غراب على كرسي المدير
ياسر الوزني
كانت محاضرتي عن الأدارة الحديثة والموارد البشرية لكن مضمونها أنصرف الى قضية باتت واقعاً مؤسفاً في القطاع الحكومي والخاص ولعلها في مورد شكوى أحدالحضورمن تصرفات سلبية تواجه أحد أبنائه وهو مهندس حاصل على شهادة الماجستيرأساسها كفاءة الشاب وتفوقه على زملائه في الوظيفة وقد أنتقلت تلك السلبية الى مديره الذي أستنسخ ظلم الآخرين في علاقته مع المهندس الشاب ولعله (المدير) لم يفقه أن الوظيفة العامة في القانون العراقي تكلٌيف وطنًي لتحقيق مصلحة عامة وأن الكرسي ليس ملكاً صرفاً،تقول العرب إذا كان الغراب دليل قوم سيهديهم إلى دارالخراب ولاشك أن وجود موظف (غراب) يؤدي الى تأسيس بيئة معادية تخالف قواعد الأداء وتحرض على الفوضى،أنه مأزوم بأنانيته تصنعه عوامل كثيرة وتوفر له أوكاراً وبيئات لعل أهمها هوس المديروخوفه من فلان وفلانه،شخصيات قميئة تقتحم حياة المسؤول فتجعله أسيراً لمنهجية تصادمية مع أشخاص نزهاء يعتقد الغراب أنهم حجرعثرة في طريق أهدافه السيئة وغاياته المريبة،هذا الموظف يرتجف من تفوق أقرانه شاطرفي الوشاية ونقل الأحداث مجتزأة إلى صاحب القرارليس لهاعلاقة بحسن النوايا ولاتطوير الأداء،أن الجلوس على الكرسي تكليف مؤقت وسوف يخيب ظنك حين تجد من يدفعون بجمل المجاملات سيتخلون عنك لمجرد خلاف عابرأوعندما تنسحب لرغبة خالصة أوتحت مغادرة جبرية،لعل أفضل نصيحة تسمعها قبل مغادرة الموقع أن تقول شكراً للذين اهتموا بالدوام الرسمي،شكراً للمستيقظين والصادقين،بئساً للمنافقين فليس للكرسي أصدقاء إلامن تسلح بخبرة عريضة ووعي كبير وبخلافه فأنك في معركة شرسة مكسبها الوحيدأن تكثرمخاوفك ويتقلص عمرك وستجد أختلافاً في قناعات الآخرين عنك وكأنها ظل زاوية الرؤية من مؤخرة القطاروهي حتماً ليست كزاوية الرؤية من مقعد في الأمام. لاتلصق جسدك بظلم الكرسي لأن البقاء لله وحده.