الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العراق ومؤثّرات الحضور

بواسطة azzaman

العراق ومؤثّرات الحضور

جاسم مراد

 

إذا ما تبعنا أزمة العلاقات بين طهران وواشنطن ، والولايات المتحدة الامريكية واكثر دول منطقة الشرق، نجد إن معظم السياسات الامريكية مبنية على الفرض والتخويف والتهديد الاقتصادي والعسكري، فمثلاً العلاقات الإيرانية الامريكية التي ظلت طيلة ال( 40) عاماً بين التهديد تارة وبين الاتصالات الخلفية تارتاً أخرى ، وبين الحصارات الاقتصادية الكلية والسكوت عن اختراقها مرات عدة ، وهذا الوضع يشمل العديد من دول العالم لاسيما تلك الدول التي لها وجهات نظر مختلفة عن الموقف الأمريكي .

الولايات المتحدة الامريكية دولة عظمى وتتحكم كثيرا بالمقررات والقوانين الأممية وبالحركة المالية والاقتصادية العالمية فالعلاقات السلمية معها تفيد الشعوب والدول معاً ، والتصادم يؤثر بشكل واضح واكيد على مجريات الاستقرار السياسي والاقتصادي والتنموي لتلك الدول ، سيما وان تعدد القطبية العالمية لازال في طور النمو والتشكل وان هيكلية تجمعات بركس وشنغهاي لازالا يعملان على ظهور عملة موحدة لدولها وشراكة اقتصادية تؤثر على مجريات الشبكات الاقتصادية العالمية ، لكن هذه التجمعات الاقتصادية لدول بركس وشنغهاي اخترقت التجمعات الغربية واسست لعلاقات دولية مهمة اخترقت في كثير من الأحيان سيطرة الدولار ، خاصة في التعاملات المالية بين دولها بعيدا عن هيمنة الدولار .

الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا ترغب في التصادم مع أمريكا ، كما إنها تسعى للوصول الى اتفاقات تؤسس لعلاقات الاحترام بين الدول ولكن الذي تنصل عن الاتفاق النووي بين الطرفين هي الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس ترمب خلال الرئاسة الأولى ، وبالتأكيد إسرائيل لعبت دوراً في التراجع الأمريكي عن الاتفاق ، والان المنطقة تعيش حالة من الترقب وعدم الاستقرار بسبب النزاع القائم بين الطرفين ، وتخشى الدول في المنطقة العربية تحديدا أن يتحول هذا النزاع الى صراع عسكري ، خاصة وان إسرائيل تسعى من خلال المتشددين في الإدارة الامريكية الى تغليب الحل العسكري بدلاً من الحلول السلمية والدبلوماسية الذي تريده الدول العربية عموما ودول الخليج العربي على وجه الخصوص .

دولة محورية

العراق كدولة محورية في المنطقة عزز موقفه ودوره وعلاقاته بين الطرفين لتهدئة الوضع وتقريب وجهات النظر بين الطرفين ، كذلك فعلت العديد من دول الخليج ، وبما إن الدولة العراقية هي في عين العاصفة لقربها من ساحة الصراع وبسبب التداخل السياسي والديني وارتباط العديد من الفصائل المسلحة العراقية بعلاقات مع ايران ، مما يؤدي ذلك الى شمول العراق بهذه الازمة وان لم ترغب الدولة والحكومة العراقية بذلك ، وقد تكشف ذلك من خلال التهديدات لبعض الشخصيات الامريكية وكذلك عبر الضغوط المالية ، هنا برزت حيوية الدور الرسمي والسياسي والدبلوماسي العراقي بين الطرفين وتغليب مؤثرات هذا الدور في ترطيب الأجواء بدلاً من جفافها إذ كان ذلك عبر الاتصالات والزيارات المكثفة أو تحييد الى ابعد الحدود الساحة العراقية من هذا الصراع .

العراق الان ليس عراق الامس يتمتع بحضور عربي وازن وعلاقات دولية مهمة ومساحة كبيرة من الامن الوطني وسعي حثيث لتأمين الامن القومي ، ومساعي لتحقيق نقلات في الاستثمارات الدولية والعربية والوطنية وتوازن الى حد ما بين الصراعات الدولية القائمة ، لذلك فأن السعي بين واشنطن وطهران مع الاشقاء العرب لتقريب وجهات النظر والابتعاد ما يمكن عن التلويح بالتهديدات العسكرية يعطي للعراق حضوراً مهما بين الطرفين . بغض النظر عما يشاع من إن الازمة بين واشنطن وايران تتصاعد الى الحافات الامامية إلا إن الوقائع وتقارير المنظمة الدولية لتقييد النووي تؤكد خلو ايران من هذا السلاح وعدم سعي السلطات الإيرانية لذلك مما يعطي مساحة مهمة للتفاهم ، وهناك مساعي إقليمية ودولية تسعى لذلك ، ونعتقد بأن مايجري تحت الطاولة للوصول الى هيكلية العلاقات والاتفاق على صيغة مقبولة بين طهران وواشنطن هي الأقرب بالرغم من الضغط الإسرائيلي المعروف .   


مشاهدات 57
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/02/22 - 12:19 AM
آخر تحديث 2025/02/22 - 8:52 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 526 الشهر 12162 الكلي 10407533
الوقت الآن
السبت 2025/2/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير