لا بد للنهار أن يشرق
ثامر مراد
مهما غيب الحق يومًا، سيشرع في النهاية، ذلك هو قانون الحياة الذي لا يخيب، مهما طال الزمان أو تكاثرت العواصف. قد يظن البعض أن الظلم قد استمر وأن الباطل قد سيطر على الأفق، ولكن الحقيقة تظل كامنة في قلب الزمن، تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر على السطح. لا شيء يستطيع أن يطمس النور، مهما حاولوا أن يغرقوه في الظلام.
يظل الحق ينمو في الخفاء، مثل الزهور التي تنبت في أعماق الأرض، دون أن يراها أحد. قد يظن البعض أن الباطل هو السائد، ولكن في لحظة حاسمة، وفي وقت لم يكن يتوقعه أحد، يخرج الحق إلى النور ويظهر بريقه كالشمس التي تشرق بعد العاصفة. كلما حاول الظلم أن يحجب شمس الحقيقة، زادت قوتها في الظهور. فحتى لو طال الزمن، يبقى الحق متمسكًا بمبادئه، عازمًا على إظهار نفسه في الوقت الذي يكون فيه الجميع في أمس الحاجة إليه.
إن الحق لا يموت، بل يظل في الانتظار، يراكم قوته في صمت، حتى تأتي اللحظة التي يفرض فيها نفسه على الجميع. هذا هو المسار الطبيعي للعدالة، أن تنبثق من بين طيات المعاناة والظلم، لتصل إلى ذروتها وتعود الأمور إلى نصابها. هذا هو الأمل الذي يعشعش في القلوب المضيئة بالحقيقة. مهما حاول الباطل أن يطيل من عمره، يبقى الحق هو الأساس الذي تبني عليه الأمم حضاراتها، وتصمد أمام كل التحديات.
لقد مرّت الكثير من الأمم والشعوب بلحظات تاريخية عصيبة، حيث كان الباطل يطفو على السطح، والظلم يسيطر على كل شيء. ولكن مع مرور الوقت، أثبتت تجارب الشعوب أن الحق لا يظل محجوبًا إلى الأبد. فما من ظلم يمكن أن يظل مستمرًا دون أن تنكشف حقيقته في النهاية، وما من باطل يستطيع أن يسود إلى الأبد.
إن الحكمة تقول: "مهما غيب الحق يومًا، سيشرع"، وهذه هي الحقيقة التي يجب أن نعيش عليها. علينا أن نؤمن بأن الأيام كفيلة بالكشف عن الحقائق، وأنه لا شيء يضاهي الحقيقة في النهاية. ربما تكون هناك تحديات وصعوبات، ولكنها تظل دروسًا لنا، تعلمنا الصبر والانتظار، وتعطينا الأمل في أن المستقبل يحمل معه العدالة التي ننشدها.
في كل مرة نتعرض فيها للظلم أو نرى الباطل يسيطر، يجب أن نذكر أنفسنا بهذه الحقيقة البسيطة: "مهما غيب الحق يومًا، سيشرع". فالحق قد يتأخر، لكنه لن يتوقف عن المجيء، وكما يقال: "العتمة لا تدوم"، لا بد للنهار أن يشرق
بغداد