التربية والإستثمار
آمال المسلماوي
الكثير منا يتزوجون من اجل الحب والإستقرار وصناعة شراكة أُسريةٍ جميلة يسودها الأمان والإطمئنان وفيها أولاد من ذكور وإناث وهناك من يشغل تفكيره في ولد ذكر بينما البعض يرغب بالبنات ولكل رأيه فأصحاب فكرة الذكور ينظرون للمستقبل والقوة والمال الذي سيأتيهم من اولادهم وقت يكبرون ويدخلونهم في تيارات العمل سواء كان عملاً خاصاً او يكونون عمالا بالأُجرة عند أصحاب راس المال ويعملون عندهم بأجور يومية المهم تأتيهم النقود من هؤلاء الأولاد الذكور ظناً منهم إن وجود البنات في البيوت افضل! والذين يفكرون بالبنات كل الذي يشغلهم راحة البال لإعتقادهم بأن تربية البنت اهدأ ولا مشاكل تأتيهم من (خلفة البنات) ويفكرون بهن ربات بيوت فقط رغم إن ذلك امر عظيم ولكل رأيه وتفكيره..
و هناك رأي اخر في الفرحة بهبة الله لنا للأولاد لدى بعض العوائل وهي فكرة الإستثمار في اطفالهم منذ ولادتهم او اكثر بقليل
مثلا بعد ثلاثة اشهر ليكون الطفل بارع في رياضة الجمباز يُريد الوالدين الإستثمار في طفلهم من ناحية الرياضة وهناك الذي يستثمر في الولد وهنا لا يخفى عليكم إن اسم الولد يشمل الذكر والأنثى ويستثمرونهم في الفن بكل اشكال الفنون من الرسم والفخار والكتابة والتمثيل والخطابة ويفتحون لهم اجواء التعليم وعلى ايدي خبراء ومختصين وربما جلبوا لهم معلما خاصا في البيت او ورش وتدريبات مع اولاد اخرين ليكونوا عندما يكبرون مفخرة وفخرا لأنفسهم واهلهم ولوطنهم ولاشك إن من يبرع في الإستثمار بشكل جيد يعبر إلى العالمية من اسوار الوطن هذا هو الإستثمار في الأولاد هكذا هي بعض عقول الأباء الناضجين الواعين للدنيا كيف تكون. . وبالتأكيد هم لا ينسون الدراسة وتكون جنباً لجنب مع الإستثمار المثمر إن شاء الله... وللأسف يوجد من يستسهل الإستثمار في الولد فيجعله يمشي على سكة الإنحراف ليكون لصاً قفاصاً او (رقاصة) ترقص وتغني في الملاهي الليلة ويستثمرون انفسهم في الحرام ربما لوفاة الوالدين او أحدهما او ان الاهل منذ الصغر استثمروا اولادهم على الخط الإنحرافي والعياذ بالله... وفقنا الله لنستثمر في اولادنا بشكل محترم والحفاظ على صحتهم الجسدية والنفسية فهي الاساس لنجني ثمار الإستثمار فخرا ومالاً .. وخير دليل قريب لدينا البطلة العراقية نجله عماد رغم إعاقتها إلا إنها واظبت واهلها إستثمروا فيها وكانوا خير من إستثمر في اولاده في ناحية الرياضة فجاءت لنا بذهبية عالمية رفعت بها علم العراق عاليا في بارالمبياد باريس 2024 في لعبة تنس الطاولة .
بسم الله الرحمن الرحیم
(المال ُوَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ).