الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأسماء التي تذوقناها

بواسطة azzaman

الأسماء التي تذوقناها

مجيدة محمدي

 

حين ، تلوَّنت الحروف ، صار لها ظل

ثم تحوَّلت إلى أسماء.

كل اسمٍ كان ينزلق من بين الأصابع

كقطرة ماءٍ مالحة،

كنا نغرق فيها

لكننا ننسى الطعم ،

ونلهث خلف طعومٍ أخرى،

أسماء اخرى...

 

"حواء"

حلوة كعناقٍ أولٍ،

كقصيدةٍ مكتوبةٍ على حافة الشفاه.

كان لها في صداها شيءٌ من رائحة الورد،

وفي حروفها غيمٌ عالقٌ

لا يزول إلا بالبكاء.

 

"آدم "

مرٌّ، كالوجع الذي يتوسد الأحلام،

اسمٌ يعلق في الحلق كصوتٍ مخنوق،

تدور فيه الحياة كضباب ،

كان يسير خلفه

أثرٌ من صرير الأبواب المغلقة.

 

"جنة"

طعمها حامض،

كذكرى غائرة،

أو كأسٍ ملأناها بالوهم ثم شربناه دفعة واحدة.

فيها الليل يلتفُّ حول الروح،

لكنّ الفجر يأبى أن يأتي.

 

"إبليس"

طعمُه مالحٌ، كدمعٍ خفيٍّ،

كصوتٍ يرتجف في بئر الوحدة،

فيه من الحنين ما يكفي لكسْر المرايا،

وفيه من الندم ما يجعل الحكاية تمتدُّ إلى ما لا نهاية.

 

الأسماء التي تذوقناها

ألوانُنا التي اندثرت،

أصواتُنا التي لم نجرؤ أن نرفعها.

أبوابٌ نخشى طرقها،

ومرايا نخاف أن ننظر فيها.

 

كؤوس سرمدية، هي

نشرب دون إرتواء

تملأنا،

تغرقنا،

ثم تتركنا كارواح هائمة ،

لم تعد تبحث عن أجسادها.

 

حين نناديها ...

هل ننادي أنفسنا؟

أم ننادي الفراغ الذي خلّفته في قلوبنا؟

كل اسمٍ كان يملك مفتاحًا،

لكن الأبواب التي يفتحها

تأبى أن تقودنا إلا إلى متاهةٍ جديدة.

 

فيا أيها الواقف أمام حروفك،

لا تبحث عن معنى،

لا تفتش عن نكهة.

كل الأسماء هي نكهاتنا الضائعة،

كل الأسماء هي نحن،

وقد صرنا طعومًا

تتردد في ذاكرة الزمن ....


مشاهدات 145
الكاتب مجيدة محمدي
أضيف 2025/02/19 - 1:18 AM
آخر تحديث 2025/02/20 - 10:28 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 488 الشهر 11201 الكلي 10406572
الوقت الآن
الخميس 2025/2/20 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير