الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مختصّون يبحثون أسباب عزوف الجيل الجديد عن الأغنية السبعينية

بواسطة azzaman

ذائقة تحدّت الفقر وأمية تتحدّى الذائقة

مختصّون يبحثون أسباب عزوف الجيل الجديد عن الأغنية السبعينية

 

البصرة - كاظم الزهيري

الأغنية السبعينية ظاهرة لن تتكرر وثورة ثقافية شاملة فهناك دراسات  أعتبرت الغناء السبعيني ظاهرة لن  تتكرر، وهي بمثابة ثورة ثقافية لم تقتصر على الأغنية، بل شملت كل مفاصل الأبداع فالمسرح والسينما و النتاج الثقافي شهد عصراً ذهبياً، ومن أجل الولوج في هذا الموضوع المهم، كانت لنا وقفات مع مبدعين ومختصين لمعرفة الأسباب والمعالجات، لما تمر به الأغنية العراقية الآن، فكانت وقفتنا الأولى مع الشاعر الغنائي طاهر سلمان الذي قال: الأغنية السبعينية أغنية تعبيرية إنسانية وشعراؤها شعراء مثقفون يعيشون الحالة، ويعبرون عنها بواقعية إنسانية فليس هناك اغنية تخدش الحياء أو تسيء للمراة، أما أغنية اليوم فهي أغنية إستعراضية تجارية، ومطربيها ليسوا مطربين بالمعنى الحقيقي للطرب، بل مغنون و كلهم متشابهون بالصوت والشباب اليوم لايسمعون الأغنية السبعينية، لأنها ليست من جيلهم يسمعون أغاني اليوم، بإعتقادهم أنها تمثل جيلهم لذلك ضاعت الذائقة لديهم،  والأغنية أصبحت إيقاع راقص فقط بدون إحساس أو موضوع،  فأصبح كل من هب ودب شاعر أغنية. والفنان كريم منصور كان رأيه: أنا أخالفك الرأي لأني أعيش على مقربة من هذا الموضوع، فقد وجدت الغالبية العظمى من الشباب وخاصة العشاق منهم،  ينتمون الى سماع الأغنية الأصيلة ومنها السبعينية، ولكن المشكلة هي في طريقة تسويق الأشياء، فمنذ ظهور القنوات الأهلية أو الشخصية والتي لاتتمتع بالضوابط التي يجب أن تكون حاضرة في المؤسسات، بدأت هذه القنوات تقتني وتبث مايحلو لها لا مايحلو للمتلقي الراقي، و تسعى لطمس الإصالة في أشدها، و تروج لجمهور يسمى الأدنى، وتحاول أن توحي للآخرين إن ماتبثه هو صورة الغناء العراقي الأخيرة، وإن هذا الجمهور هو مثال الجمهور، وعليه فالجمهور الأصيل هو مغيب، وليس غائب ولا عازف عن السماع الأمثل.. وأنا  رايت ماذا يسمع الشباب العاطلون عن العمل، و هم يلتحفون همومهم على الأرصفة القريبة من بيوتهم. إن هولاء الأغلب منهم لايستطيع أن يشتري بطاقة دخول حفل لمطربه المفضل، وهكذا أستغلت القنوات الراعية للغناء مثل هذه الحال،  وتروج بنتاج هابط لجمهور يسمى الأدنى الذي تدور به وأن هذا هو الغناء الناجح الذي يملا به المتعهد قاعته، و قد تكون بضاعة رابحة لكنها بدعة تستهوي السفهاء. وعليه فإن الجمهور الراقي الأصيل هو مغيب، و ليس غائباً و حاضر في وجداننا مثلما نحن حاضرون في وجدانه، وقد شفعت له مواقع التواصل وقنوات يوتيوب، في أن يسمع ويشاهد مايحلو له وحسب ذوقه دون أن يقطع التذكرة اللعينة، إنه بلا شك الجمهور الوفي.

وقال الصحفي رياض عبد الهادي التميمي: ذائقه قتلت الأغنية السبعينية، مع الجيل الجديد معاناة كثيرة، وتناقضاتً شتئ الأسباب عميقة جدآ ومجهولة، فقد قل المتذوقون وكثر الضجيج وأغان تسمى حديثة، ولو قورنت  بأغاني الجيل الذهبي الراحل، فلا يوجد وجه مقارنة على الإطلاق، لآن الآغاني السبعينية نابعة من القلب و كل شيء ينبع من القلب يدخل اليه، بدون إسئذان ويبقى محفور في الذاكرة؟

اسطورة غنائية

فحينما نستمع الفنان كريم منصور في اسطورته الغنائية (بس تعالوا) والكبير ياس خضر (إعزاز)، وغيرها من القمم الغنائية ننبهر حتما نحن الذين ولدنا من رحم المأساة الحقيقية، لكن للأسف لم نترجم مأساتنا كما ترجمها السبعينيون، كون معظم الاغاني الحديثة نجد فيها هناك شعور غريب يثير السخرية و الدهشة، أما لو نتصفح الآغاني السبعينية، وماسبقها كيف نجد الصدق والأصالة بوضوح الشمس بين أسطر «حاسبينك أنت رمش عيونه» للأسطورة القرغولي..  وكثيراً جداً من أغاني الجيل الراحل تثبت ذلك، مزجت تلك الأغنية بذلك اللحن الجميل والكلمات المنفردة والصوت الدافئ والإحساس الصادق، حتى  ذلك المونتاج البسيط بأدواته المتواضعة، ترى داخله سعادة غامرة صبت بكمً من الإحساس..! أما في الوقت الراهن  نرئ أي مقارنة بين الإغنيتين لماذا..؟ الصوت ' اللحن ' إختيار الكلمات من يا ترئ هو السبب في ذلك، هل في الصوت أم في اللحن أم في أختيار النص الغنائي، أعتقد أن مقومات الأغنية الناجحة، هي الصوت واللحن والنص ومانراه الآن، فان الأغنية الحديثة تفتقد تلك المقومات ، لذلك لم نجد أغنية بقيت عالقة بأذهاننا و كأنها فقاعة ماء، سرعان ماتظهر وسرعان ماتختفي.

أما المخرج التلفزيوني  الرائد عيسى حسين كتب لنا قائلاً: مرت الأغنية العراقية فى السبعينات بفترة أزدهار يثير الدهشة، إذ تميزت بأكتمال عناصرها الثلاثة الكاتب أو الشاعر والملحن والمغنى، تلك الفترة التى وصفت بأنها إنقلاب على مستوى ومضمون النص، تسابق فى ذلك شعراء وكتاب أغنية كبار أمثال مظفر النواب وعريان السيد خلف وكاظم إسماعيل الكاطع، شعرا ء كبار وجبار الغزى وزامل سعيد فتاح وزهير الدجيلى وطاهر سلمان وداود الغنام.. كل هؤلاء حملوا لوناً جديداً من الإبداع فى الأغنية العراقية، ومن الملفت أنهم جائوا من الجنوب تبعهم مجموعة مثقفة ومتعلمة فى مجال الموسيقى والألحان كطالب القرغولى ومحسن فرحان ومحمد جواد أمورى وذياب خليل وكوكب حمزه وحميد البصرى وفاروق هلال وغيرهم. ومن الأصوات العذبه ياس خضر وسعدون جابر و حسين نعمة و فؤاد سالم و حميد منصور و فاضل عواد و كريم منصور و آخرين كل هؤلاء صنعوا للأغنية العراقية مجداً عظيماً،  وقد عبروا عن هموم الناس فى إمثلة كثيرة.  و كان أولها أغنية المكير التى كتبها الراحل زامل سعيد فتاح ولحنا كمال السيد وغناها الفنان ياس خضر. ثم جاءت موجة الغناء الرصين كطيور الطايرة وحاسبينك وغريبه الروح والريل وحمد وليل البنفسج وأعمال خالدة أخرى هذا جزء من الاعمال الغنائية فى سبعينات القرن الماضى ومرت ظروف الحرب والتى غيرت مسار الأغنية الى مسار العسكرة خلال الحروب التي مر بها العراق.


مشاهدات 108
أضيف 2025/03/03 - 12:22 PM
آخر تحديث 2025/03/04 - 7:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 439 الشهر 2045 الكلي 10462994
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/4 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير