فن الأثر في الإدارة
اسراء حازم حسن
في المشهد التربوي، لا يُقاس النجاح بكثرة التعليمات أو صرامة التنظيم، بل يُقاس بعمق الأثر الذي تتركه القيادة في نفوس من تعمل معهم ومن تعمل لأجلهم وهنا تتجلى المرأة القائدة بوصفها نموذجاً إنسانياً وإدارياً قادراً على صناعة التغيير الحقيقي داخل المدرسة، وامتداد هذا الأثر إلى خارج أسوارها. إن المرأة الواعية حين تقود مؤسسة تعليمية تصبح بيئة آمنة بسبب سيكولوجيتها الوجودية يشعر فيها الفرد بأنه مسموع ومُقدّر وتجد فيها المعلمة والمعلم مناخاً يشجعه على الإبداع ويمنحه مساحة للحوار والتطور فالأمان لا يتوقف عند الجدران، بل يبدأ من تعامل القائدة مع التفاصيل الصغيرة كابتسامة عند الصباح، كلمة دعم في اجتماع، موقف عادل في لحظة توتر بهذه التفاصيل يتشكل الأثر وتنمو الثقة والمرأة القائدة لا تكتفي ببناء الداخل، بل تمتدّ رؤيتها نحو الخارج، حيث تدرك أن المدرسة لا تنفصل عن محيطها الاجتماعي، وأن لأولياء الأمور دوراً لا يقل أهمية عن دور المعلمين لذلك، تفتح أبوابها للحوار، وتدعو الأسرة لتكون شريكاً في المسيرة لا متلقياً فقط وتعلم أن تماسك العلاقة بين المدرسة والمجتمع هو ما يضمن استمرارية النجاح وتحقيق الأثر طويل المدى.في فن الأثر لا تبحث القائدة عن التميز الفردي، بل تصنع تميزاً جماعياً يشعر به الجميع تُشارك وتُصغي تبني بنظرة ثاقبة وصبر طويل، فتتغير النفوس قبل الأنظمة وتتجدد الطاقة في كل زاوية من زوايا المدرسة.
لأنّه ينبع من قيادة تفهم جوهر التربية، وترى في كل فرد فرصة لبناء قصة نجاح جديدة.