الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ما‭ ‬قاله‭ ‬مبارك‭ ‬

بواسطة azzaman

ما‭ ‬قاله‭ ‬مبارك‭ ‬

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬

 

في‭ ‬التسجيلات‭ ‬التي‭ ‬تحدّث‭ ‬فيها‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬الراحل‭ ‬محمد‭ ‬حسني‭ ‬مبارك‭ ‬عن‭ ‬أوضاع‭ ‬مصر‭ ‬وبعض‭ ‬محطات‭ ‬حكمه‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خرج‭ ‬من‭ ‬السلطة،‭  ‬معلومات‭ ‬مهمة‭ ‬عن‭ ‬أفق‭ ‬التفكير‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬الصراع،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬موضوع‭ ‬غزة،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬تحت‭ ‬الرعاية‭ ‬المصرية‭ ‬تاريخياً‭. ‬يقول‭ ‬مبارك‭ ‬انَّ‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬نتانياهو‭ ‬فاتحه‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يغادر‭ ‬منصبه‭ ‬بستة‭ ‬أشهر،‭ ‬ومن‭ ‬باب‭ ‬جس‭ ‬النبض،‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬ان‭ ‬يتفق‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬انهاء‭ ‬وجود‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترحليهم‭ ‬الى‭ ‬أرض‭ ‬مصرية،‭ ‬فردَّ‭ ‬عليه‭ ‬مبارك‭ ‬بوضوح‭ ‬بأنّ‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬ينسى‭ ‬هذا‭ ‬الامر،‭ ‬لأنه‭ ‬لن‭ ‬يقوم‭ ‬هو‭ ‬شخصياً‭ ‬أو‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬‭ ‬اثخن”‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار،‭ ‬وسأل‭ ‬مبارك‭ ‬محدثه‭ ‬نتانياهو‭: ‬هل‭ ‬تريدنا‭ ‬ان‭ ‬نعود‭ ‬نتحارب‭ ‬معكم‭ ‬من‭ ‬جديد؟

‭ ‬ويبدو‭ ‬انّ‭ ‬نتانياهو‭ ‬الذي‭ ‬غادر‭ ‬السلطة‭ ‬ثمّ‭ ‬عاد‭ ‬اليها‭ ‬بعد‭ ‬سنوات،‭ ‬لم‭ ‬ينس‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬مبارك،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تلتها‭ ‬اذ‭ ‬لا‭ ‬يمضي‭ ‬شهر‭ ‬إلا‭ ‬وعادت‭ ‬التسريبات‭ ‬المصرية‭ ‬الى‭ ‬الاعلام‭ ‬تذكّر‭ ‬بأنّّ‭ ‬هناك‭ ‬مخططات‭ ‬لإعادة‭ ‬توطين‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬سيناء،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ترفضه‭ ‬مصر‭ ‬رفضا‭ ‬قاطعا‭ ‬بحسب‭ ‬كل‭ ‬المعطيات‭ ‬التي‭ ‬اعلنت‭ ‬عنها‭.‬

لكن‭ ‬كل‭ ‬التوجهات‭ ‬والسياسات‭ ‬العامة‭ ‬وحتى‭ ‬الثوابت،‭ ‬تتعرض‭ ‬للاهتزاز‭ ‬حين‭ ‬تحدث‭ ‬المفاجآت،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬الحروب،‭ ‬ويصبح‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬كواقع‭ ‬والتحول‭ ‬الى‭ ‬موقف‭ ‬التخفيف‭ ‬من‭ ‬اثارها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وقعت‭ ‬فعلاً‭.‬

هناك‭ ‬انذار‭ ‬إسرائيلي‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭ ‬بالرحيل،‭ ‬وهي‭ ‬دعوة‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ضمان‭ ‬من‭ ‬احد‭ ‬بعدم‭ ‬امتدادها‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬القطاع‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬الى‭ ‬اين‭ ‬الرحيل‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬منفذ‭ ‬سوى‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬الذي‭ ‬يدرك‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬انّ‭ ‬الخروج‭ ‬منه‭ ‬لا‭ ‬يضمن‭ ‬لأحد‭ ‬إمكانية‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬القطاع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬مصر‭ ‬تواجه‭ ‬ضغوطاً‭ ‬امام‭ ‬الحالات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تخرج‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬اذا‭ ‬زادت‭ ‬حدة‭ ‬وحشية‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬في‭ ‬قصف‭ ‬المدنيين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬المبرمجة‭ ‬لمسح‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية‭ ‬كاملة‭ ‬وتوفير‭ ‬خط‭ ‬حماية‭ ‬إسرائيلي‭ ‬جديد‭ ‬بما‭ ‬يشبه‭ ‬غلافاً‭ ‬داخلياً‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬يضاف‭ ‬لغلافها‭ ‬الخارجي‭ ‬السابق‭ ‬المكتظ‭ ‬بالمستوطنات‭.‬

‭ ‬العرب‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬حالاتهم‭ ‬من‭ ‬الضعف‭ ‬اليوم،‭ ‬وهم‭ ‬منقسمون‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬تريد‭ ‬مواجهة‭ ‬المشروع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الجديد‭ ‬لكنها‭ ‬مكبلة‭ ‬بالديون‭ ‬والاعانات‭ ‬التي‭ ‬تستجديها‭ ‬من‭ ‬الراعي‭ ‬الأكبر‭ ‬لإسرائيل‭ ‬مع‭ ‬اختلالات‭ ‬سياسية‭ ‬بنيوية‭ ‬داخلية‭ ‬غير‭ ‬معالجة،‭ ‬وبين‭ ‬دول‭ ‬اخرى‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬حلاوة‭ ‬التطبيع‭ ‬على‭ ‬لسانها‭ ‬ولا‭ ‬تريد‭ ‬التفريط‭ ‬بما‭ ‬وصلت‭ ‬اليه‭ ‬لمجرد‭ ‬“قضية‭ ‬فلسطينية”‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬نهاية‭ ‬منظورة‭. ‬وهناك‭ ‬قسم‭ ‬اخر‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬يمارس‭ ‬رياضة‭ ‬إطلاق‭ ‬الأصوات‭ ‬المنعشة‭ ‬للحناجر‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬والشوارع‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬الى‭ ‬العراق‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬واليمن‭. ‬

برغم‭ ‬ذلك‭ ‬الاختلاط،‭ ‬والضعف،‭ ‬هناك‭ ‬تضحيات‭ ‬عظيمة‭ ‬يبدو‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مَن‭ ‬يتقن‭ ‬بذلها‭ ‬على‭ ‬الكوكب‭ ‬سوى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬الضفة،‭ ‬وينافسهم‭ ‬فيها‭ ‬فقط‭ ‬العراقيون‭ ‬والسوريون‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬ما‭ ‬يهدّد‭ ‬به‭ ‬نتانياهو‭ ‬من‭ ‬تغيير‭ ‬لخارطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬أثمان‭ ‬كبيرة‭ ‬وخطيرة‭ ‬تدفعها‭ ‬تل‭ ‬ابيب‭ ‬أيضاً‭ ‬،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬نتانياهو‭ ‬شخصياً،‭ ‬ولعلّه‭ ‬بسبب‭ ‬شدة‭ ‬الصدمة‭ ‬والتبعية‭ ‬العمياء‭ ‬لتيار‭ ‬التطرف‭ ‬الديني‭ ‬لا‭ ‬يفقه‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حوله‭ ‬وما‭ ‬يتفوه‭ ‬به‭ . ‬

 

رئيس التحرير-الطبعة الدولية


مشاهدات 749
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬
أضيف 2023/10/14 - 10:37 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:07 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 43 الشهر 43 الكلي 9362115
الوقت الآن
الإثنين 2024/7/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير