الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ليس عيباً الإعتراف بتخلّفنا

بواسطة azzaman

كلام أبيض

ليس عيباً الإعتراف بتخلّفنا

جليل وادي

 

علينا قول الحقيقة وان كانت مرة ، هذا اذا أردنا الارتقاء ببلادنا وتوفير حياة هانئة لشعبنا كالتي تنعم بها المجتمعات من حولنا ، فالبعض لا يريد مواجهة الحقيقة متذرعا بتشويه صورتنا في أنظار الآخرين ، والنيل من قيمتنا ونحن الذين لنا من التاريخ أكثره اشراقا ، ومن الشرف أشده اعتبارا ، ومن الكرم أعظمه عطاء ، نعم هذا رصيدنا الذي نريد استثماره لحاضر بهي ومستقبل آمن .

لا أدري ان كنت مخطئا ، ولكن هذا ما أراه ، قد تكون زاوية نظري مختلفة ،  ولا أرى من الأشياء الا أحطها ، بينما هي ضيقة ولا تستوجب كل هذا الكلام ، وربما أُتهم بالمبالغة. ما أراه شيوعا واضحا للمادي من القيم على حساب ما هو معنوي ، بينما جمال الحياة ومعناها يكمن فيما هو معنوي بالدرجة الأساس ، وان من شأن النزعة المادية تغذية روح التوحش والغلبة في النفوس ومنها : الصراع بين الناس على أتفه الأمور ، عدم السماح لك بالمرور ، التجاوز على دورك عند الشراء او مراجعة دائرة ، يغشك بائع ببضاعته ، ويتحايل عليك فتدفع أعلى من ثمنها ، عدم الشكر لخدمة أسديتها وغيرها كثير .

بالمقابل ينزع الأطباء والصيادلة عن مهنتهم كل ما هو انساني ، فلا ينظرون الى المريض الا كخزانة مال لابد من افراغها ، يتآمرون عليه مع أصحاب الصيدليات والمختبرات  ، فيطلبون منه اجراء تحليلات لا يحتاجها ، ومن الدواء ما لا يقتضيه مرضه ، مع انهم يصنفون على النخبة الأفضل تعليما والأكثر وعيا ، وهل رأيتم نخبة بهذا الشكل ؟.

ليس بمقدورنا الشعور بالمواطنة ، وتعزيز الانتماء للوطن ، مالم يكن سلوك رجل الأمن معنا مهذبا ، وانه وجد لخدمتنا ، لا أن يتعامل معنا بخشونة وبألفاظ مستفزة وتسلطية ، وكأننا مجرمون ، لا شك ان هذا سلوك فردي ، وما توصي به المؤسسة الأمنية على عكسه تماما ، ومعلومة جهودهم الكبيرة وظروف عملهم الخطرة ، لكن الظاهرة تتسع ، واتساعها يكّره الناس بالوطن ، بينما نريدهم محبين له ، ومستعدين للتضحية من أجله ، فليس حكيما أن يأخذنا التحسب الأمني لمجرم واحد غير معروف أن نُذل آلاف المواطنين ، فمئة مجرم خارج قضبان السجن أهون بكثير من بريء واحد داخله كما تقول حكمتنا ، أظن ان اختيارنا لرجال الأمن يجب أن يكون محسوبا ، والضرورة تتطلب تنظيم ما يكفي من الدورات التثقيفية الجادة والحقيقية ، وليس للادعاء بالنشاط كما يجري في بعض مؤسساتنا .

بماذا نفسر الاعتداء على البيئة التي نعيش فيها ، وماذا يعني ألا تخطر نظافة الأحياء والمدن في أذهان مواطنينا ، ولِمَ يرم شاب علبة المشروبات والمناديل الورقية في الشارع من نافذة سيارته ؟ لا يمكن لأضخم بلدية ان تجعل من شوارعنا نظيفة وجميلة بلا تعاون المواطنين ، او بلا مواطن نظيف.

ما ذا يعني ان يتصارع السياسيون للوصول الى دوائر صنع القرار بهدف الاثراء والنفوذ والوجاهة وليس لخدمة المجتمع ،  ولا ثراء ونفوذ ووجاهة الا بسرقة الناس ونحر الوطن ، والا لِمَ التقاتل على تلك المناصب حتى بين غير المختصين بالمجال السياسي ؟، ومنهم ليسوا أكثر من مغامرين ، ولا تتوافر أية قناعة لدى الناس بهم ، ومع ذلك ينتخبونهم .

قد يزعج كلامي الكثير من الذين يرغبون بأن يظل المجتمع حبيس الوهم بالقول : ان بلادنا تتراجع ومجتمعنا يتخلف ، وان مساحة الوعي ضئيلة ، وعلى النقيض تتعاظم في بلادنا أكداس الشهادات الجامعية  ، أي تناقض قاتل هذا ؟، زيادة في كم الشهادات ، بينما التخلف يتسع والوعي يتراجع والبلاد تراوح مكانها .

قلت سابقا وأكرر قولي : ان الثقافة هي المدخل السليم للارتقاء ، وانها العلاج لجميع المظاهر غير المرغوبة ، وانها الضابط لسلوك الأفراد عندما تضعف سيادة القانون ، وبإهمالها يتنمر المجتمع وتزداد وحشيته . وليس من جهة قادرة على غرس الثقافة غير المدرسة ، ولا يمكن التعويل على غيرها أبدا  ،  ولكن المدرسة مهملة ، ومراجعة مسيرتها متوقفة.

 

jwhj1963@yahoo.com


مشاهدات 635
أضيف 2023/07/02 - 4:11 PM
آخر تحديث 2024/07/17 - 4:53 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 259 الشهر 7827 الكلي 9369899
الوقت الآن
الخميس 2024/7/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير