الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
البحث عن وليد مسعود يفضي للوصول إلى العراق

بواسطة azzaman

البحث عن وليد مسعود يفضي للوصول إلى العراق

 

عكاب سالم الطاهر

 

مؤخراً ، انعطفتُ نحو قراءة مؤلفات الروائي الراحل ،الكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا. فبعد قراءتي لروايته ( السفينة )،

كتبت عرضا لها تحت عنوان: السفينة تبحر نحو القدس. وهذه الايام اتممتُ قراءة روايته الأخرى التي حملت عنوان: البحث عن وليد مسعود.

من هو الروائي؟

ولد الروائي جبرا إبراهيم جبرا، عام 1920، في بيت لحم بفلسطين. وحصل على ماجستير ادب انكليزي من جامعة كامبردج في انكلترا .

شغل عدة وظائف . منها: استاذ في الكلية الرشيدية بالقدس. وكلية الآداب والعلوم في بغداد. ورئيس رابطة نقاد الفن في العراق.

انتقل الى جوار ربه، وهو يعيش في احضان وطنه الثاني.. العراق ، مطلع عام 1995.

           هذه  الرواية أمامنا الان نسخة من الطبعة الثالثة من رواية ( البحث عن وليد مسعود). ولأننا نعرف الأرضية الفكرية للروائي،

فإنه ليس صعباً أن نعرف ذات الأرضية لبطل روايته. فعلى تضاريس أحداث الرواية ، بدت الملامح المجسدة لهذا البطل . ويقدمه الروائي على هذا النحو: شاب فلسطيني في الرابعة والعشرين من عمره. اسمه يتردد في عوالم كنت غريباً فيها.

في أواخر الأربعينات ثم في الخمسينات ، أعوام التشتت الفلسطيني الاولى.. كانت هناك عوالم تبهرني ولكني لا افهمها. اما لوليد فقد

كانت هي الجو الذي لا يستطيع  التنفس الا فيه. تلك بعض ملامح وليد مسعود. بالأصح ملامح بداية تكونه ووعيه. وهي بداية تفضي إلى الأحداث اللاحقة في حياة بطل هذه الرواية.

اللقاء مع بغداد

عام 1948 ، حلت عائلته في بيت لحم قادمة من القدس. لكن وليد لم يلتحق بهم. حيث قصد بغداد. وكانت هذه المدينة العراقية العريقة ، شأنها شأن المدن العراقية الأخرى ، واحدة من الأشجار الباسقة التي تفيأ بظلها الفلسطينيون الذين أجبروا على النزوح من بلدهم.

كانت واحة استراح فيها الفلسطيني وليد مسعود. بعد مسيرة غربة ومعاناة. لكنها استراحة مؤقتة. لقد استقر في بغداد. وكان ( التراب يتحول الذهب بين يديه ). لكن ذلك كان محطة فقط في حياته.

 في الرطبة

وليد مسعود يسافر إلى خارج العراق عن طريق الرطبة.احد اصدقائه يقول: عندما انتهينا من معاملات جواز السفر في الرطبة عند منتصف الليل ، رأينا وليد يدخل وبيده جواز سفره. حييناه وودعناه. ومن لحظتها اختفى وليد. وحضرت المئات من الاسئلة حول اختفائه.

  لقد ترك سيارته على قارعة الطريق غربي الرطبة. وترك شريطاً داخل المسجل في سيارته. قال فيه اشياء كثيرة. ولم يقل الشيئ المطلوب: إلى أين ذهب؟. وبدأت رحلة البحث عن وليد مسعود. وهاهو الدكتور جواد حسني _ كما تقول الرواية _ يبدأ البحث مستدلاً

بشيئ من منظور كاظم اسماعيل وابراهيم الحاج نوفل .

نحو بعقوبة

وفي موضع آخر نقرأ في الرواية: وانعطفت السيارة نحو بعقوبة. وكشف نورُها طريقاً طويلاً. وذلك ليس نقطة ضعف في هذا العمل الروائي الرصين. فالارض العراقية هي مسرح احداث الرواية. وان كان بعض شخوص الرواية البارزين هم من الفلسطينيين.

هذه الرواية ، بصفحاتها القريبة من الاربعمائة ، نتاج روائي محمل بالمشاعر الإنسانية ، لروائي راحل هو الاديب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا . الذي عرفناه في أعمال روائية عديدة. منها: صراخ في ليل طويل. و... صيادون في شارع ضيق .

 

 


مشاهدات 439
الكاتب عكاب سالم الطاهر
أضيف 2023/11/17 - 2:37 PM
آخر تحديث 2024/09/24 - 7:13 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 1162 الشهر 39719 الكلي 10028341
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير