في الذكرى السابعة والثلاثين للشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم رجل الإنفتاح والكفاح
حسين الصدر
-1-
الاحتفاء بذكريات الاعلام الذين نذروا انفسهم لخدمة امتهم ودينهم ووطنهم ظاهرة حضارية معروفة تشهدها الشعوب والأمم الحية .
-2-
ومَنْ أولى من الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم بالاحتفاء بذكرى شهادته صريعا في السودان برصاصات الغدر الصدامي في 17 / 1 / 1988 .
-3 –
والشهيد الحكيم دنياً من المكارم والأخلاق السامية فهو من أروع الرجال وفاء للعقيدة والمبدأ واكثرهم اهتماما بقضايا الأمة .
-4-
نشأ في رحاب والده الامام اية الله العظمى السيد محسن الطباطبائي الحكيم المرجع الأعلى الذي التفت حول مرجعيته المباركة وقيادته السامية الملايين في شتى بقاع العالم .
وكان الغصن اليانع في هذه الشجرة الوارفة الظلال
وقد كان لاتصاله بالامام الشهيد اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر
– رض – ثمرات إيجابية كبرى حيث أصبح رجل المهمات الصعبة وليس ثمة من مهمة أصعب من العمل الحثيث من اجل سيادة الإسلام على كل الصعد والمستويات .
-5-
وكان ذكيا فطنا قويّ الحجة فحين قابل البكر المقبور رئيس الجمهورية غبّ انقلابهم المشؤوم الثاني في 17 - 30 تموز / 1968 والغائهم قانون تأجيل الخدمة الإلزامية لطلاب الحوزة العلمية في النجف الاشرف / شدّد السيد الحكيم على أنَّ هذا الإلغاء يعتبر هدما لكيان الحوزة العلمية في النجف الاشرف فأجابه البكر قائلا :
ان الخدمة الإلزامية في الجيش انما هي شرف
ولماذا يحرم من هذا الشرف طلاب الحوزة العلمية ؟
فردّ عليه السيد الحكيم قائلا :
لو كانت الخدمة الإلزامية شرفا لما استخدمت عقوبة يعاقب بها المتجاوزون على ما يأمرون به فبهت البكر وباءت بالفشل محاولاته البائسة للدفاع عن الاجراء المذكور .
-6-
واذا كانت النرجسية الداء الوبيل الذي يُصيب الكثير من رجالنا فانّ العلامة الشهيد السيد مهدي الحكيم كان رجل الايثار والإحسان والنفع الاجتماعي فضلا عن خدماته الدينية الجليلة .
-7-
أشهد له بنكران الذات ، والنبل والمروءة العاليين عبر ما مرّ بي من مواقف .
-8-
ان الشهيد الحكيم هو الإسلامي الأول الذي عمل مع الجهات المعارضة للحكم الدكتاتوري البائد في العراق لإنقاذ الوطن من براثن الدكتاتورية
وهذا الانفتاح على القوى السياسية المعارضة لم تكن تتبناه الحركة الإسلامية العراقية ولم تلجأ اليه الاّ مؤخرا
فالسيد الشهيد الحكيم هو الرائد في مضمار العمل المشترك لقوى المعارضة كلها ضد الاستبداد والظلم الصدامي .
-9-
ولقد أحس النظام الدكتاتوري المقبور بخطر المشروع الذي يتبناه الشهيد العلامة الحكيم لاسقاط النظام فقرر اغتياله ، واغتنم فرصة حضوره مؤتمرا إسلاميا أقيم في الخرطوم ودبرت المؤامرة الغادرة وضمخ العلامة الشهيد الحكيم بدم الشهادة ولئن قضي على جسده فلن يستطيع المجرمون إطفاء شعلة فكره وجهاده ومواقفه فسلام عليه يوم ولد ويوم نهض وجاهد وخاض الغمار ويوم استشهد فائزا بأعلى وسام .
ويـــــــــخطر بالبال ما قاله الشاعر وهو يصور الحال :
فما وحقك ما طابت مجالسُنا
من يوم فارقتنا يا بيضة البلد