شحاتة شهيد التطرف
حسين الزيادي
عندما يتطرف التطرف يصبح تعصباً اعمى، فيتهاوى في بؤرة الانحلال والسقوط الأخلاقي، وتتحول العقيدة الى نقاش سخيف تستحق الترحم عليها، فالوحشية في ارتكاب جريمة اغتيال الداعية الاسلامي الشيخ العلامة حسن شحاتة (66) سنة مع شقيقه واثنين آخرين من اقاربه في 23 من يونيو 2023 التي اشترك فيها المئات من المتطرفين والتكفيريين الجهلة الذين تمكنوا من اقتحام المنزل مع هتافات التكبير تؤكد على ان المشاعر الانسانية لدى هؤلاء قد تجردت منهم الى الابد، في تراجيديا مبكية تظهر وحوشا بأجساد بشرية، واخذ الشباب المتطرف يتبادلون في ما بينهم مقاطع فيديو لسحل الشهداء الاربعة بفخر وحماس واضح، وكأنهم حققوا نصراً كبيراً، فقد اجهزت ماكنة الارهاب على بضعة اشخاص مسالمين في ليلة النصف من شعبان بضربات العصي والحجارة وركلات الأيدي والأرجل، بعد ان تم الهجوم على مسكنهم وسط الجيزة ، وماهي الا لحظات حتى انتقلت ارواح الشهداء الى الرفيق الاعلى ، لكن هل اكتفت قوى التطرف بذلك، وهل اشبعت الروح العدوانية المتطرفة، الجواب كلا فقد ربطت الاجساد الطاهرة بالدراجات وطيف بها وسط شوارع المدينة، و تمت كل هذه الأحداث أمام أعين قوات الشرطة التي رفضت التدخل، لتبعث للعالم رسالة للعالم مفادها ان تغلغل فكر التطرف والتعصب الأعمى والانحياز الطائفي اشد خطراً من أي نوع من الحروب، وان العنف متأصل في التطرف الديني الذي يكفر الآخر
لاشك أنَّ المتطرف لم يُولد متطرفاً، بل إنساناً سوياً في البيئة الاجتماعية، وهذا الاكتساب التكفيري سببه عوامل دافعة بلافتات دينية ومنطلقات فكرية، تنتج العنف والارهاب، لذلك ينبغي تجفيف تلك المنابع اولاً لان هذا التطرف والغلو هو فكر في المقام الأول، لايمكن ان يقاوم الا بالفكر والحوار والنقاش وتقبل الاخر ليصبح التعايش السلمي هوية وهدف، فرحم الله شهيد التطرف فقد بعث رسالة مفادها ان قتل الناس بسبب عقيدتهم هو نتيجة بشعة لخطاب ديني مُقزِّز ترك ليستفحل وسط بيئة متطرف يتطلب منا سرعة التحرك قبل أن نفقد ما تبقى من انسانية الانسان .