب.

بالمناسبة اقسم طليقي ألا يتزوج بعدي على أمل عودتي له ومسامحته في يوم من الأيام، وحسب علمي المَ به المرض بعد طلاقي ويعاني حالياً من الجلطة ويشكو مرض القلب من خلال ما يصلني عنه من المعارف ومن شقيقته التي كنت أتواصل معها عن طريق برامج التواصل الاجتماعي الواتس آب، حتى أبلغتها في يوم من الأيام بعدم الاتصال، كوني لا أريد أن اسمع أخباره، إضافة لتواصل والدته معي والتي تُحبني وتدعو الله أن يغضب عليه بسبب تصرفه الغير أخلاقي الذي سبب هَدَمّ بيتنا وفرق العائلة.

أقسمت على نفسي أن لا أتزوج بعده، مع العلم لا مُعيل لي ولا أي راتب أو مساعدة من احد سوى مساعدة أخي وأخواتي في تربية الأولاد وتلبية احتياجاتهم من ملبس ولوازم الدراسة. وبصراحة أكثر لن ولم ادعه يرى أطفاله وهذا احد شروطي للتنازل عن مهري، فقط هو يتواصل مع ابنه الكبير بواسطة الموبايل، أما الطفلتان الصغيرتان زينب ومريم لا يعرفنّ الحقيقة ويجهلان والدهما بل ولا يُطيقنّ سماع صوته لكونهنَ لم يتعرفا عليه منذ الصغر، وبدوري أتحدث مع ابني علي حين سؤالي عن والده وأحاول طمأنته.

لم أفكر بالعودة له إطلاقاً رغم حاجتي الماسة للمال وحاجة ابنتي مريم لعملية جراحية في القلب حسب استشارة الطبيب، وقد كرست حياتي لتربية أطفالي فقط ولم أفكر بالزواج مرة أخرى من رجل أخر خوفاً على أطفالي الذين افديهم بحياتي. ولم ولن أسامحه لأخر لحظة من حياتي وان فكرت يوماً بمسامحته فأخوتي وأقربائي لن يقبلوا بذلك بسبب العذاب والمرارة التي أصابتني منه وخاصة في الفترة الأخيرة والجرح الغائر بمشاعري وعواطفي كوني امرأة محافظة ومواظبة على زيارة العتبات المقدسة والتقرب إلى الله بمحمد وال بيته الأطهار.

هذه قصتي أحببت أن ارويها لكم وقد يلومني البعض لترك زوجي، وأنا على يقين إن البعض الأخر يوافقني الرأي والقرار بالابتعاد عنه، حيث صبرت عليه طول فترة زواجي وعلى الحلوة والمُرة وعشت معه وصنت عرضه وشرفه رغم الظروف التي مرت بي.

ولكل ما مررت به احمد الله واشكره لكونه ألهمني الصبر وجعلني قوية أمام نفسي وأمام الناس رغم الظروف الصعبة وقسوة الدنيا التي أذاقتني اللوعات وصعوبة العيش ومشاركة الحياة مع أخي الموقر وزوجته وأطفاله الذي يعامل أطفالي كمعاملة أطفاله.

وختاماً التمس منكم الدعاء لي ولابنتي الصغيرة مريم أن يشفيها الله ويبعد عني وعنها كل سوء وشر لكونها بحاجة ماسة لعملية جراحية لقلبها النقي، ورغم طمأنة الطبيب لي بعلاجها إلا أنني متخوفة وقلقة على سلامتها جراء تلك العملية.

مع أرق تحيات أختكم أم علي


مشاهدات 266
الكاتب عباس سليم الخفاجي
أضيف 2025/09/23 - 3:45 PM
آخر تحديث 2025/09/26 - 10:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 563 الشهر 19219 الكلي 12037092
الوقت الآن
الجمعة 2025/9/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير