فم مفتوح .. فم مغلق

معالي محافظ البنك المركزي 

زيد الحلي

ما كان بودي توجيه هذا النداء إلى معاليكم مباشرة، لقناعتي بأنكم رجلٌ معروفٌ بإنسانيته، وتشعرون بما يحمله مضمون هذا النداء. لكن كثرة مراجعات ونداءات المئات، وربما الآلاف، من المواطنين إلى وسائل الإعلام، ومنها جريدتنا، دفعتنا إلى رفع هذا النداء، وكلنا أمل أن تتخذوا قراركم المنصف في هذه الأيام المباركة من الشهر الفضيل.

أوجز الأمر بالقول إن هناك مصارف أهلية فشلت في تأدية أعمالها لأسباب عديدة لا شأن لنا بذكرها، ما دفع البنك المركزي لوضعها تحت وصايته. لقد فرح المساهمون والمودعون بقرار الوصاية، على أمل تصحيح أوضاع تلك المصارف وعودتها إلى العمل بقوة ؛ لكن الأمر طال كثيرًا، وأصبح وبالًا على المواطنين.

المواطنون المتضررون من قرار الوصاية أخذوا يطرقون أبواب الإعلام بشكل مكثف ومستمر، بل وبدأوا يهددون بتنظيم مظاهرات لإسماع أصواتهم. فقد باتت ظاهرة وضع العديد من المصارف الخاصة تحت وصاية البنك المركزي تبدو وكأنها عقوبة للمواطن الذي أودع أمواله أو اشترى أسهمًا في مصارف مجازة  أصلاً من البنك المركزي ذاته، وتأسست وفق قوانين حكومية نافذة.

إن «مقصلة» الوصاية جعلت المتبقى من  رأسمال تلك المصارف يتآكل بفعل دفع الإيجارات وفواتير الكهرباء والماء، وتكلفة المولدات  ورواتب العاملين والصيانة، على حساب ما تبقى من أموال المودعين ومشتري الأسهم. فهي مصارف مفتوحة ومغلقة بآن واحد! وأسأل: أليس من المعقول إنهاء هذه الحالة الشاذة، وتصفية تلك الشركات، وتوزيع ما تبقى من الأموال – وهو نزرٌ يسير – وفق نظام قسمة الغرماء، بدل أن يضيع الأخضر واليابس كما حدث مع مصرف البصرة الدولي وغيره؟

كلي أمل بحكمتكم وإنسانيتكم المعهودة، لأنني أرى أن حالة الوصاية التي طال أمدها قد تتحول إلى قضية رأي عام، رغم أنها سهلة الحل. أرجوكم، لا تتركوا الناس وحدهم في مواجهة هذه المحنة، وبعضهم أيتام، فسارعوا إلى معونة من فقدوا مدخراتهم بجزء بسيط  ولاسيما نحن في الايام الاواخر من رمضان الخير، وكن على يقين  معاليك، أن يد الخير لا تفرغ أبدًا، بل يملأها الله ببركة العطاء.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير.

Z_alhilly@yahoo.com