مَنْ هو أغبى الناس ؟
حسين الصدر
-1-
الأذكياء معروفون يشار اليهم بالبنان ، دلّت على ذكائهم انجازاتُهم ومواقفهم واخلاقيتُهم، والاغبياء معروفون أيضا عبر اضطراب أقوالهم وتخبطهم في أعمالهم، ولكنْ مَنْ هو أغبى الاغبياء ؟
وقد حدده لنا احد الشعراء فقال :
وابغِ رضا المولى فأغبى الورى
مَنْ أسخطَ المولى وأرضى العَبِيدْ
وهو مصيبٌ في قوله ، فانّ الذي يسخط الرب ويرضي العبيد هو أغبى الاغبياء .
-2-
ان رضا الله هو الغاية والأمنية الكبرى لكل مؤمن .
قال الشاعر :
حسبي رضاكَ بكل وَجْهٍ أَمْكَنا
فامننْ عليّ بذاكَ مِنْ قَبْلِ الفنا
واذا رضيتَ فتلكَ غايةٌ مُنْيَتِي
والقصدُ كلُ القصد بل كلُ المنى
-3 –
ليس مقبولا لا بموازين الدين ولا بموازين العقل والأخلاق أنْ يكون الاهتمام برضا المخلوقين هو الشغل الشاغل للإنسان ، بينما لا يحتل رضا الله الموقع الأول في كل ما يصدر عنه من فعل أو قول .
إنّ رضا الناس غايةٌ لا تُدرك ،
وإنّ سخطهم لا يُورثُ الخلود في نار جهنم ،
بينما يمكنك أنْ تنال رضا الله عبر الاستقامة، وعبر الحضور في ميادين أداء الواجبات، والابتعــاد عن مواطن الجحود والعصيان بكل ألوانه وأشكاله .
-4-
وما أروع ما قيل في هذا الباب :
« ليس العجب ممن نجا كيف نجا ،
وانما العجب ممن هلك كيف هلك « .
فالنجاة هي الأصل لذوي البصائر .
أما الهلاك فهو نصيبُ المغرورين من جند الشيطان .
-5-
نسأله تعالى أنْ يوفقنا وإيّاكم للاستقامة على خط الطاعة له ولرسوله (ص) وان يتولانا بلطفه ورحمته ونعمائه انه هو الهادي والموفق والمعين وهو أرحم الراحمين وأسمع السامعين .