تحذير طبي من مضاعفات خطيرة تسبّبها المركبات
المرور لـ (الزمان): لا غنى عن حزام الأمان للنجاة من الحوادث
بغداد - ابتهال العربي
الاحساء - زهير بن جمعة الغزال
دعا مدير إعلام المرور العامة٬ حيدر شاكر٬ الى تكثيف حملات التوعية، وفرض رقابة صارمة على الالتزام باستخدام حزام الأمان لجميع الركاب وليس السائق فقط، للحد من الخسائر البشرية على الطرق العامة٬ مؤكداً ان الضرر الذي قد يحدثه حزام الأمان على جسم السائق أثناء الحادث مثل الكدمات أو الخدوش يُعد بسيطاً جداً٬ مقارنة بالخطر المميت المتمثل في الاندفاع خارج السيارة أو ارتطام الرأس بعجلة القيادة أو الزجاج الأمامي، وهي احداث شائعة عند اهمال ارتداء الحزام. وحذر شاكر عبر (الزمان) امس من (مخالفة التعليمات المرورية لاسيما ارتداء الحزام للحفاط على سلامة الركاب٬ وتفادي العقوبة القانونية)٬ لافتاً الى (تشديد المديرية إجراءات المحاسبة حول عدم ارتداءه)٬ وأوضح شاكر انه (في حال المخالفة يتحمل السائق غرامة قدرها 50 الف دينار).
وسائل حماية
من جانبه٬ شدد الخبير في شؤون المرور والسلامة الطرقية، المقدم سيف الدليمي٬ على ضرورة الالتزام بحزام الأمان عند سياقة المركبات٬ مشيراً الى ان حزام الأمان يعد من أهم وسائل الحماية داخل المركبة. وأوضح الدليمي عبر (الزمان) امس ان (حزام الأمان يعمل على تثبيت السائق والركاب في مقاعدهم عند حدوث تصادم مفاجئ، مما يقلل بشكل كبير من احتمالية الإصابة البالغة أو الوفاة)٬ مبيناً ان (الدراسات الحديثة أثبتت أن استخدام حزام الأمان يقلل من وفيات حوادث السيارات بنسبة تصل إلى 45 بالمئة)٬ وأضاف الدليمي ان (الإصابات الخطيرة التي تحدث باستمرار تتجاوز نسبتها 50 بالمئة٬ وهو ما يجعل التزام السائقين به ضرورة قصوى، وليس مجرد إجراء قانوني)٬ بحسب قوله٬ مؤكداً ان (هناك تصور خاطئ لدى البعض بتسبب الحزام مضاعفات قد تضر الجسم، لكن الواقع أنه مصمم بطريقة مدروسة تضمن توزيع قوة التصادم على مناطق قوية في الجسم مثل الحوض والكتفين، مما يقلل من قوة الصدمة المباشرة ويمنع الإصابات المميتة)٬ وفقاً لتعبيره. على صعيد متصل٬ حذر طبيب مختص بمستشفيات الحمادي في الرياض٬ من متلازمة حزام الأمان في حوادث السير. وبين استشاري الجراحة العامة والجهاز الهضمي٬ مجد الحدادين٬ في تصريح امس انه (لاشك في تعزيز أحزمة الأمان انقاذ الأرواح، ولم يبد التقدم المُحرز في مجال الحماية في حوادث السيارات سوى القليل من التطورات في مجال سلامة الإنسان)٬ مشيراً الى (إيجاد تحسينات كبيرة مع تطوير أحزمة الأمان القابلة للسحب، والوسائد الهوائية متغيرة السرعة، ونظام الفتح الانتقائي للوسائد الهوائية٬ التي حالت دون وقوع العديد من الوفيات الناجمة عن إصابات الرأس وغيرها من الإصابات المميتة)٬ وأوضح الحدادين انه (ظهرت أولى تصاميم الأحزمة عام 1894، بعد تسجيل براءة اختراعها عام 1885، وصارت الأحزمة الأمامية من المعدات القياسية بحلول عام 1964، وبحلول عام 1973 تطور حزام الأمان إلى حزام ثلاثي النقاط)٬ منوهاً الى انه (بالرغم من أهمية استعمالها في المركبات من الحماية من إصابات الرأس الخطيرة وتقليل خطر القذف أثناء الاصطدامات بتثبيت الأفراد في مقاعدهم، لكن هناك أنماط إصابة محددة مرتبطة باستخدامها)٬
هياكل اساسية
وفقاً لما ذكر٬ وتابع الطبيب انه (يستقر حزام الأمان ثلاثي النقاط للبالغين على الكتف والصدر والبطن، وهذا يُمكنه من نقل قوة كبيرة إلى الراكب حسب آلية حركة الجسم، مما يؤدي الى صدمة حادة للهياكل الأساسية، وغالباً ما تُصيب الرقبة والصدر والبطن٬ كما ترتبط الإصابات التي تحدث داخل المركبات بشكل أساسي بتغيرات السرعة وتبديد الطاقة الحركية٬ وعوامل أخرى مثل السرعة العالية للمركبة، وحوادث الانقلاب٬ لذلك صُممت لنقل الطاقة عبر الترقوة وجدار الصدر والحوض العلوي، لكن عند وضع حزام الأمان على الرقبة أو فوق الحوض العلوي، تنتقل القوة إلى الأنسجة اللينة في الرقبة وأحشاء البطن الأكثر عرضة للضرر، ويُفسر انتقال القوة البدنية أنماط الإصابات المختلفة حيث يعمل حزام الأمان كنقطة ارتكاز، فتبقى نقطة التلامس ثابتة بينما تستمر المناطق العلوية والسفلية في التحرك للأمام مسببة ضغط شديد وأحياناً ضرر في بعض الأنسجة اللينة)٬ بحسب تعبيره٬ مردفاً بالقول ان (علامة حزام الأمان تعرف على أنها منطقة كدمة على جدار البطن)٬ وبين الحدادين ان (متلازمة حزام الأمان تعود إلى مجموعة الإصابات العضلية الهيكلية والحشوية المرتبطة بالقوى المنقولة عبر استخدام حزام الأمان، وقد تكون هذه الإصابات طفيفية كالسحجات والكدمات الجلدية، ولكن يمكن أن تكون أكثر شدة وخطورة في بعض الأحيان مسببة إصابات داخلية مثل رضوض الأمعاء والمساريق، كما قد تحدث كسور في العمود الفقري، ومن المحتمل ايضا حدوث إصابات في الأعضاء الصلبة، بما في ذلك تمزقات الكبد والطحال، وإصابات في أعضاء حشوية مثل البنكرياس والكلى)٬
وأضاف انه (عند اصطدام الحزام بشدة بالرقبة، قد تحدث إصابات في الأوعية الدموية العنقية، وكسور العمود الفقري العنقي والترقوة٬ كما تشمل إصابات الصدر الناتجة عن قوة حزام الأمان كسور القص والأضلاع، وكدمات الرئة، وفي حالات أقل شيوعًا، كدمات عضلة القلب)٬ مؤكداً ان (الإصابات المذكورة تكون عادة أقل خطورة وشيوعا من غيرها التي قد تنتج عن عدم ارتداء حزام الأمان، فضلاً عن انخفاض الإصابات المميتة بنسبة 50 بالمئة تقريباً، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يتولى مسؤليته مقدمي الرعاية الصحية والمعلمين٬ واصحاب القانون بهدف تثقيف الشعب حول أهمية استخدام حزام الأمان، وحماية أنفسهم وعائلاتهم من إصابات حوادث السير).