الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تأثير الإستقرار السياسي على الإستثمار

بواسطة azzaman

تأثير الإستقرار السياسي على الإستثمار

رائد الهاشمي

 

المتغيرات السياسية والأمنية في العراق كان لها دوراً هاماً في تشكيل بيئة الاستثمار في العراق حيث ان الاستثمار يرتبط بعلاقة طردية مع الاستقرار السياسي فكلما زاد الاستقرار نما الاستثمار وازدهر وكلما قلّ الاستقرار قلّ الاستثمار وهرب المستثمرون لأن الجميع يعرف ويتفق بأن (رأس المال جبان).

تأثير عدم الاستقرار السياسي على الاستثمار في العراق:

عزوف المستثمرين الأجانب: البيئة غير المستقرة سياسيًا دفعت العديد من المستثمرين الأجانب إلى الابتعاد عن السوق العراقية، بسبب المخاوف من فقدان أصولهم أو تأثر مشاريعهم بالنزاعات السياسية أو الأمنية.

تراجع القطاعات غير النفطية: بينما يحظى قطاع النفط ببعض الاستثمارات بسبب الموارد الضخمة، فإن القطاعات الأخرى (مثل الصناعة والزراعة والسياحة) تأثرت بشدة نتيجة عدم الاستقرار.

هروب رأس المال المحلي: عدم الاستقرار السياسي شجع رجال الأعمال العراقيين على نقل أموالهم واستثماراتهم إلى دول أكثر استقراراً.

الاستقرار السياسي في العراق: تحديات وفرص:

الوضع الأمني والسياسي: منذ عام 2003  واجه العراق تحديات سياسية كبيرة مثل الصراعات الطائفية والحروب الداخلية، وتأثير الجماعات المسلحة  مما أثر بشكل مباشر على الاستقرار السياسي.

جهود حكومة

الإصلاحات السياسية: العراق حقق تقدمًا نسبيًا في السنوات الأخيرة نحو تحقيق استقرار سياسي نسبي من خلال جهود الحكومة لدمج الفصائل السياسية المختلفة وتحقيق توافق وطني وهذا ساعد على استقطاب المستثمرين للدخول الى الساحة العراقية لأن معظم المستثمرين الكبار يراقبون الأوضاع في العراق ويترقبون الاستقرار لكي يقدموا على الدخول والاستثمار لأن العراق يُعدّ من أوفر البلدان في العالم بالفرص الاستثمارية لأن عوامل الاستثمار الحقيقية متوفرة فيه .

الموارد الطبيعية الضخمة: العراق يمتلك خامس أكبر احتياطي نفطي في العالم، وهو عامل جذب قوي للاستثمارات، رغم التحديات السياسية.

مبادرات إعادة الإعمار: برامج إعادة الإعمار والبنية التحتية التي أطلقتها الحكومة والمنظمات الدولية أتاحت ولازال  فرصًا استثمارية هائلة.

دور الحكومة في تحسين المناخ الاستثماري: قوانين الاستثمار العراقية، مثل قانون الاستثمار رقم 13 لعام 2006، تهدف إلى تقديم حوافز للمستثمرين، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية وضمانات حماية الأصول ورغم ذلك فعلى الحكومة أن تقدم المزيد من التسهيلات والتطمينات للمستثمرين لتشجيعهم على الدخول الى الساحة العراقية .

ما يجب على العراق فعله لجذب الاستثمار:

تعزيز الاستقرار السياسي: معالجة جذور الصراعات الطائفية والسياسية والعمل على بناء حكومة مستقرة وشاملة وخلق استقرار سياسي عام.

عائق كبير

مكافحة الفساد: الفساد الإداري والمالي يشكل عائقًا كبيرًا أمام المستثمرين، حيث يزيد من تكاليف التشغيل والمخاطر لذا يتوجب على الحكومة اتخاذ اجراءات حقيقية لمحاربة الفساد بجميع أنواعه وعدم فسح المجال للطبقة السياسية بالتدخل لحماية المفسدين.

تحسين البنية التحتية الأمنية: ضمان الأمن للمستثمرين والمشاريع الاقتصادية من خلال تعزيز دور المؤسسات الأمنية كل هذا يساعد على خلق بيئة استثمارية ملائمة.

تنويع الاقتصاد:  تقليل الاعتماد على النفط من خلال تطوير قطاعات مثل الزراعة، الصناعة، والسياحة والنقل والتجارة خاصة ان التغيرات المناخية التي يشهدها العالم جعلت التوقعات بأن الاعتماد على النفط كمورد رئيسي من موارد الطاقة بدأ في التناقص تدريجياً .

الاستثمار في قطاع النفط والغاز:

رغم التحديات، لا يزال قطاع النفط والغاز في العراق جاذبًا للاستثمار بسبب ارتفاع العوائد لذا نرى أن كبريات الشركات النفطية الاستثمارية العالمية أبرمت عقود استثمارية عملاقة مع الحكومة العراقية ولازالت تعمل في معظم الحقول النفطية العراقية ,وهنا على الحكومة أن تنقل هذه التجارب الاستثمارية العملاقة الى القطاعات غير النفطية لكي نرفد موازنة البلد بعائدات كبيرة من هذه القطاعات ونحقق نمواً اقتصادياً عالياً يساعد على خلق اقتصاد قوي ومستقر.

ختاماً نستطيع القول ان الاستقرار السياسي هو شرط أساسي لجذب الاستثمارات الى العراق. ومع وجود ثروات طبيعية ضخمة وفرص إعادة الإعمار، يمكن للعراق تحسين بيئته الاستثمارية إذا تمكن من تعزيز الاستقرار ومكافحة الفساد وخلق بيئة قانونية وسياسية مستقرة.

   باحث وخبير اقتصادي


مشاهدات 129
الكاتب رائد الهاشمي
أضيف 2024/12/30 - 3:27 PM
آخر تحديث 2025/01/03 - 12:31 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 39 الشهر 974 الكلي 10070939
الوقت الآن
الجمعة 2025/1/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير