كيف تكون معلماً مبدعاً؟
علاء جواد كاظم
يشير مصطلح الابداع الى التفكير بطريقة ابداعية خارجة عن المالوف والتفكير بشكل غير تقليدي، كي تصبح معلما مبدعا في مجال عملك يستدعي الامر الكثير من التفكير ويتطلب منك امتلاك مهارة "التفكير خارج الصندوق" والابتعاد عن الالتزام بالمعايير والممارسات التقليدية وان تكون مبدعا ينبغي عليك ان تمتلك القدرة على الخروج بافكار خلاقة وفريدة من نوعها، وان تستجيب بمرونة عالية وابداع لمواجهة التحديات والمشاكل التي تواجه عملك التربوي.
وان واحدة من ادوات التفكير الابداعي والابتكاري هو القراءة والمطالعة المركزة والمستمرة يوميا وهذا يعني التعلم الذاتي واكتساب الكفاءات الرقمية، لان التعليم الرسمي الحكومي يمنحنا الادوات اللازمة لكي نصبح متعلمين، اما التعلم الذاتي يمنحنا الادوات كي نصبح مبتكرين ومبدعين في مجالات مختلفة ومدى الحياة، لذا يعتبر التعليم الذاتي جزء حيوي وفعال في نمو شخصية الفرد وتطور افكاره ويركز على بناء الوعي وتطوير المواهب وتحسين المهارات الذاتية الضرورية في كل جوانب الحياة اليومية.
وتعرف الكفاءات الرقمية للمعلمين على انها مجموعة من المهارات والمعارف الشخصية التي تعطي الشخص القدرة على الاستعمال الاستراتيجي للبيانات والمعلومات وتنظيم وتخطيط عمله وكيفية الابتكار والقدرة على التكيف مع نشاطات غير عادية عن طريق التقنيات الرقمية، وان استعمال اي وسيلة رقمية يتم من خلالها الوصول الى هدف معين يعتبر كفاءة رقمية، وظهر في الاونة الاخيرة، مفهوم التحول الرقمي في جميع القطاعات منها الصناعة والزراعة والتعليم وغيرها، وجاءت فكرة الكفاءات الرقمية في التعليم من خلال مصطلح (التعليم المعزز بالتكنولوجيا)، ويعتبر هذا النمط من التعليم احد وسائل استعمال المهارات الرقمية، وهو امر مبتكر للوسائل والتقنيات الرقمية، وهذا النوع من المهارات يوفر الاستعمال الامثل للتقنيات الرقمية من خلال المعلمين، وتوفر هذه الكفاءات الرقمية القدرة والامكانية على التدريس مستقبلا في حال ان الكوادر التربوية والطلبة يرغبون في معرفتها ويجيدون استخدامها في مجال عملهم، وتكمن اهمية المهارات والكفاءات الرقمية في سوق العمل، وحتى في ابسط الاعمال نحتاجها، ونجد ان ما يقارب (92 بالمئة ) من الشركات تتطلب مستوى جيد من المهارات الرقمية من العاملين لديها، وهذا الطلب المتزايد على هذه الكفاءات الرقمية في الاسواق العالمية جاء من اجل تمكين واثبات الموظف نفسة بالعمل وزيادة فرص الحصول على الوظائف على العكس من هولاء الذين يفتقرون الى تلك الكفاءات او المهارات الضروية.
من فوائد الكفاءات الرقمية نحو التحول الرقمي في عملية التعليم والتعلم، حيث يتوقع ان كل طفل سيكون قادرا على استعمال واجادة استخدام الادوات الرقمية بشكل كامل حين تخرجه من المدرسة، وبالتالي سيوفر له المرونة العالية في التعامل مع متطلبات سوق العمل الرقمية مستقبلا، ومن الموشرات في الافق القريب هو تحول المعلم عبر خدمات الانترنيت لمزاولة عملية التعليم عن بعد تقليلا للجهد والوقت والكلفة اللازمة، وان اهمية تنمية المهارات او الكفاءات الرقمية للمعلم باستعمال التكنولوجيات المستحدثة وتقييم مستوى الاداء سيخلق تحقيق روية معاصرة لعملية التعليم والتعلم.