الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الخيّاط يتعلّم أصول الغناء من داخل حسن ويصف الموجة الجديدة بالفقاعة

بواسطة azzaman

الخيّاط يتعلّم أصول الغناء من داخل حسن ويصف الموجة الجديدة بالفقاعة

بابـل -  كاظـم بهَـيًـة

قضى معظم أيام طفولته وصباه في محل الخياطة، الذي كان يمتهنها والده في سوق الناصرية، فكان هذا المحل مرسى الأول والأخير لمطرب الريف الكبير داخل حسن لما تربطهم علاقة حميمة طويلة. وكان ذلك الفتى جاسم، منذ طفولته متعلقا بالغناء كأبيه، شغوفا به وربما يعود ذلك إلى البيئة التي نشأ فيها، وتعلم منها أصول الغناء وكذلك يعود بسبب مرافقته المستمرة لوالده في محله وسماعه للغناء من قبل رواده بما يتبارون به طول النهار، في مدينة الشعر والغناء والجمال انه المبدع جاسم خضير عبد العبيدي الشهير بجاسم الخياط (1963 - الناصرية- محلة السيف) التقيته في مدينته الناصرية في  احدى زيارتي لها  عام 2005، وتحدث عن البداية حيث قال: تعلمت وعرفت أصول الغناء الريفي من خلال تواجد المطرب الكبير داخل حسن، في محل والدي الواقع في سوق العبايجي يوميا، عندما كانوا يتبادلون الغناء فيما بينهما، وأصغي لهم وانا مستمر في خياطة دكم الدشاديش،  حتى حفظت الكثير من الأغاني وبكافة الأطوار، قلت: هل تتذكر كلمات بعض من الأغاني؟ اجابني: نعم.. أتذكر أغنية كان يرددها مع والدي دائما تقول كلماتها: (يحبابي يوم الآه كلبي أنطر.. أنطر.. كتلـــهه كومي وياي وتكلي ماأكـدر).

و كأي إنسان كان جاسم خضير ، يحلم وله طموح، وفعلا أحب الغناء منذ نعومة إظفاره وشغف به. وعند دخوله المدرسة الابتدائية سنحت له فرصة ذهبية، أن يلتقي بأستاذه الفنان  حسن الشكرجي، عندما كان يعزف آلة الكمان قبل ان يختص بآلة القانون، وهذا كان عام 1973، حيث اكد «وإنا في مرحلة الصف الثاني الابتدائي الذي أخذ بيدي وشجعني على الاستمرار ودخولي معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى).

وبعد قبوله المعهد في قسم الموسيقى.. كانت هذه الفرصة التي عدها (جاسم)نقطة تحول في حياته الفنية والشخصية تمثلت بلقائه بالكثير من الفنانين الكبار ومشاركته معهم حسبما يقول : عند دخولي لمعهد الفنون الجميلة البصرة عام 1980، ومن خلال العديد من الفعاليات الموسيقية وخاصة في مجال الموشحات الأندلسية على يد أستاذتي آنذاك وخاصة الفنان التونسي محمد عبود وفيما بعد تخصصت في العزف على آلة العود، بعدها تم انضمامي إلى فرقة تلفزيون البصرة بصفة عازف ومطرب.

مشرف فني

وبعد ان تخرج الفنان جاسم من معهد الفنون الجميلة عام 1984، ألتحق بفرقة التربية في محافظة ذي قار وتعيينه بصفة مشرف فني في المديرية المذكورة - قسم النشاط المدرسي وممارسة اختصاصه الموسيقى والأنشطة الفنية  في مدراس المحافظة. وحين نستعرض نشاطه في مجال الالحان  التي خاضها في هذا العالم الجميل ، حيث صاغ أجمل الألحان لمطربين عدة في مقدمتهم حسين نعمة في أغنية (يا صاحبي) كلمات كاظم الركابي وأغنية (يا وكت) اداء  حمد الناصري، حيث شارك فيها بمهرجان الأغنية العاطفية لنقابة الفنانين - ذي قار عام 1997، وأنشودة (حبيبي يا عراق) كلمات  رياض الإسماعيلي واداء ماجد حسين وانشودة (حمامة بيضاء) كلمات  حازم رشك وأداء المجاميع، وغيره من المطربين الشباب أمثال بشير العتابي وجليل ياسر.

وتغني الخياط  في بعض الروائع الغنائية العراقية لمطربي الغناء العراقي، وأبدع في أداءها منها أغنية (حاسبينك) واغنية (نجوم صيّرن كلايد) واغنية (الشعر الحرير)  لفاضل عواد و أغنية  (وأغنية ليل البنفسج) لياس خضر وأغنية (ما بدلك والنبي) لحمدان الساحر وفيما بعد غناها المطرب سعدي الحلي. وكذلك ساهم في مهرجان الفضائية العراقية للمصالحة الوطنية كانت من كلمات رياض محمد ولحن كريم محمد عاشور وفي مهرجان السلام اسهم بأداء أغنية «الحمامة البيضاء «كلمات حازم رشك والحانه والتي فازت الأولى من بين الأغاني، فضلا لأدائه الجميل  بروائع الملحن موسيقار الأجيال، محمد عبد الوهاب  في (عندما يأتي المساء- أغنية شكل ثاني- أغنية ياوبور- أغنية خي خي) وأغنية (عيون القلب) للفنانة نجاة الصغيرة. ومن مشاركاته الفنية التي ظلت محفورة في الذاكرة تحدث عنها الفنان علي عبد عيد قائلا: (عند اقامت  الحفل الفني الخاص للملحن طالب القره غولي عند عودته للارض الوطن ولمدينته الناصرية، أقيم له من قبل نقابة الفنانين- ذي قار حفلا فني شارك فيه المطرب جاسم خضير بأداء  احد أغاني القرغولي وهي  (يا خوخ  يازر دالي) وعند سماع اداءها بصوت جاسم خضير ظل يبكى من شدة تأثره في الأداء المتميز وإحساسه العالي). وكان يرى  حين التقيته في جلسة خاصة جمعتني  معه في احدى ليالي الناصرية الجميلة ، (على  الفنان الناجح ان يمتلك حس فني وذوق بعيد عن التقليد، وان يكون متطورا ذاتيا، كما بدأ مطربي الأغنية العراقية الأصيلة الذي كانوا طريقهم الإلف ميل يبدأ بخطوه واحدة لا بخمسمائة خطوة من اجل الشهرة والمال والأضواء الكاذبة، كما نلاحظه اليوم)، كما شخص  الفرق بين أغنية الأمس وأغنية اليوم (هناك فرق شاسع وكبير فأغنية الأمس والمتمثلة بالسبعينية وتعد فترة ذهبية إذا جاز التعبير، فهي تمتلك نصا مؤثرا ولونا أصيلا وأداءا جيد وجميل، وهذا هو سر ديمومتها، فأما أغنية اليوم وما تسمى بالموجة الجديدة (ماهي إلا فقاعة) تتلاشى بنفس السرعة التي تنتشر فيها ولا يطيقها ذهن المتلقي).

 

 


مشاهدات 227
أضيف 2025/03/23 - 2:28 PM
آخر تحديث 2025/03/28 - 7:36 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 611 الشهر 17514 الكلي 10578463
الوقت الآن
الجمعة 2025/3/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير