على وسادة ليلها أغفو
عبد الجبار الجبوري
ها..
أنذا.....
أفتحُ لَها..
أسرارَ قصائدي..
وخزائنَ قلبي المدفونة في بئر النسّيان...
وأبوحُ بما...
لم يستطعْ البحرُ البوّحَ..
في أيّ زمان...
حينما كانتْ نظراتي...
تسرقُ نظراتها...
وتدفنها بأعماقِ الليّل...
كي تخضرَّ بفمِها...
حروفَ قصيدتي..
ووجعَ الأوطانْ
كنتُ...
أمدُّ عيوني لقامِتها..
حينما تنهضُ وتدور إليّ..
كأن الدنّيا تدور بي...
فتأخذُني العِزّةُ بالفَرح...
وأمسِكُ..
خاصرةَ وجَعي...
وأفركُ...
عيْنا ليلي من السّهر...
وأزوغ من نظراتها..
كما تزوغ النجمة العاشقة..
ألمحُ ضحكتها المخبأة تحت لساني...
أفرش لها قصيدة..
فتجلسُ فوق ثراها..
وترحلُ..
كما يرحلُ البحرُ.
على صهوة قميصِها المُبلّل بالقُبُلاتِ..
يالَها..
قصائدي كمْ هي محْظوظةٌ مِثْلي...
حين تفتحُ السماءُ لهَا..
خزائنَ المَطر..
وتقولُ للأرضِ قِفي..
هذا أوانُ القُبَل...
تعالي..
ايتها المزروعة على شفاه الزمان...
وشوفي كم أحبّكِ..
كما لم يُحبّك...
أحدٌ قَبْلي..
تعالَي..
وهبتكِ أغلى مايملكُه الليلُ ...
أنجمهُ وأقمارهُ..
أفراحَهُ وأوجاعهُ..
أسماءه وسواد عينيه...
وهبّتكِ..
كلَّ شيءٍ...
حتّى قلّبي.
وقلتُ للرّيحِ..
فديتكِ..
السلام عليكِ..
تروحُ كلُّ قصائدي-فدوةً-لترابِ نعْليكِ...