الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
فخراً لأبي.. تكريماً لأمي

بواسطة azzaman

نقطة ضوء

فخراً لأبي.. تكريماً لأمي

محمد صاحب سلطان

 

كلمات عنوان هذه المقالة، إختزنتها الذاكرة قبل مدة، من موقف عابر حدث أمامي لطالبة جامعية على أبواب التخرج، جاءت لمحل خياطة صديق، طالبة منه أن يطرز هذه العبارة على وشاح تخرجها، وهو جزء من مستلزمات مراسم الاحتفاء، يرتدي فيها المتخرجون ملابس رسمية زاهية، وتلتحف أجسادهم بأرواب وقبعات خاصة، فيما تتدلى على الأكتاف أوشحة توسم بعبارات خاصة، تجسد عناوين وفاء، وربما شعارات تفصح عما في دواخلهم من محبة جارفة أو ولاء لقيمة عليا، شكلت حافزا ودافعا لإكمال دراستهم، وتقويم حياتهم، شئ ما تختزنه النفس وتنطبع به القلوب، وهذه الشابة المقبلة على التخرج من كلية القانون-الجامعة المستنصرية، أرادت بعبارتها هذه، أن تقدم جزءا من رد الجميل لمن أوجدها ومنحها إسمها بحياةكريمة، يعجز القول عن التعبير عنها.

هذا الموقف المعجون بالنبل والوفاء، دفعني لتناول موضوع (الأب)، رمزا وكيانا ودورا، فهو أكبر من كل الكلمات، وأعطر من حبات اللؤلوء ومن عناقيد الياسمين التي تعطر أجواء النفس المطمئنة وتزيد من بهاء حضورها، ومثلها لفظة (الأم) كونها أعذب ما تردده الشفاه، وأجمل صدى مملوء بالأمل والحب، ومصدر السعادة الأول، والصدر الذي نلجأ إليه، والحصن والقلب النابض بالحياة الذي يبذل كل ما في وسعه من دون مقابل، أليست هي من وضع الله سبحانه وتعالى، جنته تحت أقدامها، والتي قيل عنها، ان من يفقدها، يفقد الأمان والحنان في آن واحد، كونها تمثل أعظم وسادة في العالم، فمن يفقد أمه، فقد السند الذي لا يعوض،، لذلك فإن بر الوالدين واجب على الابناء، وهو طريق البركة والسعادة ورضا الله تعالى القائل في محكم كتابه (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)، فالحمد لله الذي جعل بر الوالدين، عبادة عظيمة بعد عبادته، فمن بر بوالديه رضا الله عنه، ومن عقهما خسر الدنيا والآخرة.

وفي العودة إلى ما كتبته تلك الطالبة التي نرجو لها كل الموفقية والنجاح في حياتها المستقبلية،نقول ونشاطرها الرأي، بأن فخر الإنسان بأمه وأبيه،يكون بالحب والإحترام والعمل الصالح الذي يشرفهما، وليس في الكلام فقط، فمن أحب والديه حقا، سعى أن يكون سببا في سعادتهما، وأن يرفع رأسيهما فخرا، بما يقدمه من خلق وعلم وعمل، وأن يسير على نهجهما الطيب، ويكمل مسيرتهما من خلال تقديم العطاء، حتى قيل (الولد على سر أبيه وأمه)، أي إن صلاح الإبن أو البنت هو مرآة لإخلاق الوالدين، وكلما أحسنا التربية كان فخرا لهما في الدنيا والآخرة.

أما القصص الغريبة التي نسمعها بين الحين والآخر عن (بشر) فقدوا إنسانيتهم، وجحدوا بحقوق الوالدين، حتى وصموا بالعقوق الذي يعد من أشد الذنوب وأقساها مرارة لقبح الفعل، لإنه جحود لجميل عظيم لا يقدر بثمن، ولهذا يذكرنا التاريخ بشواهده المليئة بالأحداث والوقائع، بأن من عق والديه، عاش حياة يكتنفها الضيق، لإن رضا الله مرتبط برضاهما، وسخطه بسخطهما، ولإجل ذلك ننصح شبابنا بصحبة النفوس الطيبة، فالأخيار يعينونك على الخير، ومجالستهم تطهر النفس، وتغرس فيك-كما يريدك والديك - المعاني النبيلة من صدق وتواضع وأمانة وإخلاص، فحين يسكن رضا الوالدين قلوبنا، يصبح كل شئ جميل ومتاح!..

 


مشاهدات 57
الكاتب محمد صاحب سلطان
أضيف 2025/11/15 - 1:18 AM
آخر تحديث 2025/11/15 - 2:51 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 99 الشهر 10405 الكلي 12571908
الوقت الآن
السبت 2025/11/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير