الهيب هوب والراب والمدرسة الجديدة
بغداد- أيمن بشار عبدالرزاق
الهيب هوب هو أحد أنواع الموسيقى في الولايات المتحدة الامريكية، وهي موسيقى شعبيّة طوّرها الامريكيون الافارقة، واللاتينيون، وتعد ايضًا حركة ثقافية للسود أو الامريكيون الافارقة، ظهرت اولى علامات البزوغ في سبعينيات القرن الماضي، تحديدًا 11 آب 1973، انطلاقًا من حي «البرونكس» في ولاية نيويورك، بوصفها حركة ثقافية؛ جاءت ردة فعل لما تعرض له السود من عنصرية وفقر وبطالة وظلم؛ ليصبح بعدها ثقافة وفنًا مستقلا يحمل في جعبته الشهرة ومليارات الدولارت والوصول لكل بقاع الارض!.
ثم ظهر الراب (Rap) وهو فرع موسيقي رئيس من الهيب هوب يعتمد على تسليم القوافي والتلاعب بالألفاظ حتى تتماشى مع القافية دون الالتزام بلحن معين. غناء الراب بوجود الإيقاع أو بدونه يسمى «الفري ستايل» إذ أن صوت المغني أو المغنية ليس هو المعيار إنما نبضات وايقاع الموسيقى نفسها وكلمات الأغنية ووقعها.
وقد تعددت فروع الراب وظهرت على مدار التاريخ الى يومنا هذا، ولا يسع المقام لذكر اكثر من 10 انواع فرعية منها: الراب البديل ، سكرو كرنك راب العصابات ، جي فنك ، بوب راب ، اندر جراوند ، اولد سكول ، ميد ويست.
بعدها ظهرت المدرسة الجديدة ” بين عامّي 1983، 1984 وصاحبها تغييرات عدّة في مضامين وقواعد كانت سائدة في (المدرسة القديمة)، إذ تميزت في البداية بالصوت البسيط لآلة الطبل، لاسيما كانت ملحوظة للاحتجاجات، والاستفزازات، والتعليقات الاجتماعية والسياسية؛ وغالبًا ما يتم تقديمها بأسلوب حازم وعدواني، وإيقاعات أصعب بكثير من تلك الموجودة في موسيقى راب المدرسة القديمة، في حين أظهر الفنانون مواقفهم الصارمة من خلال اغانيهم وحتى اصبح لها التأثير على اراء البعض.
في هذه الاوقات وما بعد الالفية، سادت موسيقى التراپ “trap music” التي ظهرت في عام 1990 وهي فرع من فروع الهيب هوب الجديد، إذ يلتزم باللحن والتناغم، لكنه مثل الراب بامكانه ان يكسر القوافي أو يتلاعب بالألفاظ للحفاظ على اللحن والموسيقى، كذلك استعمال الـ «adlib” وهي اشبه بالهمسات او كلمات خارجة عن نص الاغنية او تكرار لكلمة معينة في خلفية الاغنية. ثم ظهر معه فنانون، والتحق به آخرون من الحرس القديم؛ لمواكبة متطلبات العصر الحديث والذائقة الشبابية الجديدة التي اصبحت لها حسابات كبيرة، وسرعة في الانتشار، حتى تجد تعاونات موسيقية والبومات مشتركة بين الرابرز القدماء والجديدين، الامر الذي اتخذه البعض خطوة لاعادة احياء المسيرة. حتى اصبحت جائزة غرامي التي تقدمها الاكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم لافضل البوم راب مقياس كبير على مدى نجاح الالبوم ومدى سعة انتشاره.