المسحّراتي تراث يتجدّد مع قدوم رمضان

كربلاء-محمد فاضل ظاهر

أعتاد اهالي كربلاء على رؤية المسحراتي في كل رمضان وهو يجوب ازقة المدينة ليلا ( بطبلته ) التي اعتاد على حملها  والنقر عليها مرددا عبارات ( سحور.سحور ياصائمين سحور). لايقاظ الصائمين وقت السحور  وهذا الايقاع على الطبلة يعطي اشارة للصائم لغرض التهيأ لبدء وقت السحور. وهذه الشخصية الرمضانية اصبحت حاضرة في قلوب الكربلائيين وخاصة كبار السن من الذين وعوا على وجود ( المسحرجي ). تلك الشخصية الفلكلورية التي مازالت تجوب الازقة في ليالي شهر رمضان على الرغم من الحداثة والتطور التقني الحاصل في وسائل الاتصال وهو موروث شعبي لازال متجذرا في بطن التأريخ مما كسب محبة الجميع فبعد ان يعود الصمت في الازقة والبيوت ويغلب النوم على الصائمين.الا ان صوت المسحراتي او ابو ( الطبل ). كما يحلو للبعض ان يسميه حيث كانت نبرة خاصة لابو السحور يعرفها الاهالي لقد كانت شخصية المسحراتي محبوبة من قبل الاهالي حيث يتجول في جميع ( درابين ) المدينة القديمة بدون استثناء ثم ياتي بعد انتهاء رمضان وصباح يوم العيد حاملا طبلته مع ( قهقهات) اطفال المدينة وهو يجوب الشوارع صباحا ويقوم بتبادل تهاني العيد مع الاهالي الذين كان يوقظهم وقت السحور في ليالي شهر رمضان حيث ياخذ ما يجود به الناس صباح العيد من اجور او ما يعرف ( بالعيدية ).

والمسحراتي يعد من اهم الشخصيات المرتبطة بشهر رمضان .وقال ابو حسين المسحراتي لـ( الزمان) امس (عملت في مهنة السحور منذ ان كا ن عمري 15 عاما حيث كنت اخرج ليلا مع والدي واقوم بقرع الطبول وننادي سحور .سحور كما نقرع الابواب من اجل الاطمئنان على ايقاظ الجميع حتي لاتفوتهم وجبة السحور). مضيفا ان (هذه المهنة جميلة نقدم من خلالها خدمة لابناء مدينتنا ) .مشيرا الى انه ( قبل 70 عاما لم تكن هناك اجهزة او منبهات حيث يتم الاعتماد على المسحراتي في ايقاظ الصائمين ولم نعمل على تركها لحد الان وتكون مكافئتنا من الله اولا ومحبة الناس لنا و العيدية وقطع الحلوى في اول ايام العيد ) وذكر ابوحسين ان ( البيوتات الكربلائية تعودت في شهر رمضان ، الاستيقاظ على صوت المسحراتي الذي يجوب الشوارع ليلا وبعبارات يرددها من خلال قرع الطبل ).

وشهر رمضان له نكهة خاصة في نفوس المسلمين وفي بلادنا فأن رمضان له نكهات عدة وموروثات وتقاليد تعاقبت على مدار السنين وتناقلت بين الاجيال ومنها لعبة المحيبس والصواني الممتلئة بالزلابية والفطور الجماعي والمسحراتي وقدومه في ليالي رمضان.