كيف الوصول لتخوم دولة ؟

فريد حسن

تتأجل الانتخابات وتستمر الحكومات لتعمل على اساس تصريف الاعمال وكأن العراق حديث عهد بامكانية بناء المؤسسات التنفيذية واقرار القوانين الحكيمة التي تخدم المواطن لان الملاحظ في الامر ومنذ عام الاحتلال اغلب القرارات هي لصالح امتيازات اعضاء البرلمان والوزراء والمناصب والدرجات العليا بدليل لم يزل خريجو المعاهد والكليات منتظمون في طوابير سنوية وفي كل عام يزداد العدد طرديا والتجاوب الحكومي ببصمة عكسية لتحقيق امال واماني هؤلاء الخريجين .

ان المشكلة الاساسية ان اية تشكيلة حكومية تأتي وكأنها تبدأ من (الصفر) انما ذلك يعني ويحمل من مضامين معانييه ان ما قبلها لم تفعل شيئا والا لكانت الحكومة الجديدة تبدأ من حيث انتهت سابقتها، والمشكلة العقيمة والتي تتفق عليها جميع الحكومات المشكلة منذ عام الاحتلال فقط تهتم بامور خدماتية جانبية غير مهمة ولا ذات منفعة للوطن والمواطن اضافة الى وعود مسجلة على الورق ضمن اطار البرنامج الحكومي ودون تنفيذ ،ان الحكومة الوطنية تحمل معناها الوطني والاخلاص عندما تنتج وتمنع الاستيراد فعليها ان تقيم المصانع وتعيد معامل التصنيع الى الخدمة لتفتح المجال لتعيين الخريجين ولكي تحتفظ بالعملة الصعبة التي تذهب سدىً الى جيوب دول الجوار كما على الحكومة ان تهتم بالجانب الزراعي وتهيأ الفرصة للفلاحين وخريجي الاقسام العلمية لكليات الزراعة لممارسة دورهم في الانتاج وزيادة الانتاج المحلي بدلا من الاستيراد من دول الجوار علما ان العراق يزخر ويتمتع باراض وتربة صالحة ومياه غزيرة واجواء مشجعة على الزراعة .

كما على الحكومة الحالية واجب اخلاقي في اصدار قرار يوجب جميع الوزراء (الحرامية) والذين يعيشون خارج البلد الى العودة او اعادتهم عن طريق الشرطة الدولية (الانتربول) وتقديمهم لمحاكمة علنية لما اقترفوه من جرائم بحق اهل العراق ومحاسبتهم واعادة الاموال التي نهبوها كائن من كان ومن اي حزب كان . منذ عام الاحتلال كان بامكان الحكومات اقامة عشرات المحطات الكهربائية بدلا من استيرادها ولكن تبين ان هنالك لعبة والاصل هو الولاء الخارجي .

ان صفة الوطنية تطلق على الحكومة التي تخدم مواطنيها وتعمل على ازدهار الشعب وتأمين متطلبات معيشته وتضرب بيد من حديد كل الفاسدين وسُراق المال العام مهما علا شأنه ومهما بلغت قوته لان الدولة التي تمثل الشعب اقوى من كل المنحرفين الذين يسطون على مقدرات الوطن من خلال الميليشيات الوقحة الخارجة عن القانون ( قطاع طرق) .

يأمل العراقيون ان تكون هنالك حكومة من رحم العراق وليست حكومة موجهة من الخارج حكومة ذات سيادة ومؤهلة عراقيا ومؤمنة بتراب الوطن ومكافحة من أجل العراق لاغير وعندها سيبارك الله مساعيها

لننتظر وقد دام الانتظار للوصول لتخوم دولة  ؟