التعليم.. أهميته ووظائفه وأنواعه
سامي الزبيدي
1. يعد التعليم أساس الحياة العلمية والتعليمية التي يتم من خلالها انتقال المعلومات والأفكار والاتجاهات والمهارات والفنون من خلال الوسائل المختلفة التي يتفق المعلمون والمربون على تطبيقها رغم وجود الاختلافات في اتجاهاتهم ,والتعليم النور الذي يزيل ظلام الجهل ويفتح الأبواب واسعة أمام الإنسان لتطوير قدراته وإمكاناته والرقي بنفسه وخدمة وطنه وشعبه , والهدف الأساس للتعليم هو إعداد الفرد ليكون قادراً على المضي في درب المعارف والعلم والمعلومات لتحقيق طموحاته وأهدافه وليكون نافعاً لمجتمعه ووطنه وربما للبشرية أجمع.
2. تعريف التعليم
التعليم هو عملية بناء الفرد ومحو أمية المجتمع وهو المحرك الأساس في تطور الحضارات والأمم ومقياس تطور ونماء المجتمعات وتقييم المجتمعات يتم على أساس نسبة المتعلمين فيها ,وهو أيضاً العملية التي تمارس من قبل المعلم بهدف نقل المعارف والمهارات الى الطلبة وتنمية اتجاهاتهم نحوها , ويعد التعلم هو الناتج الحقيقي لعملية التعليم , وهو أيضاً عملية تلقي والمهارات والقيم من خلال الدراسة أو الخبرات مما يؤدي الى تغيير دائم في السلوك وتغيير قابل للقياس وانتقائي بحيث يعيد توجيه الفرد ويعيد تشكيل بنية تفكيره العقلية و هناك تعاريف عديدة لعملية التعليم تصب في نفس المعنى .
3. وظائف التعليم
للتعليم وظائف عديدة أهمها :
أ .التعليم تغيير في الأداء والسلوك كتغيير الحالة العلمية من حالة الى أفضل .
ب .التعليم تغيير في التنظيم الانفعالي كتغيير العواطف والميول والسلوك .
ج .التعليم تغيير في التنظيم المعرفي ويتضمن سعي الفرد لمعرفة كيفية معالجة الحقائق أو المواقف بصورة منظمة.
4. أنواع التعليم
هنالك عدة أنواع للتـــعليم وهي:
أ. التعليم العام وهو التعليم الذي يهتم بإعداد مواطنين لهم القدرة على المعرفة والاستنارة وتحمل المسؤولية.
ب . التعليم المهني وهو التعليم الذي يهتم بإعداد مواطنين مؤهلين للعمل بالمهن المختلفة وهذا الـــنوع من التعليم تضطلع به المدارس والمعاهد الفنية والمهــــنية كتعليم النجارة والمعادن والزراعة والصناعة.
ج. وهناك أنواع أخرى للتعليم كتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة أو تعليم الكبار .
5.شروط التعليم
للتعليم شروط عديدة أهمها:
أ . وجود الفرد أمام موقف جديد أو عقبة تعترض إرضاء حاجاته أي توجد مشكلة يجب حلها . ب . وجود دافع يدفع الفرد للتعليم .
ج . بلوغ الفرد مستوى من القدرة على الاستيعاب (النضج والفهم ) .
د. العمل بالعلم والاستفادة منه 6 . أساليب التعليم
هناك ثلاثة أساليب للتعليم هي: أ. التعليم النظامي وهو التعليم الذي يتلقونه الناس في المدرسة ويعرف بالتعليم المدرسي .
ب .التعليم التلقائي وهو التعليم الذي يتعلمونه الناس من خلال ممارساتهم الحياتية اليومية .
ج. التعليم غير الرسمي وهو التعليم الذي يكون بين التعليم النظامي والتلقائي. 7. العوامل المساعدة على التعليم الجيد
توجد عدة عوامل تساعد على التعليم الجيد أهمها:
أ.التكرار لتسهيل وتبسيط وتنظيم مواضيع التعليم لتسهيل استيعابها .
ب .الدقة وتأتي نتيجة التكرار والمتابعة فبتكرار كتاباتنا وطروحاتنا تكون أدق من سابقاتها
ج . التنظيم والتنويع وهي تعليم عدة مواضيع في آن واحد د . الحداثة وهي الميل لتعلم كل ما هو حديث وجديد
ه. الأثر وهو الميل لمعرفة شئ معين لم يتم الإشباع من معرفته. 8. العمليات العقلية في التعليم وأهم شروطها
أ . الإدراك بوسيلة تفاعل الإنسان مع بيئته ويعتمد هذا على الاستعداد العام للمتعلم ودرجة الانتباه علماً ان الفرد يدرك الكل قبل الجزء ويدرك الشكل العام قبل إدراكه للمساحة الأقل .
ب . التذكر وهو استرجاع الأحداث والخبرات أو المواقف الشخصية السابقة وهو ليس التخيل .
ج. الحفظ وهو استدعاء الأمور التي تعلمناها سابقاً والنسيان هو الجانب السلبي له وقد توصلت الدراسات الى نتائج مهـــــــــــمة بصددهما وهي
أولاً . ان نسبة النسيان تكون سريعة و كبيرة بعد عملية التعليم مباشرة وان هذه السرعة تقل تدريجياً لحين وصولها الى حد معين قد يتذكر أو ينسى الفرد كل شئ .
ثانياً . نسبة النسيان أقل في الموضوع الذي يفهمه الفرد وأكثر من الذي لا يفهمه .
ثالثاً . يحفظ سريعي التعليم أكثر من بطيئي التعليم .
رابعاً . تعتبر المواقف المقترنة بأمور انفعالية يتذكرها الفرد أحسن وأسرع من المواقف الخيالية.
د. الاستدعاء وهو استرجاع الخبرات والمعلومات العامة السابقة مع ما يصاحبها من ظروف مكانية وزمانية وتحدث من دون وجود مثير وهي تعتمد على الماضي والإدراك يرتبط بالحاضر والتصور والتخيل في المستقبل .
ه . التفكير وهي العملية التي يقوم بها الإنسان في تنظيم خبراته بطريقة جديدة لحل المشكلات التي تواجهه وهو إدراك علاقات جديدة بين موقفين أو عدة مواقف ,انه مظهر من مظاهر الذكاء الذي يصل الى مستوى إدراك العلاقات واستنباط المتعلقات وتوظيفها , انه ليس التذكر الذي يعتمد على استرجاع موضوع معين أما التفكير فتكون الخبرات السابقة محدودة التأثير.
9 . العوامل المؤثرة في التعليم
أ . الاستعدادية والمقصود بها الحالة التي يكون فيها المتعلم مستعد استعداداُ عضوياُ للنجاح في تأدية المهام التي يتوقع مصادفتها في المدرسة ويتحدد هذا الاستعداد بسن القبول في المدرسة وهو في أغلب الدول (6) سنوات حيث يكون الطفل قد نما نمواً كافياً يسمح له باستخدام أصابعه للامساك بالقلم ويكون قد توفرت لديه قدرة التآزر الحسي والحركي التي يتم فيها الربط بين ما يراه وما يقوم بكتابته .
ب . الدافعية للدافعية أهمية في إثارة التعلم لدى المتعلم وهي كما يقول العلماء حالة تساعد في تحريك واستمرارية سلوك الكائن الحي إذ انه دون الدافعية يفشل الكائن الحي في إدارة الســـلوك الذي سبق تعلمه.
ج. الخبرة يعد عامل الخبرة والممارسة من العوامل المهمة في تغيير السلوك ويقصد بالخبرة الموقف الذي يواجهه المتعلم في مثيرات بيئية يتفاعل معها ويحدث تغيير لديه بفضل هذا التفاعل لذلك تعطى أهمية كبيره للظروف البيئية حيث إنها تحدد الى درجة كبيرة نمو وتطور المتعلم وزيادة حصيلته وتعليمه وخبراته ويرى البعض أن البيئة تسهم الى درجة كبيرة في تشكيل الذخيرة المعرفية لدى المتعلمين .
د . النضج ان النضج شرط ضروري للتعليم فلا يمكن أن يتعلم الطفل مهارة حركية أو عقلية إذا لم يصل الى درجة من النضج تمكنه من التعلم , والنضج يعد شرطاً لازماً للتعليم فلا نستطيع مثلاً ان نعلم طفل في الروضة بعض العمليات الحسابية المعقدة لأنه لم يصل الى مستوى النضج العقلي أو المعرفي الذي يمكنه من تلك العمليات كما لا نستطيع أن نعلم الطفل الصغير أن يقرأ أو يتحدث بطلاقة لأنه لم يصل الى مستوى مناسب من النطق في قدراته العقلية أو في أعضاء الكلام تمكنه من التحدث بطلاقة.
10 .الخاتمة
يبقى التعليم أساس الحياة والمحرك الفاعل لها وهو عملية بناء الفرد ومحو أمية المجتمعات والتعليم هو سبب نماء الشعوب والحضارات والأمم ومقياس تطورها ويتم تقييم المجتمعات على أساس نسبة المتعلمين فيها وللتعليم أساليب عديدة هي التعليم النظامي والتعليم التلقائي والتعليم غير الرسمي وهناك عوامل عديدة تساعد على التعليم الجيد منها التكرار والدقة والحداثة والأثر والتنظيم والتنويع كما ان هناك عوامل اخرى تؤثر في عملية التعليم وهي الاستعدادية والدافعية والخبرة والنضج .