منازل بقبابها يعود عمرها إلى عام  1866 ميلادي

بيت الصلاة يستعيد عافيته في الموصل

الموصل - هدير الجبوري

ضمن حملة الاعمار التي تشهدها الموصل بشكل متواصل ،تم الاحتفاء بانجاز اعمار وتأهيل بيت الآباء الدومينيكان بالموصل قرب كنيسة الساعة والمعروف ببيت الصلاة،اذ تنجز منظمة اليونسكو وبالشراكة مع  منظمة اليف( التحالف الدولي لحماية التراث ) وضمن مبادرة خاصة من الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي مانويل ماكرون ، اعمار وتأهيل البيت وبجهد وتعاون من الشباب الموصلي المهتم بتراث المدينة في مؤسسة تراث الموصل وبشراكة مع الهيئة العامة للاثار التابعة لوزارة الثقافة ومفتشية تراث نينوى. واقيمت في هذه المناسبة احتفالية في الموقع المنجز ايمن المدينة بحضور القنصل الفرنسي في الموصل جان كريستوف اوجيه ومحافظ نينوى عبدالقادر الدخيل وممثل الرهبانية الدومينيكية الاب ماجد يوسف والاب فيليب هرمز، وممثلا عن منظمة Aliph الداعمة للمشروع ..ومؤسس بيت التراث الموصلي أيوب ذنون الذي قدم منهاج الاحتفالية والتعريف بها وأدار الجلسة ورحب بالضيوف القادمين للمشاركة بالاحتفالية.

وفي لقاء لـ(الزمان) تحدث الاب ماجد يوسف قائلاً:

(اليوم يعد فرحة كبيرة لان هذا المكان تعرض الى العبث وقد اعيدت الحياة له وهذا معناه نفساً جديدا مضافاً وروحا جديدة وانطلاقة نحن بحاجة لها ،، هذا المكان ساعد كثيراً اهل الموصل معرفياً وان شاء الله يعود مجددا بعملية وروح جديدة من اجل خدمة الانسان وقضيته ..صحيح ان اعادة ترميم الحجر مهمة لكن الانسان هو الاهم في هذه الاعادة وهو الاول والاخير والفضل في هذا الذي تحقق اليوم يعود للحكومة الفرنسية التي كانت هي الداعمة الحقيقية وتبرعت بمبلغ الاعمار من خلال منظمة اليونسكو باعادة البناء الاصلي كما كان سابقا وتم ذلك طبعا بالتعاون مع منظمة اليف والشباب الموصلي).

وقال الاب فيليب هرمز الدومنيكي رئيس دير الآباء الدومينيكان في بغداد ورئيس تحرير مجلة الفكر المسيحي لـ(الزمان)(ان هذا المكان يعود لقرون عديدة مضت وكان في بدايته ميتم للاولاد واصبح في فترة ما دير للراهبات وكان ذلك في العام 1954 وهذا الدير بقى لفترة كمركز للوسائل السمعية والمرئية ومركز للشبيبة في السبعينات ،، وتم ترك المكان من العام 2005 بعد الظروف التي تعرضت لها المدينة وهجرة اغلب العوائل المسيحية ..

واوضح القنصل الفرنسي جان كريستوف في معرض حديثه امام الجمهور الموصلي اثناء الاحتفالية الخاصة ببيت الصلاة (انه سعيد لاتمام العمل في البيت المذكور وان ذلك كان بمبادرة من رئيس حكومته اثناء زيارته للموصل عام 2021 و لاهمية موضوع التراث لفرنسا وللموصل وللعلاقات التأريخية التي تربط البلدين حيث يشكل جزء اساسي من الشراكة بينهما).

وقال ممثل منظمة اليف ومدير برامجها في العراق ديفيد ساسين (ان العراق والموصل يشكلان جانبا مهما لمنظمته وانها مولت اكثر من 40 مشروعا في العراق منها تأهيل متحف الموصل وجامع المصفي وبيت الدملوجي).واستدرك ان (بيت الصلاة يعد مركزا مرموقا للمعرفة والتعلم في قلب الموصل الى ان جاء الظلاميون وحولوه الى سجن اثناء حكم داعش واليوم استعاد عافيته بالكامل وستتولى الرهبنة الدومينكية الى اعادته مركزا مجتمعيا يخدم المدينة واهلها كونه فضاءا للمعرفة والتطور). وشارك محافظ نينوى عبد القادر الدخيل اهالي المدينة والحضور بفرحتهم باعادة تأهيل هذا الصرح المميز لهم وقال ان( ذلك اثباتاً حقيقيا ان نينوى مستقرة وآمنة وان المسيحين هم شركاء في هذه المدينة  ومكوناً مهما من مكوناتها وان عودة بيت الصلاة قرب كنيسة الساعة هو بمثابة رسائل حقيقية للاهالي بان مدينتهم مستقرة وعادت الحياة لها ولتراثها).

وفي (نبذة عن بيت الصلاة) تم استعراضه بفيلم فيديوي توثيقي قدمه مدير بيت التراث الموصلي الشاب الموصلي أيوب ذنون وكما يلي( يقع البيت  قرب كنيسة الساعة بالمنطقة القديمة في ايمن الموصل ،بني هذا البيت في العام 1866م.

وهو مكون من خمسة منازل ومساحات مختلفة وكان سبب بناؤه ليكون مركزا ثقافيا وتعليميا وداراً للراهبات في تلك الفترة ..واثناء عمليات الترميم التي قامت بها اليونسكو تم الالتزام باعلى المواصفات للحفاظ على طراز المنزل التراثي والمحافظة على نفس التفاصيل المعمارية والتراثية مع اضافة لمسة لاستخدام الطاقة البديلة لتزويد المكان بالطاقة الشمسية..تعرض البيت الى الضرر والاهمال وتم اعادة اعماره مجددا من قبل اليونسكو ضمن مبادرة احياء روح الموصل وبدعم من منظمة أليف ..تميز البيت بتفاصيل عديدة منها القباب والعقد ( الفرش الموصلي ) والشيلمان بالاضافة الى وجود سراديب والمذبح القديم الذي تحول الى قاعة بعد استحداث المذبح الجديد ..كما استقطب العديد من المهنيين والحرفيين العاملين اثناء عملية الترميم فيه حيث دربهم اليونسكو على الحرف التقليدية ..وسيتم استخدام هذا المكان لكي تقام فيه العديد من الانشطة الثقافية والتعليمية في مدينة الموصل.