الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
أنا وسعد البزاز و(الزمان)

بواسطة azzaman

أذن وعين

أنا وسعد البزاز و(الزمان)

عبد اللطيف السعدون

 

كنت قد خططت لنيل شرف الحضور على صفحات العدد الذهبي من (الزمان)لكنني تأخرت في الكتابة، وتصورت أن هناك سعة من الزمن قبل أن نصل الى العدد (8000) حتى فوجئت، وأنا أقرأ تنويها بأن العدد الذهبي سيصدر في اليوم التالي، وعندها سارعت للكتابة، كجزء من الاعتراف لـ(الزمان) بتاريخها العريض، ولتهنئة الزميلين العزيزين سعد البزاز وأحمد عبد المجيد، وكذلك أسرة التحرير، والأصدقاء لكن الحظ لم يحالفني فقد انقطعت الكهرباء عن البقعة التي أقيم فيها في منفاي الاضطراري البعيد الذي من عاداته، كما من عادات الوطن الأول، أن يتم انقطاع الكهرباء دون سابق انذار، وعلى أية حال، جئت اليوم لأهنئ، وأكتب، وفي ذهني ذكريات مستلة من أيام (الزمان الأولى، وربما من قبل ذلك عندما كنا نعمل، البزاز وأنا، في وزارة واحدة، ولكن في موقعين مختلفين، أو في مواقع مختلفة ومتباعدة، وفي حينها تعرفت اليه، وعرفت فيه، منذ ذلك الوقت، خصلتين مهمتين: الابداع والمغامرة، وهل هناك مغامرة أكبر من أن يقفز من بغداد الى عمان ثم الى لندن، هكذا مرة واحدة، وفي ظروف بالغة القسوة، وفي ميدان معقد تصعب المنافسة فيه، ليحقق حلمه، ويعمل على تأسيس مشروع اعلامي متكامل، صحيفة عربية مستقلة من نمط مختلف، ومجلة متمردة نبشر بزمان جديد، ولاحقا قناة فضائية «شرقية» الطابع والهدف، وأعرف أن سعدا تحمل في مغامرته تلك الكثير، وهو وحده الذي يمكن أن يكتب عنها يوما.  وأذكر لسعد مأثرة لن أنساها أبدا، وهي التي امدتني، كما قد تكون أمدت غيري، بحياة جديدة، ففي تلك السنة المرة التي أعقبت الغزو العراقي للكويت كان سعد يرأس تحرير صحيفة «الجمهورية» الحكومية، وسعى لأن يتخطى من خلالها سياقات الاعلام الرسمي، ويترك لكتابها مساحة حرية غير معتادة يومذاك، بنفس الوقت الذي كان فيه النظام قد أجبر على اطلاق فسحة انفتاح نتيجة ضغوط مختلفة عليه، وكنت في حينها أكتب مقالا دوريا في «الجمهورية»، وبعض ما كتبته كان يتخطى الخطوط الحمر، ولم أكن وحدي في ذلك حيث كتب آخرون منتقدين سياسات النظام وممارساته، وكان أن حضر الى الجريدة عدي صدام غاضبا ليجتمع بأسرة التحرير، ولم أكن من شهود هذا اللقاء لأنني كنت أكتب من خارج الجريدة، وفي الاجتماع تحدث عدي عن الذين تآمروا على النظام، وعن القصاص الذي عوقبوا به،  وهاجم الكتابات الناقدة بحجة الديمقراطية، وبعد انتهاء اللقاء طلب من البزاز ما نشره البعض في «الجمهورية» ليعرضه على والده لمعاقبة من كتب، وأعرف أن البزاز دافع عن هؤلاء الكتاب، وعني شخصيا، مؤكدا أن ليس هناك سوء قصد، وهكذا مرت الواقعة بسلام، ولو لم يقف البزاز هذا الموقف لرحت، ومعي آخرون، في داهية!

اسم مستعار

وبعد هذا فان لي مع (الزمان) حكايات أخرى ربما لم يجيء أوان روايتها بعد، لكنني أستطيع أن أزعم أنني كنت واحدا من قلة قليلة تواصلت مع (الزمان) منذ أعدادها الاولى، وقد كتبت فيها تحت اسم «عبد الله حسن»، وهو الاسم المستعار الذي اختاره لي البزاز نفسه، وفي حينها كان مجرد قراءة الصحيفة مغامرة قد تودي بصاحبها فكيف بالكتابة فيها، ولذلك، وتفاديا من الوقوع تحت أعين المخبرين الذين كانت تعج بهم العاصمة الأردنية، وجه بان يتم استلام كتاباتي خارج المكتب في مكان يتم الاتفاق عليه، ومن الوقائع المثيرة أن حدث لي ذات مرة بعد أن التقيت سكرتيرة المكتب وسلمتها مقالتي بدقائق التقيت مصادفة بزميل قادم من بغداد، وقد فاجأني بالسؤال عما اذا كنت أعرف «مكتب الزمان» أو رقم هاتف البزاز نفسه، وبالطيع فقد ابلغته بجهلي بما طلبه لكنني بقيت قلقا فقد يكون السؤال مقصودا لغاية ما.

وانقطعت عن (الزمان) زمنا لسبب أو لآخر، وعدت اليوم أكتب فيها، وما أحلى الرجوع اليها وقد نمت، وصلب عودها، وتفتحت أوراقها عن ألف فكرة وموقف في إطار ما رسمه البزاز لها، «صحيفة عربية مستقلة من نمط مختلف»، ولا يسعني الا أن أشد على يد مؤسسها المبدع والمغامر، وكذا على يد المشرف على طبعتها العراقية الأكاديمي المثابر، وعلى أيدي كل الذين يؤمنون بمواصلة الخطو نحو زمان جديد ومختلف.

 


مشاهدات 430
الكاتب عبد اللطيف السعدون
أضيف 2024/10/05 - 1:14 AM
آخر تحديث 2024/12/03 - 2:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 382 الشهر 1220 الكلي 10057315
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/12/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير