الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مأزق السوداني أم مأزق حكومته ؟

بواسطة azzaman

مأزق السوداني أم مأزق حكومته ؟

احمد جبار غرب

 

منذ أن تسلم السوداني مهام منصبه في الحكومة كرئيس وزراء وقلوبنا تنبض بقوة خوفا من اي مفاجأة قد تحدث تعيد العراق الى القهقرى وان كان قريب منها كون الجهة التي انتدبته لهذا المنصب (الاطار الاستراتيجي)لم تحز على ثقة الشعب العراقي بل تعاني من الجفاء وفقدان مؤشر البوصلة مع اغلب العراقيين لاخفاقها في تدوير مشاكل العراقيين ولم تقدم انجازا واحدا على مر العيدين المصريين ووصل الحال الى حافة الانفجار و الغليان الشعبي بعد تظاهرات ثورة تشرين التي زلزلت الواقع العراقي الراقد تحت هيمنة قوى الإسلام السياسي. وبعد الانسحاب الصدري الذي انطوى على خطأ ستراتيجي لايغتفر اقتنص الإطار الفرصة اليانعة وقدم مرشحه للحكومة محمد شياع السوداني

على المستوى الشخصي ويستطيع من يشكك بما اقول الى صفحتي في التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)الاستدلال..شخصيا وضعت السيد السوداني في المختبر بمحاولة قرائته جيدا قبل اتخاذ اي رأي او انتقاد اتجاهه فقد كان الرجل متزنا وعقلانيا في يتسم بالحكمة وبعيد النظر مغلف بالهدوء الساحر ولانه من عراقيي الداخل وكان بتماس مع معاناة الناس ومشاكلهم وكونه قد مر بسلسلة من الندىجات الوظيفية تسمح له بالفوز والانتقاء وجس النبض اضافة الى مزاياه كونه متكلمه بارعا ويجيد انتقاء الفاضه ليس استعراضا إنما مع سير وسياق الكلام المرتبط بالواقع كل هذا الخزين ولأنه عانى كثيرا من الفصل السياسي وذهب والده شهيدا في مرحلة النظام السابق كانت مدخلات لخلق شخصية تعي ماتفعل وتنظر لافق المستقبل ورغم ارتياب اغلب العراقيين بأن الرجل سيطوى تحت أجنحة القوى التي قدمته ونمارس ضغوطات من اجل تمرير أهدافها رغم الفشل السريع الذي أصابها وهي امام مفترق طرق اما تغير نمط التفكير اتجاه الحكم وتغيير الرؤى البالية او مواجهة الاقصاء وربما اكثر من ذلك والشعب وحده هو من يقصي السياسيين استنادا لمعطيات وشواهد العقل الجمعي فإما ان تعطي السوداني حرية كاملة قي إدارة الدولة او هو من يمـــــارس هذا الدور اســــــــتنادا لمؤهـــــــلاته وماعنده و سيفرض منطقه السياسي في إدارة الدولة ورايي الشخصي ان هذا ماحصل ..كمتابعي رأي كنا نراقب الأداء بعين محايدة خشية الوقوع في الاحكام السهلة والتي تنطوي على التسرع وفي المحصل هو لم ينجح في كل خطواته لكن نجح في بعضها قطعا مثل اقامة علاقات جيدة مع المحيطين الإقليمي والدولي من منطلق مصلحة العراق وايضا لديه رؤية اقتصادية في الاستثمار السياسي ودائما عامل الاقتصاد هو المؤثر القوى على كل البنى الأخرى من هنا حاول استنهاض المشاريع الراكدة وقلص ميزانيات الصرف وشد الأحزمة في النفقات الحكومية لأنها تعمل بلا هوادة يجتنبها الفساد في أغلب الأحوال حاول تشكيل لجان جديدة بدلا من اللجان الهرمة التي عفا عليها الزمن وكان يراقب ويفكر ويحث ويكرم. اقترح تشريعات مهمة لاجل تخفيف معاناة الناس . اقترب كثيرا من القوى الناعمة لانه يعلم جيدا أن هذه القوى لها القول الفصل في عراق المستقبل؟دعم الفنانين والرياضيين والادباء وهم النخبة الصفوة في المجتمع العراقي .ورغم انه اخفق في بعض المحاولات الا انه لم ييأس ولازال يعمل مثل تقوية الدينار العراقي .. مكافحة الفساد ..نزع سلاح المليشيات كل هذه المعطيات جعلت من السوداني ايقونة سياسية قادرة على امتصاص صدمات الواقع العراقي المكهرب وقابلت بالارتياحوليس التأييد المطلق كون العراقيين صعبي المراس وغير سهلين ،ومع أحداث فلسطين في غزة وما حولها ارتكب الكيان الصهيوني مجازر مقولة يندى لها جبين الإنسانية وعرت حاكمي المجتمعات التي تدعي التحضر وحماية حقوق الإنسان ولأن قضية فلسطين قضية مركزية بالنسبة للعراق شعبا وحكومات فلا مناص من دعم هذه القضية والوقوف معها بعيدا عن التفاصيل التي يختبى تحتها كل السلبيات وهي قضية العرب الأولى رغم انقضائها ردحا من الزمن الا انها عادت للضهور لشكل قوي ودعمتها كل قوى التحرر في العالم وايضا القوى العربية وايضا مارست القوى العقائدية في البلدان الاربع الضغط المسلح علىةمصالح امريكا وإسرائيل ولها الحق في ذلك ولكن هناك جانب اخر من القضية هي ان هذه القوى التي تنطلق عقائديا وتمثل أجندة محددة خصوصا عندنا في العراق فالقوى التي ندعم السوداني جميعها تمتلك أجنحة مسلحة بالاصالة او الوكالة هي من نحاول الضغط على المصالح الأمريكية علما ان العراق يسعى الى بناء دولة باطار حضاري والسلاح خارج القانون يجب ان يسقط واذا علمنا ان العراق لديه معاهدة الاطار الاستراتيجي مع امريكا وينبغي احترامها فلامجال لضرب السفارة الأمريكية في العراق او المعسكرات الاستشارية كونها أقيمت باتفاق مشترك ولايمكن للحكومة العراقية التنصل منها او محاول إعادة صياغتها والسوداني وقع في المحظور الذي ومابين المطرقة والسندان مابين المشاعر الجارية للقضية الفلسطينية التي لايمكن التخلي عنها ومابين المصالح العراقية العليا التي تشكل العلاقات الدولية مفتاحا لها ياترى ماذا يفعل السوداني ؟هل يتركها تعبث بوصالح العراق والإصرار بمقدراته ام يواجهه بالقوة المسلحة ولأن السوداني يتربا بما تقول اليه الأمور فحاول كبح هذه القوى وقسم منها القوى التي تدعمه بمطاردتهم ومحاولة تقليص نفوذهم ولأن الحكومة بنيت على توافقات سياسية وأصول مجتمعية زادت من إيمان السوداني بضرورة نزع سلاح كل الفصائل لأنها سلاح ذو حدين ولأن الواقع السياسي العراقي مبتلى بالانشقاقات والصراعات وعمليات التسقيط حتم على السوداني ان يكون في موقع قوي على المواجهة وامامه استحقاقات بناء الدولة ومتطلبات ديمومتها نحو الثبات والاستقرار من هذا المنطلق على القوى الداعمة له ان تتخلى عن رؤيتها في اقتناء السلاح وتخزينه واستخدامه ضد مصالح العراق الى نزعه وتجفيفهوحصره في أقل ضرر واما ان تهجر الدولة وبناتها وتمارس هواياتها ولأن اغلب القوى السياسية لديها دوافع براجماتية ومصالح سائلة وثابته فاعتقادي انها ستنصاع الى منطق الحق وهو نزع سلامها والتوجه للبناء وحصر السلاح بيد الو دولة وهي المحتكرة للعنف وحدها ومن هنا ينبغي إدانة كل العمليات التي تهدد مصالح العراق سيما ان الأعداء دائما مايتربصون بالعراق والحاق الضرر يه وعليه ان تكون القوى الداعمة للسوداني ذات عقلية وطنية خالصة حتى تقترب اكثر من هموم الناس ومتطلبات حياتهم بعيدا عن هوس العنف وعسكرة المجتمع فقد سئم العراقيين أحوالهم المعيشية ويتطلعون الى المنقذ او المخلص لهم من آفات مابرحت تفتك بهم وفي معضلات الاقتصاد والبناء والبطالة والغلاء والارتقاء بالمواطن العراقي نحو الركب المنحضر والعيش بكرامة وتلك تحتاج إلى روية في التفكير ونظرة ثاقبة لعمق المشكلات .


مشاهدات 677
الكاتب احمد جبار غرب
أضيف 2023/12/12 - 4:26 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 12:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 351 الشهر 11475 الكلي 9362012
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير