الغل المسبق
جبار فريح شريدة
يمر الانسان بمراحل حياته بكثير من الضغوط مما تترك اثر سلبي تشكل عقد نفسية او عضوية ، ربما عاهة عضوية منذ الولادة تسبب له ضغوط تبعده عن الواقع الاجتماعي بصورة فعالة مما يسبب عدم قراءة الواقع بصورة صحيحة وواقعية تحيل به للانعزال الغير مبرر ،احياناً هناك سمات شخصية تسبب تزايد الغل لدى الانسان كالغرور والغيرة او النرجسية . كما يعتقد علماء التحليل النفسي ان بناء الشخصية يعتمد على ثلاث نظم اولها الملذات والثاني الواقع والثالث القيم والمثل العليا للمجتمع ، فأن اي خلل في عمل هذه النظم سيؤدي الى اضطراب الشخصية ،وهذا يتوافق مع ما ذكر في كتاب الله «القرآن الكريم « عندما اشار الى ثلاث نظم في تساهم في بناء وتحرك الشخصية وهي النفس الامارة بالسوء والنفس المطمئنة والنفس اللوامة . عندما يمر الانسان في مراحل العمر بظروف ومواقف صعبة تؤدي الى اضطراب عمل احد هذه النظم فيشكل العقدة في شخصية الفرد تبقى عالقة معه طوال حياته تؤثر في تعامله مع الاخرين دون ان ينتبه لها ،ربما يلاحظها البعض كلا حسب خبرته في الحياة ومستواه العلمي . كثر الحروب التي مر بها العراقيين تركت تراكمات كثيرة في شخصياتهم وهي مخلفات اضطراب ما بعد الصدمة ،نلاحظ اليوم تغير في القيم والعادات والغزو الثقافي وتسارع الاحداث جعل منا مضطربون لا نعرف ماذا نفعل او نأكل او نلبس او حتى التخطيط للمستقبل مشوش مجرد تكملة نصاب الحياة التي نعيشها .
انتماءاتنا السياسية والولاء القومي والديني جميها تتأثر باضطراب الشخصية ،ربما لعقدة ما انتمي لحزب ما ،هذا الانتماء مشوش وغير واضح بسبب تراكمات العقد التي تلقاها المواطن في حياته المضطربة ، اذا الغل ينشئ في داخلنا ويحرك مشاعرنا اتجاه الغير : نكره ونحب وننتمي ونتعصب و يرتفع الغل ، كل هذا بسبب الاضطرابات التي تلقاها الانسان اثناء مسيرته في هذه الدنيا ،وخير مثال لدى العراقيين ايام الطائفية نلاحظ في دوائر الدولة دخل اصحاب الاضطرابات على هذا الخط فبدأ يسقطون ويهمشون بعضهم البعض بسبب اضطراباتهم الشخصية وباسم الطائفية ،فالمسايرة التي تبناها البعض ، ما هي الا نوع من انواع النفاق الاجتماعي لتمشيه المصالح، والا في الحقيقة هؤلاء لا يعرفون من المبادئ شيء يذكر ولا القيم ، جميها تعد اشياء كمالية لديهم.