الصحافة بين الإبتزاز وإخلاقياتها
محمد فاضل الخفاجي
تعد الصحافة واحدة من أهم المهن في المجتمع، فهي تمثل الركيزة الأساسية للديمقراطية وحرية التعبير. لكن مع ذلك، فإن هذه المهنة تتعرض للكثير من التحديات التي تهدد سمعتها وأخلاقياتها. واحدة من هذه التحديات هي انتشار ظاهرة الابتزاز، حيث يتم تهديد الصحفيين بنشر معلومات مسيئة أو مخزية عنهم في حال عدم تنفيذ مطالب معينة. الابتزاز يؤثر سلباً على أخلاقيات ممارسة مهنة الصحافة، فعندما يكون الصحفي تحت تهديد الابتزاز، فإنه من الصعب عليه أن يعمل بالنزاهة والشفافية التامتين. قد يجد الصحافي نفسه في حاجة إلى إخفاء أو تأجيل بعض المعلومات الحقيقية، أو حتى تزييف بعض التفاصيل، مما يؤثر تأثيراً سلبياً على دوره في نقل الأخبار والمعلومات بموضوعية ومصداقية. لا يجب أن ننسى أن الصحفيين في معظم الأحيان يعملون تحت ضغوط كبيرة، حيث يتوجب عليهم تقديم الأخبار دون تأخير وتسليم التقارير في وقت محدد. هذا الضغط الوقتي قد يدفع الصحفيين إلى اتخاذ قرارات سريعة وشرعية للتعامل مع التهديدات، وقد يجدون أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه. وبذلك يضطر البعض للتنازل عن بعض القيم والمبادئ الأخلاقية لصالح مصلحتهم الشخصية أو لسلامتهم. ختاماً نقول : من الضروري أن يتم تعزيز ودعم قيم وأخلاقيات مهنة الصحافة، لأنها هي الضمانة الأساسية لنقل الأخبار والمعلومات بمصداقية وشفافية. يجب أن يتعلم الصحفيون كيفية التعامل مع تهديدات الابتزاز وضغوطها بطرق ذكية وأخلاقية، مثل البحث عن الدعم القانوني والإعلامي للتصدي لهذه الظاهرة.