أهوار الجنوب تشكو قسوة الجفاف وسط حلول غائبة
العراق يوسّع تعاقداته مع شركات بريطانية لمواجهة أزمة المياه
بغداد – ندى شوكت
الناصرية – باسم الركابي
ناقشت ندوة حكومية في العاصمة البريطانية لندن٬ تطوير قطاع المياه٬ بالتعاون مع شركات بريطانية مختصة٬ وذلك بحضور رئيس الوزراء٬ محمد شياع السوداني، وعدد من الشركات البريطانية الكبرى٬ ومسؤولين حكوميين من العراق والمملكة المتحدة. وتم خلال خلال الندوة توقيع مذكرات تفاهم بين المديرية العامة للماء التابعة الى وزارة الاعمار والإسكان٬ وعدد من الشركات البريطانية المتخصصة لتنفيذ مشاريع استراتيجية تهدف إلى مواجهة التحديات المتعلقة بقطاع المياه.
تعاون دولي
وقال المدير العام للماء، عمار عادل ، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (هذا التعاون الدولي يتضمن تنفيذ مشاريع تعزز تطوير تقنيات متقدمة لتحلية المياه وإدارتها بشكل مستدام)٬ مبيناً ان (مذكرات التفاهم لا تقتصر على تنفيذ المشاريع، بل تشمل نقل التكنولوجيا والخبرات الحديثة لتطوير الملاكات العراقية، بما يخدم تحسين الأداء وتعزيز كفاءة إدارة الموارد المائية)٬ وأوضح عادل ان (الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقتها الحكومة العراقية عززت البيئة الاستثمارية، ما يفتح الباب أمام تنفيذ مشاريع كبيرة لتحسين البنى التحتية للمياه)، مشيراً الى (أهمية إشراك القطاع الخاص في هذا المجال)٬ واكد عادل (حرص المديرية على التعاون مع الشركاء الدوليين لتنفيذ مشاريع تسهم في توفير مياه نظيفة ومستدامة، بما ينسجم مع رؤية الحكومة في تطوير الخدمات العامة٬ وتحقيق التنمية المستدامة). على صعيد متصل٬ وصف وزير الموارد المائية، عون ذياب، الوضع المائي في العراق بالمقبول، معلناً عن اجتماع مرتقب مع الجانب التركي حول الحصة المائية في شباط المقبل. وقال ذياب في تصريح امس ان (العراق على تواصل مستمر مع الجانب التركي بشأن حصته المائية، ومتابعة الحصص المائية المتدفقة عبر الحدود سواء٬ في نهري دجلة والفرات)٬ لافتاً ان (العلاقة بين العراق وتركيا تشهد تحسناً في الوقت الجاري، وتسعى الوزارة الى خلق جسور تفاهم لاطلاق الحصة المائية)٬ على حد قوله٬ وأضاف ذياب ان (كميات المياه التي تصلنا من الجانب التركي جيدة ومقبولة)٬ مبيناً ان (الاجتماعات مع الجارة تركيا مستمرة، وخلال شباط المقبل سيكون هناك اجتماع مع وفد تركي في العراق). وطمأن الوزير٬ بشأن مياه حوض الفرات٬ مشيراً الى ان الإطلاقات المائية الى نهر الفرات جيدة وأفضل من المتوقع. واوضح ذياب امس ان (العراق يعتمد بنحو 70 بالمئة من المياه على الإيرادات من خارج الحدود)، وبين ان (الإدارة الذكية للمياه تسهم في تحقيق نتائج جيدة)٬ متوقعاً ان (تجري زيادة في الإطلاقات المائية٬ بتساقط للأمطار خلال الأيام المقبلة٬ ما يسهم بتعزيز ورفد الخزانات بالمياه)٬ ونوه الى ان (الإطلاقات المائية الى الفرات جيدة وأفضل من المتوقع)٬ معرباً عن امله في ان (الامطار على حوض الفرات تسهم بشكل جيد في زيادة الإطلاقات سواء على الحدود التركية السورية أو من سد طبقة٬ الذي هو في وضع جيد ويمتلك خزيناً مائياً جيداً). وناقش الوزير مع السفير السويسري في العراق٬ دانيال هول٬ خطط تطوير قطاع الموارد المائية في العراق. وتطرق الاجتماع الى (ازمة المياه وتأثر العراق بقلة الإيرادات المائية٬ وزيادة الطلب على المياه بفعل النمو السكاني وقلة تساقط الامطار)، وأشار ذياب الى (الحلول التي وضعتها الوزارة لتجاوز الأزمات والاستفادة من تجارب الدول المتطورة في مجال الري)٬ موضحاً ان (العراق يعد من أول بلدان الشرق الأوسط الذي أنظم لاتفاقية هلسنكي للمياه)٬ واكد (الاستعداد لفتح افاق التعاون المشترك بين البلدين٬ للاستفادة من خبرات الجانب السويسري في إدارة المياه)٬ لافتاً الى (التعاون المستمر مع معهد جنيف للمياه٬ الذي اسهم بوضع خارطة طريق لعلاقات العراق مع الدول المتشاطئة معه)٬ على حد قوله٬ بدوره عبر السفير السويسري عن (استعداد بلاده للتعاون الكامل مع العراق٬ من اجل تطوير قطاع الري، مرحباً بالدعوة الموجه له لحضور فعاليات مؤتمر بغداد بنسخته الخامسة٬ فضلاً عن إجراء الزيارات الميدانية لأهم مشاريع الوزارة). من جانب اخر٬ تواجه الاهوار ازمة جفاف قاسية٬ ما دعا اهاليها الى تجديد مطالباتهم بإيجاد حلول فورية لمعالجة شح المياه بالمناطق الجنوبية التي تتعرض أراضيها للعطش القاتل. واطلع وزير الموارد خلال زيارة نفذها امس الى محافظة ذي قار٬ على الواقع المائي وزيارة أهوار الجبايش. وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (الزيارة تضمنت متابعة الوضع المائي في المحافظة٬ وجفاف الاهوار بالمنطقة). وناشد أهالي ميسان في وقت سابق٬ الحكومة٬ بإيجاد حلول عاجلة لمشكلة تحول مياه شط الكحلاء٬ في وقت حذر خبراء من تداعيات هذه الظاهرة المقلقة. وشكا مواطنون من (انتشار الطحالب وتلوث مياه شط الكحلاء بالمحافظة٬ بسبب ازمة الجفاف)٬ داعين الجهات المسؤولة الى (إيجاد حلول حقيقية لمشكلة المياه٬ وتوفير الماء الصالح للشرب)٬ واكدت مديرية موارد المحافظة٬ ان (هذه الظاهرة جاءت بسبب النقص الحاد بالمياه)٬ يذكر ان (الشط يغذي قضاء الكحلاء والمشرح وبني هاشم٬ وقرى أخرى مجاورة).