مؤلف كتاب بغداد العاصمة الأبدية بالفرنسية علاء التميمي: لخصت ألف عام من عمر بغداد في كتاب واحد
هاشم حسن التميمي
صدر مؤخرا عن دار النشر الفرنسية Librinova في باريس. كتاب جديد بطبعة انيقة بعنوان (بغداد العاصمة الابدية) للاكاديمي العراقي المقيم في كندا الدكتور علاء محمود التميمي
ولقى الكتاب قبولا واستحسانا من كل محبي بغداد من العرب والاجانب. ووسائل الاعلام الغربية والجامعات الاوربية والكندية.ويظهر الكتاب من غلاقه الجذاب رموز بغدادية عريقة دجلة وجسورها ونخلها ونصب الشهيد وتمثال ابو الطيب المتنبي.
يعد التميمي من ابرز الشخصيات الوطنية والعقول الاكاديمية فقد تولى مناصب ومراكز مهنية مرموقة خارج العراق وعاد مباشرة بعد سقوط النظام متطوعا لتنفيذ اعمال كبيرة لتحقيق حلم العراقيين في الديمقراطية والتنمية وتولى مسؤولية امانة بغداد في ظروف صعبة وتخصيصات شحيحة وحاول اقناع اصحاب القرار ببرامجه وخططه فلم يجد اذان صاغية وعقول متفتحة.
يقول المؤلف الذي يعيش في كندا حاليا في حوار قصير مع الزمان ان اصدار هذا الكتاب باللغة الفرنسية ونشره وتوزيعه في باريس في هذا التوقيت يعبر عن رغبة شخصية ومنهح للتعريف ببغداد الحضارة من خلال لغة عالمية اقترنت بالثقافة وهي منتشرة في العديد من القارات ، وهي لغة عزيزة علينا بسبب صلاتها الخاصة بالمدن الفرنسية التي درست فيها، وهذا الاختيار له معنى رمزي ودلالة في نفسي ووجداني
□ وماذا عن محتوى الكتاب ؟
هذا الكتاب هو سرد لتاريخ بغداد الغني، وبنائها الحضري خلال ثلاثة عشر قرنا حيث يتيح للقراء الناطقين بالفرنسية الفرصة لمعرفة المزيد عن العاصمة العراقية. ولكن أيضًا، من شأنه أن يسمح للفرانكفونيين في شمال إفريقيا وأفريقيا بشكل عام باكتشاف هذه المدينة الرمزية التي تتعرض وللاسف للتشويه لقيام بعض وسائل الإعلام برسم صورة ذهنية سيئة للغاية ومبالغ فيها ومقطوعة عن اصولها وعصورها المزدهرة ودورها في انبعاث الحضارة العربية الاسلامية ومساهمتها الريادية في الفكر العالمي. قبل كل المدن. الاخرى فضلا عن كونها امتدادا لحضارة العراق العريقة التي علمت البشرية الكتابة والزراعة والثقافة والفنون وكل الحقول المعرفية الاخرى.
يحتوي الكتاب على 300 صفحة، موزعة على ستة فصول تستعرص.
الفترات المختلفة لتاريخ المدينة وتطورها الحضري
يتناول الفصل الأول تاريخ بناء المدينة المستديرة من قبل العباسيين، ويسلط الضوء على تخطيط هذه العاصمة المستقبلية للإمبراطورية الإسلامية التي تم غزوها، كما هو موضح في الفصل الثاني من قبل سلسلة من المعتدين المغول والتتار والفرس والعثمانيين. وبعدهم البريطانيين والامريكان
يستمر السرد في الفصل الثالث، ويرسم صورة لبغداد، في ظل الانتداب البريطاني وفي ظل النظام الملكي العراقي من 1917 إلى 1958.
يتكشف التاريخ البغدادي في الفصل الرابع الذي يعرض ولادة جمهورية العراق وقضاياها الحضرية، ويسلط الضوء أيضًا على ازدهار الأعمال الفنية في قلب العاصمة.
□ وماذا بعد …؟
في نهاية الكتاب وبعد عرض اوضاع المدينة الواقعة تحت الاحتلال الامريكي سلط المؤلف الضوء على ضرورة التركيز على تنمية العاصمة والاهتمام بمركز المدينة التاريخي لاحيائه كونه يمثل تاريخا حضريا للمدينة خلال فترة تزيد عن الف عام وكذلك التركيز على الخطط المستقبلية للمدينة خلال العقد القادم …حاولت ان الخص مسيرة الف عام من عمر بغداد في 300 صفحة.
□ و كيف ترى بغداد الان وكنت امينها عام 2004؟
تعيش بغداد على مدى العقود الاخيرة في واقع صعب ومعقد وخضعت لتداعيات انهكتها وحرمتها من فرص حقيقية للتنمية والتطور والتحديث لاسيما انها تمتلك قدرات هائلة. مادبة وبشرية وعقول فذة اسهمت في حركة تطور العديد من الدول الكبرى وتركت بصماتها في اشهر المدن والجامعات وحقول المعرفة ومسارات الحياة العامة والثقافة والتكنلوجيا والطب والفنون والعمارة ..،وتتطلع. اهالي هذه المدينة العريقة إلى مستقبل افضل يليق باسمها كعاصمة أبدية للعراق
بغداد فخورة بماضيها الذي يركز عليه الكاتب ويستعرض ما قدمه علمائها وادبائها للحضارات العربية والاسلامية والعالمية على مدى تاريخها . الطويل
هذا الكتاب يجعل القراء يكتشفون تاريخ بغداد في ضوء التطور الحضري للعاصمة.
وهل ترى بصيص امل ينهض ببغداد وينقذها من محنتها..؟
لا اريد ان اعمق مشاعرالاحباط والتشاؤم. بين الناس لكنني اقول ان بغداد والعراق كله يستحق حياة احسن وواقع اجمل وثقافة اشمل وللاسف ان الصراعات السياسية التي اعقبت موجات الارهاب والاستحواذ على السلطة ضيعت فرص ثمينة من عمر الوطن والمواطن وخلقت اجواء طاردة للكفاءات الوطنية والعقول القادرة على التغيير والتحديث وتحدثت بصراحة وللتاريخ عن تجربتي في كتابي كنت امينا لبغداد. وسلطت الضوء على اشكاليات مؤسسة الحكم في العراق….العراق يكتنز قوة حضارية جعلته يتجدد عبر كل انتكاسة المت به عبر تاريخه الطويل….ونتمنى بل نعمل من اجل عراق حضاري متمدن لتعود بغداد ام الدنيا وشمسها التي لا تغيب. وهذا مرهون بالارادة الوطنية الحرة والادارة الحكيمة لاليات التغيير المنشود.
وفي الختام نتساءل عبر (الزمان) الى متى تبقى انظمة الحكم جاهلة ومتجاهلة لاهمية مشاركة عقول وطنية نيرة في نهضة البلاد وصنع حضارة جديدة تتوافر قدراتها ومقدراتها تحاري العالم ولايبالغ من يدعي قدرتها على التفوق لاسيما هنالك من يعشق بغداد حد الذهول مثل التميمي الذي يعيش في بغداد وهو في منفاه البعيد ومثله الكثير. عيونهم ترى وتتابع وقلوبهم تحترق على وطن يتمــــــزق.