أفلح من صلى على العراق
فاروق علي
مغترب.. غير منتمٍ إلا لله والعراق، أحرص على الإعتدال، وقوفاً على مسافة واحدة من كل القيم والأشياء والإعتبارات، لا أنحاز إلا للحق، والحق أقول.. دأباً على الجملة الإنجيلية المقدسة، التي يرددها السيد المسيح.. عليه السلام: الحق أقول لكم، مكتفٍ بالإستقرار الذي حققتُه في الغربة منذ عقود، بفضل الله وجهدي ونعمة المواهب والحصيلة الأكاديمية التي أسبغها.. جل جلاله.. على شخصي؛ لذا أنطلق من الحق لقول الحق، يحثني ما أرى عبر وسائل التواصل الإجتماعي، من محاولات جادة، تغذ السير حثيثاً، نحو إقصاء المفسدين وتقريب النزيهين وتوفير الخدمات ونشر العدالة في العراق بعد أن إكتظت أنفاس الشعب بظلم خانق.
أَقدَمْ رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على معالجة المشاكل العالقة، والتي نجمت عن إهمال متأتٍ من ضعف أو لا مبالاة بمصير البلد ومستقبل الأجيال.. المهم تأتي متأخرة خير من ألا تأتي؛
إذ شرعت حكومة السوداني منذ الأيام الأولى لتشكيلها، بإنشاء الجسور وتأمين متطلبات الصحة والتربية والنأي بالعراق عن الفتنة الدائرة في المنطقة إقليمياً، والتي أريد له أن يشكل مصداً واقياً لسواه، بتواطئ من كيانات... لكن السوداني أحبط محاولات جر العراق الى المعركة الدائرة حوله في دول محاددة؛ فإنتشل العراقيين من مغبة حرب كادت تعصف به.. طَرَقتْ أبوابَ حدوده فلم يدع طابوراً خامساً يفتح الأبواب لمتصيدي المياه العكرة الذين أرادوا العراق درعاً واقياً وعمقاً إقتصادياً لأزماتهم.
السوداني أدرك أن مصلحة الوطن أوجب من أية مجاملات بلهاء تثلم جرف أمننا وتسفح إقتصادنا وتحمي الآخرين، أدرك ذلك بإعتباره تدرج في المسؤوليات تتابعاً وظيفياً منطقياً.. لم يحرق مراحل ولم يتطفل على إدارة الدولة؛ مبتدئاً بمدير عام ثم قيممقام ومحافظ ووزير ورئيس وزراء، لن يفرط بالمال العراقي، ولن يدع فضلة من ثروات بلاد الرافدين، تذهب سدى، ما لم يوقر المتسولين في الترفكلايتات عن مد كف الذلة يسألون الناس لقمة عيش!
عملاً بمبدأ «اليحتاجه البيت يحرم على الجامع» فتصرف على أساس واقعي.. إكتفاء العراقيين أولاً، وما زاد ممكن أن نضعه في أمكنة صحيحة إنسانياً، بمساعدة منكوبين في دول ما أو سوى ذلك من خير «دفعة بلاء عن رفاه العراقيين».
يحثني على روف ما تهرأ من علاقتي بوطني منذ عقود بعيدة.. غائرة في السنوات، شعوري أن على رأس الحكومة التنفيذية، مواطناً محلياً، لم يستصدر جوازاً منافساً لعراقيته؛ ولهذا أفكر بإقتدائه من خلال إستعادة إنتمائي للعراق، الذي لم يسبق للسوداني أن فرط به، وتلك ميزة سيخلده التاريخ.. شكراً.. لأجها.
أنا عائد الى العراق ما دام فيه رئيس وزراء لا يحمل جوازين، إنما حاسم أمره على المكوث في العراق والبحث عن حلول ميدانية للمشاكل التي ينوء بها مهما أبهظت كاهله.
لن ألفت النظر بعودتي؛ لأنني لا أريد جزاءً ولا شكوراً، بل أنا الذي مستعد لدفع مستحقات الإنتماء لوطن الأنبياء، فكل عراقي حفيد نبي، وأنا عائد لإستعادة ورثي من النبوة.