الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الوظيفة وأهميتها

بواسطة azzaman

الوظيفة وأهميتها

عبد المحسن عباس الوائلي

الوظيفة في العراق تعتبر الاستقرار ورفاهية الفرد وحلمه المنشود ففي الوظيفة يفكر بالزواج وبناء اسرة ويرى ان حلمه قد تحقق فبدون الوظيفة يشعر بالضياع وعدم الاستقرار والهدف الطاغي في العراق من اجل الوظيفة حتى الميسورين منهم هدفهم الوظيفة فلا تجد أحدا يقول اطلب العلم والثقافة وها نحن في الستة والثلاثين سنة الأخيرة هي فترة مظلمة ومرعبة واسوء ما مر به البلد وبأبنائه من ضياع وتشرد وقتل ورعب بعيدين عن الثقافة فثمان سنوات حرب وثمان سنوات حصار وها نحن عشنا بعدها ستة عشر عاما في حروب داخلية وخارجية وتفجيرات واتهامات بعضنا لبعض ورعب وخوف وجوع وحرمان ولا عمل ولا وظائف وأصبحت الوظيفة هي الشغل الشاغل للإنسان العراقي، امرأة كانت ام رجلا. كلنا نفكر في الوظيفة، وماذا سنعمل، وهكذا تدخل مشكلات الوظيفة والعمل الى كل تفاصيل الحياة. العمل هو طبعا جهاد لأجل الرزق. لكن الامر المؤكد الاخر. ان كثيرا من الذين يعملون، لاتعني لهم حقيقة الوظيفة، على المستوى المهني شيئا، بل هي تعني لهم فقط في المستوى المادي. ولكن العمل اصبح جزءا من الحياة، وهم بكل بساطة يؤدون جزءا من الحياة حتى لايتهموا بالجلوس من دون عمل. انا لا اتحدث عن الحالات الاستثنائية، بل ما يهمني هو الحالة الشائعة التي تشمل الأغلبية الساحقة من الموظفين ومشكلاتهم مع الوظيفة. نحن نحتاج الى ان نفهم ماذا نعطي الوظيفة، وماذا تعطينا الوظيفة، حتى نفهم الحياة المهنية التي نعيشها؟ علينا ان نعرف كم ساعة نعمل، وكما ساعة يجب ان نعمل، وما هو مقابل هذا العمل؟ هذه مسألة مهمة يجب ان ندخل في تفاصيلها، لانها تترتب عليها أمور كثيرة. مثال على ذلك، هل تعتقد أن العمل يلحق بك أذى، وهل هذا الأذى حقيقي أم انه مجرد توهم منك؟ اسأل نفسك حتى تعرف وضعك الحقيقي في مهنتك، ماهو التعب البدني الذي تتكبده في عملك؟ هل يسبب لك عملك تعبا ذهنيا ويستهلك طاقاتك العقلية؟ هل انت انسان منصرف الى عمله ويضع فيه طاقاته كلها ويؤمن له الحلول الرائعة؟ هل انت راض عن درجتك في عملك ومرتاح له؟ هل انت جزءا من الحياة، وهم بكل بساطة يؤدون جزءا من الحياة حتى لايتهموا بالجلوس من دون عمل. انا لا اتحدث عن الحالات الاستثنائية، بل ما يهمني هو الحالة الشائعة التي تشمل الأغلبية الساحقة من الموظفين ومشكلاتهم مع الوظيفة. نحن نحتاج الى ان نفهم ماذا نعطي الوظيفة، وما تعطينا الوظيفة، حتى نفهم الحياة المهنية التي نعيشها؟ علينا ان نعرف مستمتع في عملك وتشعر بالاشباع المهني؟ هل انت مرتاح لزملائك الذين تعمل معهم؟  هل هناك عدالة في توزيع العمل بينك وبين الاخرين؟ وهل هناك محاباة في العمل تسبب لك تعبا وازعاجا؟ هل علاقتك برئيسك في العمل متوازنة ام فيها صداقة أو اضطهاد؟ هل احاسيسك السلبية في العمل خلقت لديك رد فعل سلبيا تجاه العمل فأصبحت تعطي اقل؟

والسؤال الأهم: هل انت موجود في المهنة الصحيحة والمناسبة، أم ان هناك خطأ حصل، جعلك تعيش في مهنة ليست لك ولم تستطع تركها، أو لم تفكر في ذلك؟ أحيانا كثيرة، يؤدي عدم الاشباع المهني الى نتائج اغرب من الخيال.. فالبعض غير سعيد في مهنته او غير متحمس لها، لانه أصلا لايعطي المهنة حقها، بالتالي فهو غير راض عن أدائه، ولكنه يظن ان المشكلة هي في كونه غير راض عن المهنة نفسها. والبعض لايحب مهنته، لانه ربما تورط مع زملائه أو رؤسائه في العمل، ما يجعل مكان العمل مكانا للاذى، في حين ان العمل نفسه لايكون سيئا. لكل هذه الأسباب، يتوجب على المرء ان يحلل مشكلته مع العمل بشكل صحيح، حتى يستطيع ان يجد الحلول الصحيحة، ويتوصل الى القرارات المناسبة.


مشاهدات 649
أضيف 2019/05/06 - 4:47 PM
آخر تحديث 2024/11/22 - 11:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 399 الشهر 9870 الكلي 10053014
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير