لمحة من الأدب الرفيع

حسين الصدر

 

-1-

للصديق مكانتُه ومحبوبيته الكبرى في نفس صديقه ، فقد يصبر عن رؤية العديد من أقربائه وأهله ولكن لا يصبر عن رؤية صديقه والانس بحلاوة أحاديثه .

-2-

انّ الصديق الصدوق ليس ممن يتهاون ذوو الخلق العالي بأمر الاجتماع به فلقاؤه بهيج ومسعد .

-3 –

وقد يتأخرُ الصديق عن زيارة صديقه لظروف خاصة ، ولكنّ صديقه لا يسكت وانما يرفع عقيرته مطالبا بزيارته .

-4-

وخيرُ المطالبات ما جاء عبر القوافي الحِسان :

وهذا ما صنعه الصاحب بن عباد مع الفضل بن شعيب حين تأخر عن زيارته فكتب الصاحب اليه قائلاً :

يا أبا الفضل لِمْ تأخرت عنّا

فأسأنا بِحُسنِ عهدِكَ ظنّا

كَمْ تمنّتْ نفسي صديقاً صدوقاً

فاذا أنتَ ذلك المُتَمنّى

فَبِغضِ الشباب لمّا تثنّى

وبعهدِ الصِبّا وانْ بانَ منّا

كُنْ جوابي اذا قرأتَ كتابي

لا تقل للرسولُ كانَ وكُنّا

والرباعية – كما رايتَ – تقطر ودا وشوقا وبلاغة

وهكذا هو الأدب الرفيع .

وهكذا تكون الصداقة الحقّة .