الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تصفير الخلافات وتعزيز الشراكات الإقتصادية والأمنية

بواسطة azzaman

أكاديميو معهد العلمين يقدّمون رؤاهم بشأن العلاقات بين العراق وتركيا

تصفير الخلافات وتعزيز الشراكات الإقتصادية والأمنية

بغداد - الزمان

قدم خبراء في السياسة الخارجية واكاديميون في العلوم السياسية رؤى تتسم بالعمق والدعوة الى تكريس المشتركات خلال ندوة نوعية أقامها ملتقى بحر العلوم للحوار ومعهد العلمين للدراسات العليا بعنوان (العلاقات العراقية التركية – التحديات والفرص)، وبدأت الندوة التي أداها بكفاءة علمية الدكتور محمد ياس خضير، بتقويم السياسة الاقتصادية التركية في نطاق الجغرافية الاقتصادية، قدمه الدكتور اسماعيل تاتلي اوغلو من جامعة اولوداغ بكلية الاقتصاد والعلوم الادارية التركية، لخص فيه الموقع الاستراتيجي لتركيا وامكاناتها ونهج الجغرافية الاقتصادية ومفاهيمها القريبة والشاملة، مستعرضاً التطورات التي شهدها القرن العشرين حيث تحررت الدول التي وصفها بـ (الذكية) من الصراعات الاقليمية وأقامت تعاونها حول القيم الانسانية المشتركة وتبني القيم الاساسية مثل الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية في السياق الاقليمي. وأكد أوغلو (ان القدرة على المشاركة في عمليات التكامل مع المناطق سريعة التغير وخاصة منطقة اسيا والمحيط الهادي والشرق الاقصى واوقيانوسيا ، تضع تركيا في وضع يسمح لها بالاستفادة القصوى من عملية التغيير، التي يتحول فيها التطور الاقتصادي والازدهار نحو الشرق،حيث تتمتع تركيا بقدرة استيعاب التغيير بفضل موقعها الجغرافي المتميز). وخلص اوغلو الى القول (ان الصعوبات التي تواجه تحويل الثروات في المنطقة الى رفاهية اجتماعية لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال تطوير العلاقات المتبادلة والأنشطة التجارية بين البلدان والمناطق. وتتمتع تركيا بالقدرة على تنسيق وتنمية وتوجيه التحول لرأس مالها المادي والبشري بفضل سكانها الشباب والديناميكية ومعرفتها التاريخية والمؤسسية).

وعالج الدكتور سرمد زكي الجادر برؤيته البعد الاستراتيجي للعلاقات العراقية التركية، مشيراً الى انها (ليست من نوع العلاقات البسيطة المباشرة، بقدر كونها علاقات مركبة تؤثر فيها متغيرات داخلية وأقليمية وعالمية ينبغي رصدها بدقة والتعامل مع طبيعة تأثيراتها من قبل الطرفين العراقي والتركي، بما يخدم المصالح المشتركة).

ابعاد استراتيجية

واستعرض الجادر الابعاد الاستراتيجية المهمة للعلاقة بين البلدين، محدداً عدداً من الملفات أهمها مشروع طريق التنمية اذ بدأ العراق يدرك ضرورة ايجاد رؤى جديدة من الافكار تشكل مواقفه من المتغيرات الجيوسياسية التي تشهدها البيئة الاقليمية والدولية الراهنة. وانتهى الجادر الى تأكيد وجود تحديات وصعوبات وربما قصور واخفاقات التي ترافق كل فرصة أو خطوة على مستوى العلاقات العراقية التركية.

وأثار الدكتور عامر حسن فياض في رؤيته للموضوع جدلاً ملحوظاً عندما تحدثت عن ما اسماه الاوراق التي يمتلكها كل من العراق وتركيا كعوامل ضغط وتقارب أو تنافر، واصفاً العلاقات بين البلدين بانها (تراوح بين الدافئة والساخنة)، مؤكدا امتلاك تركيا ورقتي القوة والمياه، فيما يمتلك العراق خمسة أوراق لكنه لم يحسن استخدامها. وأكد فياض في (مقدمة في تصفير المشكلات بين العراق وتركيا) ان (تركيا لا يمكنها فرض أوراق لعبها على العراق بوصفها تهديدات، وانه كان من حقها عرضها امام الطرف العراقي). كما اكد ان (ان ادلجة العلاقات بين تركيا والعراق باستحضار الدين والتاريخ لا يخدم التعاون بينهما بقدر ما يخدم التصارع بكل اشكاله الى حد الاقتتال).

تقدم كبير

وخاض الدكتور سمير حسام راضي في واقع العلاقات العراقية التركية بعد العام 2003 حيث حققت تركيا تقدماً كبيراً على مستوى انهاء الدين الخارجي وبناء مؤسسات انتاجية حقيقية، واليوم تتمتع تركيا بفضل اجراءات تولاها الرئيس رجب طيب اردوغان، باقتصاد كبير قائم على الصناعة والزراعة والقدرات المالية والتكنولوجية ومساهمة مستثمرن كبار من الدول العربية. وحلل راضي العلاقات بين البلدين عبر المتغير الامني والاقتصادي ومتغيرالمياه. وكشف عن رؤية تتعلق بواقع العراق مؤداها ان (تركيا مرتاحة وغير مرتاحة من ضعف الدولة العراقية وعد تعاملها مع سلطة واحدة موحدة تمثل جميع الاراضي العراقية وكذلك من جانب اخر هي متعبة وتدفع كلفاً كبيرة ولذلك هي تعمل مع الولايات المتحدة الامريكية على تقوية الدولة العراقية من خلال التأكيد على استكمال بناء ميناء الفاو واستثمارها الكبير في طرق التنمية وعدم اشتراك الاقليم فيه).

واتسمت مداخلات الحضور ولاسيما تلك التي ادلى بها كل من المستشار الخاص للسفير التركي ببغداد ووكيل وزارة الداخلية محمد حسين بحر العلوم، بالاغناء والموضوعية وتنوع المعالجات، فيما اختتم راعي الملتقى الدكتور ابراهيم بحر العلوم الندوة بايجاز اكد فيه حرص معهد العلمين للدراسات العليا على اختيار موضوعات ذات بعد نوعي يقوي العلاقات بين العراق وتركيا من خلال اخضاع التجربة الى الدراسة واقتراح معالجات علمية تمثلها الدراسات العليا. وبغية تأكيد ذلك وزعت ادارة المعهد والندوة قبل انتهاء الندوة نسخاً من كتاب (العراق والسياسة الخارجية التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية). تضمن مستخلصات رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه في قسم العلوم السياسية بمعهد العلمين، معززاً برؤية القسم ازاء أسانيد الدور الاقليمي التركي ومبرراته وآفاقه المستقبلية في الشرق الاوسط والعراق، ما يجعل الكتاب وثيقة ومصدراً مهماً لصناع القرار في البلدين والدبلوماسيين والمختصين بالشؤون العراقية التركية.


مشاهدات 75
أضيف 2025/02/22 - 12:36 AM
آخر تحديث 2025/02/22 - 7:24 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 477 الشهر 12113 الكلي 10407484
الوقت الآن
السبت 2025/2/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير